خطبة عن التغافل

خطبة عن التغافل

خطبة عن التغافل

المقدمة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد، فإن من أهم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم هي خلق التغافل.

أولاً: تعريف التغافل:

التغافل هو أن يتجاهل المرء ما يراه أو يسمعه من أخطاء أو مساوئ الآخرين، ويتصرف وكأنه لم يرها أو يسمعها.

ثانيًا: فضائل التغافل:

– التغافل من الأخلاق التي يحبها الله تعالى، وقد ورد في الحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه”.

– التغافل يحفظ للمرء لسانه، ويوقيه من الوقوع في الغيبة والنميمة.

– التغافل يجعل المرء أكثر راحة نفسية، وأقل عرضة للضغوط والتوتر.

– التغافل يكسب المرء محبة الناس واحترامهم.

ثالثًا: مجالات التغافل:

– التغافل عن أخطاء الآخرين: يجب على المرء أن يتغافل عن أخطاء الآخرين، وأن لا يعيرها أهمية، خاصة إذا كانت أخطاء غير مقصودة.

– التغافل عن مساوئ الآخرين: يجب على المرء أن يتغافل عن مساوئ الآخرين، وأن لا يركز عليها، بل ينظر إلى محاسنهم وإيجابياتهم.

– التغافل عن الإساءة: إذا أساء إليك أحد، فعليك أن تتغافل عن إساءته، وأن لا ترد عليه بالإساءة، بل تصفح عنه وتسامحه.

رابعًا: شروط التغافل:

– ألا يكون التغافل على حساب المبادئ والقيم.

– ألا يكون التغافل عن أخطاء جسيمة أو عن جرائم.

– ألا يكون التغافل على حساب الكرامة والاعتزاز بالنفس.

خامسًا: فوائد التغافل:

– التغافل يحفظ للمرء علاقاته الاجتماعية، ويجعله أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين.

– التغافل يجعل المرء أكثر حكمة ورجاحة عقل، لأن الحكيم هو الذي يعرف متى يتغافل ومتى يتصرف.

– التغافل يعزز ثقة المرء بنفسه، لأنه يجعله يشعر بأنه لا يحتاج إلى التركيز على أخطاء الآخرين ومساوئهم.

سادسًا: التغافل في الإسلام:

حث الإسلام على التغافل في كثير من الآيات والأحاديث.

– قال تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}.

– وقال تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}.

– وقال صلى الله عليه وسلم: “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك”.

سابعًا: قصص عن التغافل:

1. روى أن الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه كان رجلاً غيوراً على دينه، وكان يتكلم كثيرًا في الناس، فجاءه رجل وقال له: يا أبا ذر، إني أحبك في الله، ولكن أخشى عليك أن يهلكك لسانك. فقال أبو ذر: يا أخي، ما الذي تقول؟ قال الرجل: تتكلم كثيرًا في الناس، وقد أمر الله تعالى المؤمنين أن يتغافلوا عن أخطاء بعضهم البعض. فقال أبو ذر: صدقت يا أخي، سأصمت.

2. روى أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله، إن فلانًا يسبك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “دعوه، فإن لكل قوم شيطانًا”.

3. روى أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال له: يا أمير المؤمنين، إن فلانًا يسرق أموال المسلمين. فقال عمر: “دعوه، فقد نصحت له”.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن التغافل من الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها المسلم، لما له من فوائد كثيرة على الفرد والمجتمع. ومن أهم فوائد التغافل أنه يحفظ للمرء علاقاته الاجتماعية، ويجعله أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين، كما أنه يجعل المرء أكثر حكمة ورجاحة عقل، ويعزز ثقته بنفسه.

أضف تعليق