خطبة عن الاستقامة المنبر

خطبة عن الاستقامة المنبر

الخطبة: الاستقامة على المنبر

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أيها المسلمون، لقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]. وفي هذه الآية الكريمة حثٌّ من الله تعالى على الاعتصام بحبله المتين، والاستقامة على منهجه القويم، والابتعاد عن الفرقة والاختلاف.

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الناس استقامة على صراط الله المستقيم، فقد قال عنه ربنا سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]. وكان صلى الله عليه وسلم يتمثل الاستقامة في أقواله وأفعاله وأحواله كلها، فكان صادقًا أمينًا، عفيفًا تقيا، حليمًا كريمًا، شجاعًا مقدامًا، متواضعًا لله، رحيمًا بالناس، محسنًا إلى خلقه، داعيًا إلى الله على بصيرة، مجاهدًا في سبيل الله على بصيرة، صابرًا على ما يصيبه من أذى ومشقة، راضيًا بقضاء الله وقدره، لا يجزع من مصيبة، ولا يفرح بنعمة إلا شكر الله عليها.

الاستقامة في العقيدة:

الاستقامة في الاعتقاد من أهم أنواع الاستقامة، وهي أساس كل عمل صالح، فالإنسان الذي لا يستقيم عقده لا يستقيم عمله، ولا يقبل الله منه شيئًا. والاستقامة في العقيدة هي الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والإيمان بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى، والإذعان له والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه.

الاستقامة في العبادة:

الاستقامة في العبادة هي أداء العبادات لله تعالى على الوجه الذي شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة ولا نقصان، والاستقامة في العبادة من أهم أنواع الاستقامة، وهي من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهي سبب لحصول الفلاح في الدنيا والآخرة.

الاستقامة في الأخلاق:

الاستقامة في الأخلاق هي التحلي بالأخلاق الفاضلة واجتناب الأخلاق الرذيلة، والأخلاق الفاضلة هي الأخلاق التي أمر الله تعالى بها ورسوله صلى الله عليه وسلم، والأخلاق الرذيلة هي الأخلاق التي نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عنها. والاستقامة في الأخلاق من أهم أنواع الاستقامة، وهي من أعظم الزين للانسان في الدنيا والآخرة.

الاستقامة في المعاملات:

الاستقامة في المعاملات هي التعامل مع الناس بالصدق والأمانة والعدل والإنصاف، واجتناب الغش والخداع والظلم والجور، والاستقامة في المعاملات من أهم أنواع الاستقامة، وهي من أعظم أسباب البركة في الرزق والعيش الرغيد.

الاستقامة في العمل:

الاستقامة في العمل هي الإخلاص لله تعالى في العمل، والإتقان فيه، واجتناب الكسل والتواني، والاستقامة في العمل من أهم أنواع الاستقامة، وهي من أعظم أسباب النجاح والتوفيق في الدنيا والآخرة.

الاستقامة في الدعوة إلى الله تعالى:

الاستقامة في الدعوة إلى الله تعالى هي دعوة الناس إلى الله تعالى على بصيرة، بالحكمة والموعظة الحسنة، واجتناب الغلو والتطرف والتعصب، والاستقامة في الدعوة إلى الله تعالى من أهم أنواع الاستقامة، وهي من أعظم أسباب هداية الناس إلى الصراط المستقيم.

الاستقامة في الجهاد في سبيل الله تعالى:

الاستقامة في الجهاد في سبيل الله تعالى هي الجهاد في سبيل الله تعالى على بصيرة، بالصبر والثبات، واجتناب الظلم والعدوان، والاستقامة في الجهاد في سبيل الله تعالى من أهم أنواع الاستقامة، وهي من أعظم أسباب نصر الله تعالى لعباده المؤمنين.

الخاتمة:

عباد الله، الاستقامة على صراط الله المستقيم هي أساس كل خير في الدنيا والآخرة، وهي سبب لحصول الفلاح في الدنيا والآخرة، فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على صراطه المستقيم، وأن يرزقنا الاستقامة في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا كلها.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *