خطبة عن الكذب والخداع

خطبة عن الكذب والخداع

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، وأزكى الصلاة وأتم التسليم على نبي الرحمة للعالمين، محمد بن عبدالله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين. أما بعد:

فأيها الإخوة المؤمنون، أيها السامعون الكرام، لقد أمرنا الله تعالى في كتابه الحكيم بالصدق ونهانا عن الكذب والخداع، فقال سبحانه: ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ﴾ [التوبة: 119]، وقال تعالى: ﴿ ولا تقولوا ما لا تفعلون ﴾ [الصف: 2]، وقال عليه الصلاة والسلام: ” الكذب لا ينجي من شيء، والصدق ينجي من كل شيء “، وقال: ” الكذب على لا يجوز “، وقال: ” آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان “.

الصدق مفتاح الخير:

1. الصدق أساس التعامل الإنساني:

الصدق هو القول الملائم للواقع والحقيقة، وهو نقيض الكذب والخداع. والصدق من الأخلاق الحميدة التي حث عليها الإسلام وأمر بها، وجعله من علامات الإيمان.

2. الصدق يفتح باب الثقة بين الناس:

من يتصف بالصدق يكون محل ثقة عند الآخرين، لأنهم يعلمون أنه لا يكذب عليهم ولا يخادعهم، وهذا يفتح باب الثقة بين الناس ويجعلهم يتعاملون مع بعضهم البعض بسهولة ويُسر.

3. الصدق يجلب حب الناس:

الإنسان الصادق يحبه الناس ويقبلون عليه، لأنهم يرون فيه الصدق والإخلاص، وهذا يجعلهم يثقون به وينجذبون إليه.

الكذب دمار للمجتمعات:

1. الكذب ينشر الفساد والفتن:

الكذب ينشر الفساد والفتن بين الناس، لأنه يجعلهم لا يثقون ببعضهم البعض ويتعاملون مع بعضهم البعض بالشك والريبة، وهذا يؤدي إلى حدوث المشاكل والنزاعات بينهم.

2. الكذب يهدم الثقة بين الناس:

الكذب يهدم الثقة بين الناس، لأنه يجعلهم لا يصدقون بعضهم البعض ولا يعتمدون عليهم، وهذا يؤدي إلى انهيار العلاقات الاجتماعية وجعل الناس منعزلين عن بعضهم البعض.

3. الكذب يُفقد المصداقية:

الإنسان الكاذب يفقد مصداقيته عند الآخرين، لأنه لا يصدقونه ولا يثقون به، وهذا يجعله منبوذًا بين الناس ولا يقبلون عليه.

الخداع من صفات المنافقين:

1. الخداع مظهر من مظاهر النفاق:

الخداع من صفات المنافقين، لأنهم يخفون حقيقتهم ويظهرون غير ما يبطنون، وهذا يجعلهم يكذبون على الناس وخداعهم.

2. الخداع سبب لنزول اللعنات:

الخداع سبب لنزول اللعنات على الإنسان، لأن الله تعالى يكره الكذب والخداع، وينزل لعناته على من يتصف بهما.

3. الخداع يجعل الإنسان مكروهًا عند الله والناس:

الإنسان الخداع مكروه عند الله والناس، لأن الله تعالى يكره الكذب والخداع، والناس يكرهون من يكذب عليهم ويخادعهم.

الصدق والخداع في العمل:

1. الصدق في العمل يفتح أبواب الرزق:

الإنسان الصادق في عمله يفتح الله عليه أبواب الرزق، لأنه يكون محل ثقة عند صاحب العمل والزبائن، وهذا يؤدي إلى زيادة أرباحه ونجاحه في عمله.

2. الخداع في العمل يسبب الخسائر:

الإنسان الخداع في عمله يسبب الخسائر لنفسه ولصاحب العمل، لأنه لا يكون محل ثقة عند صاحب العمل والزبائن، وهذا يؤدي إلى انخفاض أرباحه وفقدانه لعمله.

3. الصدق في العمل يجعل الإنسان محبوباً بين الناس:

الإنسان الصادق في عمله يكون محبوباً بين الناس، لأنهم يرون فيه الصدق والإخلاص، وهذا يجعلهم يثقون به ويفضلون التعامل معه.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي هدانا للإسلام ودين الحق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين. أما بعد:

فأيها الإخوة المؤمنون، أيها السامعون الكرام، لقد نهانا الله تعالى عن الكذب والخداع، وأمرنا بالصدق والأمانة، فقال سبحانه: ﴿ ولا تقولوا ما لا تعلمون ﴾ [الأعراف: 33]، وقال تعالى: ﴿ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ﴾ [الحشر: 19]، وقال عليه الصلاة والسلام: ” إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار “، وقال: ” ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، والعاق لوالديه، والنمام “.

الصدق والأمانة في البيت:

1. الصدق والأمانة بين الزوجين:

يجب على الزوجين أن يكونوا صادقين مع بعضهما البعض وأن يتعاملوا مع بعضهما بالأمانة، لأن الصدق والأمانة هما أساس الحياة الزوجية السعيدة.

2. الصدق والأمانة بين الآباء والأبناء:

يجب على الآباء والأبناء أن يكونوا صادقين مع بعضهم البعض وأن يتعاملوا مع بعضهم بالأمانة، لأن الصدق والأمانة هما أساس العلاقة الأسرية السعيدة.

3. الصدق والأمانة بين الإخوة والأخوات:

يجب على الإخوة والأخوات أن يكونوا صادقين مع بعضهم البعض وأن يتعاملوا مع بعضهم بالأمانة، لأن الصدق والأمانة هما أساس العلاقة الأخوية السعيدة.

الصدق والأمانة في المجتمع:

1. الصدق والأمانة في التعامل مع الآخرين:

يجب على الإنسان أن يكون صادقًا وأمينًا في تعامله مع الآخرين، لأن الصدق والأمانة هما أساس التعامل الإنساني السليم.

2. الصدق والأمانة في التجارة:

يجب على الإنسان أن يكون صادقًا وأمينًا في تجارته، لأن الصدق والأمانة هما أساس التجارة الرابحة.

3. الصدق والأمانة في الوظيفة:

يجب على الإنسان أن يكون صادقًا وأمينًا في وظيفته، لأن الصدق والأمانة هما أساس النجاح في الوظيفة.

الصدق والأمانة في الإسلام:

1. الصدق والأمانة من صفات المؤمنين:

الصدق والأمانة من صفات المؤمنين، لأن الله تعالى أمرهم بالصدق والأمانة ونهى عن الكذب والخداع.

2. الصدق والأمانة سبب لدخول الجنة:

الصدق والأمانة سبب لدخول الجنة، لأن الله تعالى وعد الصادقين والأمناء بالجنة.

3. الصدق والأمانة سبب لنيل رضوان الله:

الصدق والأمانة سبب لنيل رضوان الله، لأن الله تعالى يحب الصادقين والأمناء.

الخلاصة:

أيها الإخوة المؤمنون، أيها السامعون الكرام، إن الصدق والأمانة من الأخلاق الحميدة التي حث عليها الإسلام وأمر بها، وجعلها من علامات الإيمان. وإن الكذب والخداع من الأخلاق الذميمة التي نهى عنها الإسلام وحذر منها، وجعلها من علامات النفاق. فلتكنوا صادقين وأمناء في أقوالكم وأفعالكم، ولتحذروا من الكذب والخداع، فإن الصدق والأمانة مفتاح الخير والنجاح، والكذب والخداع سبب للشرور والدمار.

أضف تعليق