حكم هجر الزوج لزوجته شهرين

No images found for حكم هجر الزوج لزوجته شهرين

عنوان المقال: حكم هجر الزوج لزوجته شهرين

المقدمة:

الحياة الزوجية هي علاقة مقدسة تقوم على المودة والرحمة، وقد أمر الله تعالى الزوجين بالمعاشرة بالمعروف، ولكن قد تحدث بعض الخلافات والمشاكل بين الزوجين، والتي قد تؤدي إلى هجر الزوج لزوجته. فما هو حكم هجر الزوج لزوجته شهرين؟ وما هي الآثار المترتبة على ذلك؟ هذا ما سنوضحه في هذا المقال.

أولاً: تعريف الهجر:

الهجر في اللغة هو الترك والإعراض، وفي الاصطلاح الشرعي هو ترك الزوج لزوجته وعدم معاشرتها بالمعروف. وقد يكون الهجر كليًا أو جزئيًا، فالهجر الكلي هو ترك الزوج لزوجته وعدم العودة إليها، أما الهجر الجزئي فهو ترك الزوج لزوجته في الفراش فقط، مع الاستمرار في الإنفاق عليها وتوفير المسكن والطعام لها.

ثانيًا: أسباب هجر الزوج لزوجته:

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى هجر الزوج لزوجته، ومن أهمها:

1. نشوز الزوجة: هو خروج الزوجة عن طاعة زوجها وعدم القيام بواجباتها الزوجية، مثل عدم الانصياع لأوامره، أو الخروج من المنزل بدون إذنه.

2. سوء الخلق: إذا كانت الزوجة سيئة الخلق، مثل أن تكون غاضبة ومتذمرة وسباب، فقد يؤدي ذلك إلى هجر الزوج لها.

3. الخيانة الزوجية: إذا ثبت للزوج أن زوجته قد خانته، سواء بالزنا أو التلفظ بكلمات محرمة مع رجل أجنبي، فقد يؤدي ذلك إلى هجر الزوج لها.

ثالثًا: حكم هجر الزوج لزوجته:

اختلف الفقهاء في حكم هجر الزوج لزوجته، فذهب بعضهم إلى أنه لا يجوز للزوج هجر زوجته إلا في حالة نشوزها، واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: “وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يتصالحا بينهما صلحًا والصلح خير”.

وذهب بعض الفقهاء إلى أن هجر الزوج لزوجته جائز مطلقًا، سواء كانت ناشزًا أم لا، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة أن تسأل زوجها نفقة وهي تاركة فراشه إلا أن تكون ناشزًا”.

والراجح أن هجر الزوج لزوجته جائز في حالة نشوزها فقط، أما إذا كانت مطيعة لزوجها، فليس له حق هجرها.

رابعًا: مدة الهجر:

إذا كان هجر الزوج لزوجته جائزًا، فما هي مدة الهجر؟ اختلف الفقهاء في مدة الهجر، فذهب بعضهم إلى أنه يجوز للزوج هجر زوجته لمدة أربعة أشهر، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة أن تمكث من زوجها أكثر من أربعة أشهر”.

وذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز للزوج هجر زوجته لمدة عام واحد، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة أن تمكث عن زوجها أكثر من سنة”.

والراجح أن مدة الهجر لا يجوز أن تزيد عن سنة واحدة، وبعد ذلك يجب على الزوج مراجعة زوجته والعودة إليها.

خامسًا: آثار هجر الزوج لزوجته:

لهجر الزوج لزوجته آثار سلبية عديدة، ومن أهمها:

1. تفكك الأسرة: يؤدي هجر الزوج لزوجته إلى تفكك الأسرة وإلحاق الضرر بالأولاد.

2. الضرر النفسي: يؤدي هجر الزوج لزوجته إلى إلحاق الضرر النفسي بها، فقد تشعر بالوحدة والاكتئاب والحزن.

3. الضرر المالي: يؤدي هجر الزوج لزوجته إلى إلحاق الضرر المالي بها، فقد لا تتمكن من العمل وإعالة نفسها وأولادها.

سادسًا: حكم نفقة الزوجة المطلقة:

إذا طلق الزوج زوجته بعد هجرها لمدة طويلة، فما حكم نفقتها؟ اختلف الفقهاء في حكم نفقة الزوجة المطلقة، فذهب بعضهم إلى أنها لا تستحق النفقة، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا نفقة لامرأة ناشز”.

وذهب بعض الفقهاء إلى أنها تستحق النفقة، واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: “وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف”.

والراجح أنها تستحق النفقة، لأن الطلاق ليس بيدها، ولأنها قد تكون مطلقة رجعيًا، ففي هذه الحالة تكون نفقتها على الزوج.

سابعًا: حكم حضانة الأولاد:

إذا هجر الزوج زوجته ولديهما أولاد، فما حكم حضانة الأولاد؟ اختلف الفقهاء في حكم حضانة الأولاد، فذهب بعضهم إلى أن الحضانة للأم، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الأم أحق بولدها ما لم تتزوج”.

وذهب بعض الفقهاء إلى أن الحضانة للأب، واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الولد للفراش وللعاهر الحجر”.

والراجح أن الحضانة للأم، لأنها أرحم بالأولاد وأقدر على رعايتهم.

الخاتمة:

هجر الزوج لزوجته من الأمور المكروهة شرعًا، ولها آثار سلبية عديدة على الزوجة والأسرة بأكملها. لذلك، يجب على الزوجين السعي لحل مشاكلهما بالتفاهم والحوار، وعدم اللجوء إلى الهجر إلا في حالة الضرورة القصوى.

أضف تعليق