خطبة عن حرمة الدماء والاموال والاعراض

خطبة عن حرمة الدماء والاموال والاعراض

الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فأيها المسلمون: إن الإسلام دين الرحمة والسلام، وهو دين يحث على حفظ الدماء والأموال والأعراض، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من إراقة الدماء بغير حق، فقال: “كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه”.

وتحريم الدماء والأموال والأعراض ليس أمرًا خاصًا بالإسلام، بل هو أمر مشترك بين جميع الأديان السماوية، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق”.

ولقد جعل الإسلام حفظ الدماء والأموال والأعراض من أعظم القربات إلى الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عامًا”.

وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه”.

ومن حرمة الدماء والأموال والأعراض في الإسلام:

1. حرمة قتل النفس بغير حق:

قال الله تعالى: “ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا”.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يزال القاتل ملاحقًا بدم المقتول حتى يقاد منه”.

2. حرمة الاعتداء على الأموال:

قال الله تعالى: “ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من غصب شيئًا من الأرض بغير حق، طوقه يوم القيامة من سبع أرضين”.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من استحل مال امرئ مسلم بيمينه، فهو ملعون أربعين ليلة، فإن مات قبل أن يتوب لم يغفر الله له”.

3. حرمة الاعتداء على الأعراض:

قال الله تعالى: “والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا وأولئك هم الفاسقون”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال في رجل ما ليس فيه، حبس في نار جهنم حتى يخرج مما قال”.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قذف محصنة أو محصنًا جلد ثمانين جلدة وغرب عامًا”.

4. حرمة الغيبة والنميمة:

قال الله تعالى: “ولا يغتب بعضكم بعضًا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا، فكرهتموه”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الغيبة أشد من الزنا”.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “النميمة تفريق بين الأحبة، وإيقاع بين المجتمعين، وإفساد ذات البين”.

5. حرمة اللعن:

قال الله تعالى: “إن الذين يلعنون الله والملائكة والرسل لعنهم الله في الدنيا والآخرة ولهم عذاب مهين”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تلعنوا أنفسكم ولا أولادكم ولا أموالكم، لا تدرون لعل الله يرزقكم من حيث لا تحتسبون”.

وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من لعن شيئًا ليس له بأن يكون، كان عليه وزره، ومن لعن شيئًا له بأن يكون، كان له أجره”.

6. حرمة التتجسس:

قال الله تعالى: “ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تدخلوا البيوت إلا بإذن أهلها”.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، حشر يوم القيامة أعمى”.

7. حرمة الإفساد في الأرض:

قال الله تعالى: “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خمس من سنن المرسلين: لا يتركون الصلاة المكتوبة أبدًا، ويقيمون حدود الله، ويقسمون الفيء بين الناس، ويجاهدون في سبيل الله، ولا يفرون من الزحف”.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قطع شجرة سدر، لعنها الله وملائكته والناس أجمعون”.

الخلاصة:

إن الإسلام دين الرحمة والسلام، وهو دين يحث على حفظ الدماء والأموال والأعراض، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من إراقة الدماء بغير حق، وأمرنا بحفظ الأموال والأعراض.

ومن حرمة الدماء والأموال والأعراض في الإسلام: حرمة قتل النفس بغير حق، وحرمة الاعتداء على الأموال، وحرمة الاعتداء على الأعراض، وحرمة الغيبة والنميمة، وحرمة اللعن، وحرمة التجسس، وحرمة الإفساد في الأرض.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق