خطبة جمعة عن التوكل على الله

خطبة جمعة عن التوكل على الله

خطبة جمعة عن التوكل على الله

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،،،

فيا عباد الله، إن التوكل على الله من أعظم العبادات وأجلّها، وهو مقام من مقامات الإيمان الراقية، وهو الاعتماد على الله وحده في كل الأمور، واليقين بأنه هو المدبر لكل شيء، وأنه لا حول ولا قوة إلا به.

وقد أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم بالتوكُّل عليه، وجعل التوكل عليه من علامات الإيمان به، فقال سبحانه: “ومن يتوكل على الله فهو حسبه”، وقال تعالى: “وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين”، وقال تعالى: “فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين”.

1. فضل التوكل على الله:

عباد الله، إن التوكل على الله فضله عظيم، وثوابه جزيل، وذلك لأن التوكل على الله يدل على قوة الإيمان بالله تعالى، واليقين بأنه هو المتصرف في الكون، وأنه هو القادر على كل شيء.

كما أن التوكل على الله سبب لجلب النفع ودفع الضر، فمن توكل على الله وحده كفاه الله أمره، وأغناه عن الناس، وحفظه من كل سوء.

وقد وردت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبين فضل التوكل على الله، ومن ذلك ما جاء في قوله تعالى: “ومن يتوكل على الله يهديه سُبُله”، وقال تعالى: “وإن توكلوا على الله فهو حسبهم أليس الله بكاف عبده”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من توكل على الله كفاه، ومن انقطع إلى الله أغناه، ومن قنع بما قسم له بورك له فيه، ومن صبر على البلاء أبدله الله خيرا منه”.

2. أسباب التوكل على الله:

عباد الله، إن للتوكُّل على الله أسبابًا كثيرة، من أهمها:

– الإيمان بالله تعالى، واليقين بأنه هو وحده المدبر لكل شيء، وأنه هو المتصرف في الكون.

– معرفة أسماء الله وصفاته، ومعرفة قدرته على كل شيء، وإيماننا بأن الله تعالى هو القادر على كل شيء، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

– اليقين بأن الله تعالى هو الرزاق، وأنه هو الذي يرزق كل حيوان، وأنه هو المتكفل بأرزاق العباد، وأنه هو الذي ينزل الغيث من السماء وينبت به الزرع والثمار.

3. ثمرات التوكل على الله:

عباد الله، إن التوكل على الله له ثمرات عظيمة، منها:

– الشعور بالسكينة والطمأنينة في القلب، فمن توكل على الله اطمأن قلبه، وسكن روعه، وهدأ باله، لأنه يعلم أن الله تعالى هو المتصرف في الكون، وأنه هو الحافظ لعباده.

– جلب النفع ودفع الضر، فمن توكل على الله وحده كفاه الله أمره، وأغناه عن الناس، وحفظه من كل سوء.

– الفوز برضوان الله تعالى، فالتوكل على الله من أعظم العبادات وأجلّها، وهو مقام من مقامات الإيمان الراقية، ومن ثم فإن المتوكل على الله فائز برضوانه تعالى.

4. خطوات تحقيق التوكل على الله:

عباد الله، إن تحقيق التوكل على الله يتطلب منا اتباع الخطوات التالية:

– الإيمان بالله تعالى، واليقين بأنه هو وحده المدبر لكل شيء، وأنه هو المتصرف في الكون.

– معرفة أسماء الله وصفاته، ومعرفة قدرته على كل شيء.

– اليقين بأن الله تعالى هو الرزاق، وأنه هو الذي يرزق كل حيوان، وأنه هو المتكفل بأرزاق العباد.

– الإتيان بالأسباب، فالإنسان المؤمن بالله تعالى لا يجلس في بيته وينتظر أن يأتي الرزق إليه، بل عليه أن يسعى ويبحث عن الرزق، وأن يتخذ الأسباب التي تؤدي إلى حصوله على الرزق.

5. شروط التوكل على الله:

عباد الله، إن التوكل على الله مشروط بشروط، منها:

– أن يكون التوكل على الله وحده، لا على غيره.

– أن يكون التوكل على الله ظاهراً وباطناً، أي أن يظهر الإنسان توكله على الله في أقواله وأفعاله وأحواله، وأن يعتمد عليه في قلبه.

– أن يكون التوكل على الله في الأمور المشروعة، فلا يجوز التوكل على الله في معصية أو في أمر محرم.

6. معوقات التوكل على الله:

عباد الله، هناك بعض المعوقات التي قد تحول بين الإنسان وبين التوكل على الله، منها:

– ضعف الإيمان بالله تعالى.

– الجهل بأسماء الله وصفاته.

– اليأس من رحمة الله تعالى.

– حب الدنيا والحرص عليها.

– الخوف من الفقر والحاجة.

7. قصص عن التوكل على الله:

عباد الله، وردت في السنة النبوية الشريفة الكثير من القصص التي تبين فضل التوكل على الله، منها:

– قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما ألقاه قومه في النار، فتوكل على الله تعالى، فنجاه الله من النار.

– قصة سيدنا موسى عليه السلام، عندما فر من فرعون وجنوده، فتوكل على الله تعالى، فشق له البحر وأنجاه من الغرق.

– قصة سيدنا يوسف عليه السلام، عندما ألقي في الجب، ثم بيع عبداً، ثم سجن ظلماً، فتوكل على الله تعالى، فرفعه الله تعالى وأعزه.

الخاتمة:

عباد الله، إن التوكل على الله من أعظم العبادات وأجلّها، وهو مقام من مقامات الإيمان الراقية، وهو الاعتماد على الله وحده في كل الأمور، واليقين بأنه هو المدبر لكل شيء، وأنه لا حول ولا قوة إلا به.

وقد أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم بالتوكُّل عليه، وجعل التوكل عليه من علامات الإيمان به.

فنسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً إلى تحقيق التوكل عليه، وأن يجعلنا من المتوكلين عليه حقاً.

أضف تعليق