خطبة جمعة عن الاستقامة بعد رمضان

خطبة جمعة عن الاستقامة بعد رمضان

الخطبة الأولى

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

أيها الإخوة المسلمون، نبارك لكم عيد الفطر السعيد، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.

لقد مضى شهر رمضان المبارك، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والذكر والدعاء، ونسأل الله أن يجعلنا من عتقائه من النار، وأن يدخلنا جناته بغير حساب ولا سابق عذاب.

أيها الإخوة، إن الاستقامة بعد رمضان هي من أهم ما يجب علينا أن نحرص عليه، فإن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الاستقامة على الطاعة أفضل من ألف ألف نوافل”.

الاستقامة في العبادات:

1- المحافظة على الصلاة في أوقاتها:

يجب علينا أن نحافظ على الصلاة في أوقاتها، وهي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وأن نؤديها بخشوع وإخلاص.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصلاة عماد الدين، ومن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين”.

2- صيام النوافل:

صيام النوافل سنة مؤكدة، وهي من أفضل العبادات، ويوم الاثنين والخميس من كل أسبوع من أفضل الأيام لصيام النوافل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عرفة يكفر سنتين، وصيام يوم عاشوراء يكفر سنة”.

3- الصدقة:

الصدقة من أهم العبادات التي يجب أن نحرص عليها، وهي من أفضل ما نقربه إلى الله تعالى.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”.

الاستقامة في الأخلاق:

1- الصدق والأمانة:

يجب علينا أن نتحلى بالصدق والأمانة في جميع أقوالنا وأفعالنا، وأن نكون أمناء على الأمانات التي توكل إلينا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة”.

2- العفو والتسامح:

يجب علينا أن نعفو عن إخواننا المسلمين إذا أساءوا إلينا، وأن نسامحهم على أخطائهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كظم غيظه وهو قادر على إمضائه ملأ الله قلبه رضىً يوم القيامة”.

3- الإحسان إلى الوالدين:

يجب علينا أن نحسن إلى والدينا، وأن نطيعهما في غير معصية الله تعالى، وأن نرعاهما إذا كبرا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت أقدام الأمهات”.

الاستقامة في المعاملات:

1- الوفاء بالعقود:

يجب علينا أن نفي بالعقود التي نبرمها، وأن نكون أوفياء لوعودنا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلمون عند شروطهم، إلا شرطًا حرم حلالًا أو أحل حرامًا”.

2- النهي عن الغش:

يحرم علينا الغش في البيع والشراء، ويجب علينا أن نبين عيوب السلع التي نبيعها، وأن نكون صادقين في التعامل مع الآخرين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”.

3- النهي عن الربا:

يحرم علينا الربا في جميع صوره وأشكاله، ويجب علينا أن نتجنبه ونتحلى بالصدق والأمانة في جميع معاملاتنا المالية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الربا سبعون بابًا أيسرها مثل الذي ينكح أمه”.

الاستقامة في السعي الحلال:

1- ضرورة السعي الحلال:

يجب علينا أن نسعى الحلال، وأن لا نأكل إلا من كسب طيب.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكل كسبًا طيبًا طاب جسده، وكان دعاءه مستجابًا، ومن أكل كسبًا خبيثًا خبث جسده، وكان دعاءه مردودًا”.

2- تحريم الرشوة:

يحرم علينا أخذ الرشوة وإعطاؤها، وهي من أشد الكبائر التي حرمها الله تعالى.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش”.

3- تحريم الغصب:

يحرم علينا غصب أموال الناس وأراضيهم، ويجب علينا أن نرد المظالم إلى أهلها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من غصب شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين”.

الاستقامة في الدعوة إلى الله تعالى:

1- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

يجب علينا أن نأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وأن ندعو الناس إلى الخير ونحذرهم من الشر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.

2- الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة:

يجب علينا أن ندعو الناس إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن نتجنب العنف والإكراه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يلين بقلب الرجل الرحيم أكثر مما يلين بقلب الرجل الغليظ”.

3- الدعوة بالصبر والمثابرة:

يجب علينا أن نصبر على أذى الناس ورفضهم لدعوتنا، وأن نستمر في الدعوة إلى الله تعالى حتى نحقق النصر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من نبي إلا وقد أوذي”.

الاستقامة في الالتزام بالسنة النبوية:

1- أهمية الالتزام بالسنة النبوية:

يجب علينا أن نلتزم بالسنة النبوية في أقوالنا وأفعالنا، لأنها المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي”.

2- الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم:

يجب علينا أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أقواله وأفعاله، لأنه أفضل قدوة لنا.

قال الله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.

3- حفظ السنة النبوية ونشرها:

يجب علينا أن نحفظ السنة النبوية وننشرها بين الناس، لأنها جزء من ديننا الإسلامي.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بلغوا عني ولو آية”.

الخطبة الثانية

أيها الإخوة المسلمون، إن الاستقامة بعد رمضان هي من أهم ما يجب علينا أن نحرص عليه، حتى نكون من عباد الله الصالحين الذين يحبهم الله ويحبونه.

يجب علينا أن نستمر في أداء العبادات التي كنا نؤديها في شهر رمضان، وأن نحافظ على الأخلاق الفاضلة التي تحلينا بها في هذا الشهر المبارك.

ويجب علينا أن نستمر في الدعوة إلى الله تعالى، وأن نأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وأن نلتزم بالسنة النبوية في جميع أقوالنا وأفعالنا.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا للاستقامة بعد رمضان، وأن يجعلنا من عتقائه من النار، وأن يدخلنا جناته بغير حساب ولا سابق عذاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *