خطبة عن اتهام الناس بالباطل

خطبة عن اتهام الناس بالباطل

الخطبة: اتهام الناس بالباطل

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،،،

فإن من أعظم الذنوب وأقبح الصفات اتهام الناس بالباطل، فذلك ظلم عظيم وجريمة نكراء، نهى الله عنه ورسوله وذمه أشد الذم.

أولا: خطورة اتهام الناس بالباطل:

1. اتهام الناس بالباطل من كبائر الذنوب، وقد حذر الله تعالى منه في كتابه العزيز، فقال: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن، إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا، فكرهتموه، واتقوا الله، إن الله تواب رحيم} [الحجرات: 12].

2. اتهام الناس بالباطل يفسد العلاقات الاجتماعية، وينشر الفتنة والعداوة بين الناس، قال تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به، ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم، ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا} [النساء: 83].

3. اتهام الناس بالباطل يوقع صاحبه في البلاء والشر، قال تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، واعلموا أن الله شديد العقاب} [الأنفال: 25].

ثانيا: أسباب اتهام الناس بالباطل:

1. الحسد: وهو من أخطر الأمراض القلبية، وهو الذي يدفع صاحبه إلى اتهام الآخرين بالباطل، لكي ينال منهم وينقص من قدرهم.

2. الكبر: وهو الاعتداد بالنفس والترفع على الآخرين، وهو الذي يجعل صاحبه يرى نفسه معصوما من الخطأ، ويتهم الآخرين بالباطل.

3. الجهل: وهو نقص العلم والمعرفة، وهو الذي يجعل صاحبه لا يدرك عواقب اتهام الناس بالباطل، ولا يبالي بما يترتب عليه من أضرار.

ثالثا: أنواع اتهام الناس بالباطل:

1. اتهام الناس بالفسق والفجور: وهو من أخطر أنواع الاتهام، وهو الذي يهدم سمعة الشخص ويجعله منبوذا من المجتمع.

2. اتهام الناس بالكذب والخداع: وهو أيضا من أنواع الاتهام الخطيرة، وهو الذي يفقد الشخص الثقة بنفسه وبغيره.

3. اتهام الناس بالسرقة والاختلاس: وهو أيضا من أنواع الاتهام الخطيرة، وهو الذي يجعل الشخص عرضة للمسائلة القانونية.

رابعا: حكم اتهام الناس بالباطل:

1. اتهام الناس بالباطل حرام شرعا، وقد نهى الله عنه ورسوله، قال تعالى: {ولا تقل لهم أف، ولا تنهرهم، وقل لهم قولا كريما} [الإسراء: 23].

2. اتهام الناس بالباطل جريمة يعاقب عليها القانون، وقد نصت القوانين على عقوبات صارمة لمن يتهم الناس بالباطل.

3. اتهام الناس بالباطل سلوك غير أخلاقي، وهو الذي ينافي مبادئ وقيم المجتمع.

خامسا: مضار اتهام الناس بالباطل:

1. اتهام الناس بالباطل يسبب الضرر للمتهم نفسه، فهو يؤثر على سمعته وسمعة عائلته، وقد يجعله منبوذا من المجتمع.

2. اتهام الناس بالباطل يسبب الضرر للمجتمع كله، فهو يهدم الثقة بين الناس، وينشر الفتنة والعداوة بينهم.

3. اتهام الناس بالباطل يسبب الضرر للدولة، فهو يضعف الثقة في مؤسسات الدولة، وقد يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار.

سادسا: كيفية تجنب اتهام الناس بالباطل:

1. تحلي المسلم بالإيمان والتقوى، فهو الذي يمنعه من اتهام الناس بالباطل، قال تعالى: {واتقوا الله، إن الله عليم بذات الصدور} [المائدة: 91].

2. التحلي بالأخلاق الفاضلة، ومن أهمها حسن الظن بالناس، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن، إن بعض الظن إثم} [الحجرات: 12].

3. التحلي بالحكمة والمعرفة، فالعاقل لا يتهم الناس بالباطل، لأنه يعرف عواقب ذلك، قال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} [العنكبوت: 46].

سابعا: الخاتمة:

اتهام الناس بالباطل من أعظم الذنوب وأقبح الصفات، وهو الذي يفسد العلاقات الاجتماعية وينشر الفتنة والعداوة بين الناس، وهو الذي يوقع صاحبه في البلاء والشر. لذلك، يجب على المسلم أن يتحلى بالإيمان والتقوى، وأن يتحلى بالأخلاق الفاضلة، وأن يتحلى بالحكمة والمعرفة، وأن يتجنب اتهام الناس بالباطل.

أضف تعليق