خطبة عن الاصلاح بين الناس

الخطبة: الإصلاح بين الناس

المقدمة:

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد،،،

فإن الإصلاح بين الناس من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو من أفضل الأخلاق التي يتحلى بها المسلم، وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على الإصلاح بين الناس، فقال عز وجل: {فَإِنَّ أَصْلَحْتُمْ وَاتَّقَيْتُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْكُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 85].

أولاً: فضل الإصلاح بين الناس:

1. الإصلاح بين الناس من أسباب دخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المصلحون بين الناس لهم منابر من نور يوم القيامة”.

2. الإصلاح بين الناس سبب لرفع الدرجات في الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المصلحون بين الناس لهم درجات عند الله لا تبلغها الأعمال”.

3. الإصلاح بين الناس من أسباب محبة الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يحب الله تعالى العبد اللحوح في حوائج الناس”.

ثانياً: أهمية الإصلاح بين الناس:

1. الإصلاح بين الناس من أهم أسباب استقرار المجتمعات وتماسكها، فالمجتمع الذي يسوده الإصلاح تقل فيه المشاكل والنزاعات، ويكون أكثر سلامًا وأمانًا.

2. الإصلاح بين الناس من أهم أسباب نشر المحبة والألفة بين الناس، فالمجتمع الذي يسوده الإصلاح يكون فيه الناس متآلفين ومتراحمين، ويتعاونون على الخير.

3. الإصلاح بين الناس من أهم أسباب إصلاح ذات البين، فالمجتمع الذي يسوده الإصلاح لا يكون فيه حقد ولا ضغينة بين الناس، ويكونون متسامحين ومتصالحين.

ثالثاً: وسائل الإصلاح بين الناس:

1. اللين والحكمة: يجب على المصلح أن يتعامل مع المتخاصمين بالحكمة واللين، وأن يتجنب اللوم والتوبيخ، وأن يحاول إقناعهم بالحسنى.

2. الإنصاف والعدل: يجب على المصلح أن يكون عادلاً ومنصفًا في تعامله مع المتخاصمين، وأن لا يميل إلى أي منهما على حساب الآخر.

3. السرية والكتمان: يجب على المصلح أن يحفظ أسرار المتخاصمين، وأن لا يبوح بها لأحد، وأن يحاول إصلاح ذات البين بينهما في سرية وكتمان.

رابعاً: آداب الإصلاح بين الناس:

1. لا يجوز الإصلاح بين الناس على معصية أو ظلم، فلا يجوز الإصلاح بين الظالم والمظلوم إلا برد الحق إلى أهله.

2. لا يجوز الإصلاح بين الناس على حساب الحق والعدل، فلا يجوز الإصلاح بين المتخاصمين إلا بعد التأكد من أن الحق مع أحدهما.

3. لا يجوز الإصلاح بين الناس إذا كان ذلك سيؤدي إلى فتنة أو شر أكبر، فلا يجوز الإصلاح بين المتخاصمين إذا كان ذلك سيؤدي إلى قتال أو نزاع مسلح.

خامساً: أسباب النزاعات بين الناس:

1. الجهل وعدم معرفة الحقوق والواجبات: من أهم أسباب النزاعات بين الناس الجهل وعدم معرفة الحقوق والواجبات، فالجاهل بحقوقه وواجباته لا يستطيع أن يدافع عنها، ومن ثم يقع في النزاعات.

2. الحسد والبغضاء: من أهم أسباب النزاعات بين الناس الحسد والبغضاء، فالحاسد لا يتمنى الخير لأخيه المسلم، ويحاول دائمًا أن يؤذيه وينقص من قدره.

3. التكبر والتعالي: من أهم أسباب النزاعات بين الناس التكبر والتعالي، فالمتكبر لا يرى أحدًا أفضل منه، ويحاول دائمًا أن يفرض رأيه على الآخرين.

سادساً: كيفية تجنب النزاعات بين الناس:

1. معرفة الحقوق والواجبات: يجب على كل مسلم أن يعرف حقوقه وواجباته، وأن يحاول دائمًا أن يؤدي واجباته وينال حقوقه بالطرق المشروعة.

2. التحلي بالأخلاق الفاضلة: يجب على كل مسلم أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة، مثل التواضع والتسامح والرحمة، وأن يتجنب الأخلاق السيئة، مثل الحسد والبغضاء والتعالي.

3. التعاون والتعاضد: يجب على المسلمين أن يتعاونوا ويتعاضدوا فيما بينهم، وأن يتكاتفوا على الخير، وأن يتجنبوا الفرقة والاختلاف.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن الإصلاح بين الناس من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو من أفضل الأخلاق التي يتحلى بها المسلم، وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على الإصلاح بين الناس، وذكر لنا فضل الإصلاح وأهميته ووسائله وآدابه. نسأل الله تعالى أن يهدينا جميعًا إلى سبيل الإصلاح، وأن يجنبنا النزاعات والاختلافات، وأن يجعلنا من المصلحين بين الناس.