الخطبة: الإحسان إلى الخلق
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. يقول الله تعالى: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا.” [النساء: 36]، هذه الآية الكريمة تحثنا على الإحسان إلى الخلق، والإحسان هو فعل الخير إلى الناس دون انتظار مقابل، وهو خلق كريم يدل على مكارم الأخلاق.
1. فضل الإحسان إلى الخلق:
– الإحسان إلى الخلق من صفات المؤمنين الصادقين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.” [الترمذي]
– الإحسان إلى الخلق سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحسن إلى الناس دخل الجنة.” [مسلم]
– الإحسان إلى الخلق سبب لزيادة الرزق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يزيد في رزق من أحسن إلى الناس.” [الترمذي]
2. صور الإحسان إلى الخلق:
– إفشاء السلام: وهو تحية الإسلام، وهو سنة مؤكدة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك بينكم؟ أفشوا السلام بينكم.” [مسلم]
– إطعام الطعام: وهو من أفضل صور الإحسان إلى الخلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من فطر صائمًا فله مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا.” [متفق عليه]
– مساعدة المحتاجين: وهو من أهم صور الإحسان إلى الخلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.” [مسلم]
3. الإحسان إلى الوالدين:
– الإحسان إلى الوالدين من أهم صور الإحسان إلى الخلق، قال الله تعالى: “وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا.” [النساء: 36]
– الإحسان إلى الوالدين واجب على كل مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بر والديك فإنك لن تجد مثل برهما أحدًا أبدًا.” [ابن ماجه]
– الإحسان إلى الوالدين سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين.” [الترمذي]
4. الإحسان إلى الأقارب:
– الإحسان إلى الأقارب من صور الإحسان إلى الخلق، قال الله تعالى: “وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا.” [الإسراء: 26]
– الإحسان إلى الأقارب سبب لزيادة الرزق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من وصل رحمه وصله الله، ومن قطع رحمه قطعه الله.” [البخاري]
– الإحسان إلى الأقارب سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحسن إلى أهل بيته دخل الجنة.” [ابن ماجه]
5. الإحسان إلى الجيران:
– الإحسان إلى الجيران من صور الإحسان إلى الخلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره.” [البخاري]
– الإحسان إلى الجيران سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.” [البخاري]
– الإحسان إلى الجيران سبب لإفشاء السلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الناس عند الله أحسنهم خلقًا، وخير الجيران عند الله أحسنهم جوارًا.” [الترمذي]
6. الإحسان إلى الأصدقاء:
– الإحسان إلى الأصدقاء من صور الإحسان إلى الخلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.” [أبو داود]
– الإحسان إلى الأصدقاء سبب لزيادة الرزق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان له صديق حسن فقد استضاء بنور الله.” [ابن ماجه]
– الإحسان إلى الأصدقاء سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مؤمن يحب مؤمنًا إلا كانا كبنيان يشد بعضهما بعضًا.” [البخاري]
7. الإحسان إلى الفقراء والمساكين:
– الإحسان إلى الفقراء والمساكين من صور الإحسان إلى الخلق، قال الله تعالى: “وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا.” [الإسراء: 26]
– الإحسان إلى الفقراء والمساكين سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تصدق بصدقة جارية جرى له ثوابها في حياته وبعد مماته.” [ابن ماجه]
– الإحسان إلى الفقراء والمساكين سبب لزيادة الرزق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تصدق بدرهم في سبيل الله كان له عند الله سبعمائة ضعف.” [أبو داود]
الخاتمة:
الإحسان إلى الخلق من أهم الأخلاق الإسلامية، وهو سبب لدخول الجنة وزيادة الرزق، وصور الإحسان إلى الخلق كثيرة، منها إفشاء السلام وإطعام الطعام ومساعدة المحتاجين والإحسان إلى الوالدين والأقارب والجيران والأصدقاء والفقراء والمساكين.