خطبة عن التساهل في الطلاق

No images found for خطبة عن التساهل في الطلاق

الخطبة: التساهل في الطلاق

المقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن الطلاق من أبغض الحلال عند الله تعالى، وهو من الأمور التي لها آثار سلبية على الفرد والأسرة والمجتمع، فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق”.

أولا: أسباب التساهل في الطلاق:

1. ضعف الوازع الديني: إن ضعف الوازع الديني لدى الزوجين وعدم خشيتهما من الله تعالى، من أهم أسباب التساهل في الطلاق، فإذا كان الزوجان لا يخشيان الله تعالى ولا يراقبان أمره، فإن ذلك سيؤدي إلى التسرع في اتخاذ قرار الطلاق دون مراعاة للعواقب الوخيمة التي ستترتب عليه.

2. عدم تحمل المسؤولية: إن عدم تحمل الزوجين للمسؤولية تجاه أنفسهم وأسرتهم، من الأسباب الرئيسية للتساهل في الطلاق، فعندما لا يكون الزوجان مستعدين لتحمل المسؤولية الزوجية، فإن ذلك سيؤدي إلى حدوث خلافات ومشاكل تؤدي في النهاية إلى الطلاق.

3. التدخل من الأهل والأقارب: إن التدخل من الأهل والأقارب في حياة الزوجين، من الأسباب التي قد تؤدي إلى التساهل في الطلاق، فإذا كان الأهل والأقارب يتدخلون في حياة الزوجين باستمرار ويحاولون فرض آرائهم عليهم، فقد يتسبب ذلك في حدوث خلافات بين الزوجين تؤدي في النهاية إلى الطلاق.

ثانيا: آثار التساهل في الطلاق على الفرد:

1. الضرر النفسي: من أهم آثار التساهل في الطلاق على الفرد، الضرر النفسي، فالأفراد الذين تعرضوا للطلاق يعانون من مشاكل نفسية عديدة، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، وقد يستمر هذا الضرر النفسي لسنوات طويلة بعد الطلاق.

2. الضرر الاجتماعي: إن التساهل في الطلاق له آثار سلبية على الفرد من الناحية الاجتماعية، فقد يؤدي الطلاق إلى فقدان الفرد لوضعه الاجتماعي السابق، وقد يؤدي أيضًا إلى تعرضه للنبذ من المجتمع، كما أنه قد يؤدي إلى فقدان الفرد لعمله أو منزله.

3. الضرر المالي: إن التساهل في الطلاق له آثار سلبية على الفرد من الناحية المادية، فقد يؤدي الطلاق إلى فقدان الفرد لمصدر رزقه، وقد يؤدي أيضًا إلى زيادة نفقاته، كما أنه قد يؤدي إلى تراكم الديون عليه.

ثالثا: آثار التساهل في الطلاق على الأسرة:

1. تفكك الأسرة: إن التساهل في الطلاق يؤدي إلى تفكك الأسرة، وبالتالي فإن الأطفال هم المتضررون الأساسيون من الطلاق، فهم يفقدون كلا الوالدين أو أحدهما، وقد يؤدي ذلك إلى تعرضهم لمشكلات نفسية وسلوكية عديدة.

2. زيادة الفقر: إن التساهل في الطلاق يؤدي إلى زيادة نسبة الفقر في المجتمع، وذلك لأن الأطفال الذين ينشأون في أسر مفككة هم أكثر عرضة للفقر من الأطفال الذين ينشأون في أسر متماسكة.

3. زيادة الجريمة: إن التساهل في الطلاق يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة في المجتمع، وذلك لأن الأطفال الذين ينشأون في أسر مفككة هم أكثر عرضة لارتكاب الجرائم من الأطفال الذين ينشأون في أسر متماسكة.

رابعا: آثار التساهل في الطلاق على المجتمع:

1. زعزعة الاستقرار الأسري: إن التساهل في الطلاق يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الأسري، وبالتالي فإن ذلك يؤثر على المجتمع بأكمله، فالمجتمعات التي تنتشر فيها ظاهرة الطلاق هي مجتمعات غير مستقرة.

2. زيادة الفساد الأخلاقي: إن التساهل في الطلاق يؤدي إلى زيادة الفساد الأخلاقي في المجتمع، وذلك لأن الطلاق يؤدي إلى ظهور ظاهرة العلاقات غير الشرعية، والتي تعد من أسباب الفساد الأخلاقي في المجتمع.

3. ضعف التماسك الاجتماعي: إن التساهل في الطلاق يؤدي إلى ضعف التماسك الاجتماعي، وذلك لأن الطلاق يؤدي إلى تفكك الأسر، وبالتالي فإن ذلك يؤثر على تماسك المجتمع بأكمله.

خامسا: حكم الطلاق في الإسلام:

1. الطلاق في الإسلام جائز: الطلاق في الإسلام جائز، ولكنه مكروه، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “أبغض الحلال عند الله الطلاق”.

2. شروط الطلاق في الإسلام: هناك شروط للطلاق في الإسلام، منها: أن يكون الزوجان عاقلين راشدين، وأن يكون الطلاق في محضر شاهدين، وأن يكون الطلاق خاليا من الشروط والأيمان.

3. آداب الطلاق في الإسلام: هناك آداب للطلاق في الإسلام، منها: أن يكون الطلاق في هدوء وبدون تشاحن أو خصام، وأن يتم إرجاع الزوجة إلى أهلها مع إعطائها حقوقها كاملة.

سادسا: الأساليب التي تساعد على الحد من التساهل في الطلاق:

1. تعزيز الوازع الديني: إن تعزيز الوازع الديني لدى الزوجين من أهم الأساليب التي تساعد على الحد من التساهل في الطلاق، وذلك عن طريق تذكير الزوجين بقول الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35].

2. تحمل المسؤولية: إن تحمل الزوجين للمسؤولية تجاه أنفسهم وأسرتهم، من أهم الأساليب التي تساعد على الحد من التساهل في الطلاق، وذلك عن طريق مناقشة المشاكل والخلافات التي تحدث بينهما بحكمة وعقلانية، وإيجاد الحلول المناسبة لها.

3. تجنب التدخل من الأهل والأقارب: إن تجنب تدخل الأهل والأقارب في حياة الزوجين، من أهم الأساليب التي تساعد على الحد من التساهل في الطلاق، وذلك عن طريق عدم السماح للأهل والأقارب بالتدخل في حياة الزوجين أو محاولة التأثير عليهما، وترك الزوجين لحل مشاكلهما بأنفسهما.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن التساهل في الطلاق من الأمور التي لها آثار سلبية على الفرد والأسرة والمجتمع، ولذلك فإن من الواجب العمل على الحد من التساهل في الطلاق بكل الوسائل الممكنة.

أضف تعليق