خطبة عن الْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ

خطبة عن الْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ

خطبة بعنوان: الْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ

مقدمة:

الحمد لله الذي عفَا عَن عباده المؤمنين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فإن من أهم ما حث عليه الإسلام التسامح والعفو عند المقدرة، فالمؤمن لا يحمل في قلبه الحقد والبغضاء لأحد، وإذا أساء إليه أحد فهو يسارع في إقالته والعفو عنه.

وفي هذا الموضوع سنتحدث عن صفات العافين عن الناس ومكانتهم عند الله تعالى، كما سنذكر بعض القصص والأمثلة على العفو والتسامح.

أولاً: مقام العافين عن الناس:

العافون عن الناس هم الذين يتجاوزون عن إسائة من أساء إليهم، ولا يبادلون الإساءة بالإساءة، بل يردونها بالإحسان.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (النور: 22).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”.

ثانياً: الفوائد التي تعود على العافين عن الناس:

العفو والتسامح ينشر المحبة والوئام بين الناس، ويقوي أواصر المجتمع.

العفو والتسامح يساعدان على تخفيف الضغوط النفسية والأحزان، ويمنحان الإنسان شعوراً بالسلام الداخلي والراحة.

العفو والتسامح يجلبان الكثير من البركات والمغانم للمسلم في الدنيا والآخرة.

ثالثاً: من أسماء الله تعالى المعبرة عن العفو والتسامح:

من أسماء الله تعالى الدالة على العفو والتسامح: “الغفور”، و”العفو”، و”الكريم”، و”الرحيم”.

العفو من أسماء الله تعالى التي تعني أنه يمحو الذنوب والخطايا.

العفو من صفات الله تعالى التي تدل على أنه متسامح مع عباده، وأنه يعفو عنهم حتى بعد ارتكابهم للذنوب والآثام.

رابعاً: قصص وأمثلة عن العفو والتسامح:

القصص والأمثلة كثيرة على العفو والتسامح، ومنها:

كان رجل اسمه “عطاء بن أبي رباح” وكان من كبار العلماء والفقهاء في زمانه. وقد أساء إليه أحد الأشخاص ذات مرة، لكنه سامحه وأقاله على الرغم من أن هذا الشخص قد آذاه كثيراً.

وكان رجل آخر اسمه “عبدالله بن عمر” وكان من الصحابة الكرام لرسول الله صلى الله عليه وسلم. أساء إليه أحد الأشخاص ذات مرة، لكنه قال له: “اذهب فقد عفوت عنك”.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته”.

خامساً: فضل العفو والتسامح في الإسلام:

للعفو والتسامح فضل كبير في الإسلام، ومن ذلك:

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” (البقرة: 237).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الناس من عف عند قدرة”.

العفو والتسامح من الأخلاق التي يحبها الله تعالى ويرضاها لعباده المؤمنين.

سادساً: العفو والتسامح في الأسرة والمجتمع:

الأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع، والأسرة المتماسكة هي التي يسودها العفو والتسامح.

العفو والتسامح في الأسرة والمجتمع يساعدان على حل الخلافات والنزاعات، ويقويان أواصر المحبة والوئام بين أفراد المجتمع.

العفو والتسامح يساعدان على نشر السلام والوئام في المجتمع، ويجعلانه مكاناً أكثر أماناً وازدهاراً.

سابعاً: كيف نتعلم العفو والتسامح؟

يمكننا أن نتعلم العفو والتسامح من خلال:

التربية والتنشئة الصحيحة، حيث يجب أن يغرس الآباء في أبنائهم منذ الصغر مبادئ العفو والتسامح.

دراسة القرآن الكريم والتأمل في آياته التي تحث على العفو والتسامح.

الاقتداء بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان مثالاً وقدوة في العفو والتسامح.

الخلاصة:

العفو والتسامح من أهم الأخلاق الحميدة التي حث عليها الإسلام، والعافون عن الناس لهم مقام كبير عند الله تعالى، وينالون الكثير من البركات والمغانم في الدنيا والآخرة.

ومن المهم أن نتعلم العفو والتسامح لنشر المحبة والوئام في المجتمع، ولجعل العالم مكاناً أفضل.

أضف تعليق