خطبة عن اسم الله النور

خطبة عن اسم الله النور

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن من أسماء الله الحسنى اسم النور، وهو اسم جامع لجميع معاني الكمال والجمال، فهو نور السماوات والأرض، ونور القلوب والأبصار، ونور الهدى والرشاد، ونور الإيمان والمعرفة، وهو الذي يبدد ظلمات الجهل والضلال، وينير دروب المؤمنين إلى طريق الحق والصواب.

أولاً: النور مصدر الحياة:

1. قال الله تعالى: ﴿الله نور السماوات والأرض﴾ [النور: 35]، فالنور هو أساس الحياة في الكون، وهو الذي يمنح الكائنات الحية القدرة على الرؤية والتحرك والنمو والتكاثر، ومن دونه تكون الحياة مستحيلة.

2. والنور هو الذي يضفي الجمال والروعة على الكون، فبدون النور تكون السماء والأرض مظلمتين لا حياة فيهما، والشمس والقمر والنجوم بلا ضياء، والأزهار والأشجار بلا ألوان زاهية، والطيور والحيوانات بلا حراك.

3. والنور هو الذي ينير قلوب المؤمنين وينير لهم طريق الحق والصواب، فمن آمن بالله وتبع هديه نال نور الإيمان والمعرفة، ومن أعرض عن الله واتبع هواه عاش في ظلمات الجهل والضلال.

ثانيًا: النور كمال العلم والحكمة:

1. قال الله تعالى: ﴿الله نور السماوات والأرض ومثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم﴾ [النور: 35]، فالنور هو كمال العلم والحكمة، فهو الذي يضيء العقول وينير البصائر، ويهدي الناس إلى الحق والصواب.

2. والنور هو الذي يميز بين الحق والباطل، والهدى والضلال، فهو الذي يجعل المؤمن يعرف ربه ويدين له بالعبودية، ويعرف نبيه ويتبعه على سنته، ويعرف عدوه فيحذره ويتجنبه.

3. والنور هو الذي يهدي الناس إلى طريق الجنة، فمن سار على نور الإيمان والمعرفة نال رضوان الله وجنته، ومن أعرض عن نور الإيمان والمعرفة وضل عن طريق الحق والصواب نال سخط الله وناره.

ثالثًا: النور يبدد ظلمات الجهل والضلال:

1. قال الله تعالى: ﴿يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم﴾ [الحديد: 28]، فالنور هو الذي يبدد ظلمات الجهل والضلال، فهو الذي يهدي الناس إلى طريق الحق والصواب، وينير لهم دروب الحياة، ويجعلهم قادرين على مواجهة التحديات والصعوبات.

2. والنور هو الذي يجعل المؤمن قويًا في مواجهة أعدائه، فمن كان معه نور الإيمان والمعرفة كان قويًا لا يخشى أحدًا إلا الله، وكان قادرًا على مواجهة أعدائه مهما كانوا أقوياء وظالمين.

3. والنور هو الذي يجعل المؤمن سعيدًا في الدنيا والآخرة، فمن نال نور الإيمان والمعرفة نال سعادة الدنيا والآخرة، ومن حرم من نور الإيمان والمعرفة حرم من سعادة الدنيا والآخرة.

رابعًا: النور يضيء قلوب المؤمنين:

1. قال الله تعالى: ﴿الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور﴾ [البقرة: 257]، فالنور هو الذي يضيء قلوب المؤمنين، فهو الذي يجعلهم يعرفون ربهم ويدينون له بالعبودية، ويعرفون نبيه ويتبعونه على سنته، ويعرفون عدوه فيحذرونه ويتجنبوه.

2. والنور هو الذي يجعل المؤمنين يحبون الله ورسوله والمؤمنين، ويحبون الخير والبر والتقوى، ويكرهون الشر والفسق والمعصية.

3. والنور هو الذي يجعل المؤمنين صابرين على البلاء والابتلاء، راضين بقضاء الله وقدره، متوكلين على الله في كل أمورهم.

خامسًا: النور يهدي إلى طريق الجنة:

1. قال الله تعالى: ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين﴾ [العنكبوت: 69]، فالنور هو الذي يهدي إلى طريق الجنة، فمن سار على نور الإيمان والمعرفة نال رضوان الله وجنته، ومن أعرض عن نور الإيمان والمعرفة وضل عن طريق الحق والصواب نال سخط الله وناره.

2. والنور هو الذي يجعل المؤمنين سعداء في الدنيا والآخرة، فمن نال نور الإيمان والمعرفة نال سعادة الدنيا والآخرة، ومن حرم من نور الإيمان والمعرفة حرم من سعادة الدنيا والآخرة.

3. والنور هو الذي يجعل المؤمنين فائزين في الآخرة، فمن فاز بنور الإيمان والمعرفة فاز بالجنة ونعيمها الدائم، ومن خسر نور الإيمان والمعرفة خسر الجنة ونعيمها الدائم.

سادسًا: النور هو اسم من أسماء الله الحسنى:

1. قال الله تعالى: ﴿الله نور السماوات والأرض﴾ [النور: 35]، وقد ورد اسم النور في القرآن الكريم في أكثر من سورة، وهذا يدل على عظم هذا الاسم وفضله.

2. وقد وصف الله تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالنور، فقال تعالى: ﴿لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين﴾ [المائدة: 15]، وقال تعالى: ﴿هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين﴾ [الجمعة: 2]، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو نور الله الذي أرسله لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

3. وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “المؤمن نور على نور”، وهذا يدل على أن المؤمن الذي يملأ قلبه بنور الإيمان والمعرفة يكون نوره ساطعًا في الدنيا والآخرة.

سابعًا: النور نور العقل:

1. قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ﴾ [آل عمران: 4-3]، فالنور هو نور العقل، وهو الذي يميز الإنسان عن الحيوان، وهو الذي يجعله قادرًا على التفكير والتدبير، وعلى فهم الأمور ومعرفة الحق من الباطل.

2. والنور هو الذي يجعل الإنسان قادرًا على الإبداع والابتكار، وعلى صنع الأشياء المفيدة، وعلى اكتشاف أسرار الكون ومعرفة عظمة الله تعالى.

3. والنور هو الذي يجعل الإنسان مسؤولاً عن أفعاله، وهو الذي يحاسبه الله تعالى على ما قدم وعمل في الدنيا.

الخاتمة:

– الحمد لله الذي أنزل علينا القرآن الكريم، وجعل فيه النور والهدى، وأرسل إلينا نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، وجعله نورًا على نور.

أضف تعليق