خطبة عن حياة البرزخ

No images found for خطبة عن حياة البرزخ

خطبة عن حياة البرزخ

المقدمة:

الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليمتحنكم أيكم أحسن عملاً، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن الموت هو انتقال الروح من البدن إلى عالم البرزخ. وهو عالم غيب لا يعلمه إلا الله تعالى. وقد وردت في القرآن الكريم والسنّة النبوية الكثير من النصوص التي تصف حياة البرزخ.

أولاً: حقيقة البرزخ:

البرزخ هو عالم متوسط بين الدنيا والآخرة. وهو عالم غيبي لا يمكن للإنسان أن يدركه إلا بعد وفاته. وقد ورد في القرآن الكريم ذكر البرزخ في قوله تعالى: “حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق، ألا له الحكم، وهو أسرع الحاسبين”.

ثانيًا: مدة البرزخ:

مدة البرزخ غير محددة. وقد ورد في السنة النبوية أن مدة البرزخ تختلف من شخص لآخر. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة، وإذا حضر أحدكم الموت فليمت وهو يحسن الظن بالله، فإن الله تعالى مع الظن به، وإن البرزخ من النشور”.

ثالثًا: أحوال أهل البرزخ:

تختلف أحوال أهل البرزخ باختلاف أعمالهم في الدنيا. فالأبرار ينعمون في البرزخ، والفجار يعذبون. وقد ورد في السنة النبوية أن أهل البرزخ ينقسمون إلى ثلاث فئات:

1- الأبرار: وهم الذين أطاعوا الله تعالى في الدنيا. فهم ينعمون في البرزخ في نعيم لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

2- الفجار: وهم الذين عصوا الله تعالى في الدنيا. فهم يعذبون في البرزخ في عذاب لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

3- الأطفال والمجانين: وهم الذين لم يكلفوا بالتكاليف الشرعية في الدنيا. فهم في برزخ بين الجنة والنار.

رابعًا: النعيم في البرزخ:

ينعم الأبرار في البرزخ في نعيم لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وقد ورد في السنة النبوية أن أهل الجنة ينعمون في البرزخ في قصور من ذهب وفضة، وعلى أسرة من حرير، وفي أنهار من خمر ولبن وعسل، وفي جنات من أعناب وتين ورمّان، وفيها من كل فاكهة زوجان.

خامسًا: العذاب في البرزخ:

يعذب الفجار في البرزخ في عذاب لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وقد ورد في السنة النبوية أن أهل النار يعذبون في البرزخ في نار جهنم، وفي سلاسل من حديد، وفي غساق من قطران، وفي حميم يغلي.

سادسًا: سؤال الملكين في القبر:

بعد موت الإنسان يسأله ملكان في قبره عن ربه وعن نبيه وعن دينه. فإن كان من أهل الإيمان أجابهم بالإيمان بالله وبرسوله وبكتابه وبالملائكة واليوم الآخر، وإن كان من أهل الكفر أجابهم بالكفر بالله وبرسوله وبكتابه وبالملائكة واليوم الآخر.

سابعًا: فتنة القبر:

بعد سؤال الملكين في القبر يفتن المؤمن في قبره. وقد ورد في السنة النبوية أن المؤمن يرى في قبره مقعده في الجنة ومقعده في النار، فيقول: “يا رب، أقم الساعة، أقم الساعة، حتى أستريح من فتنة القبر”.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن حياة البرزخ هي عالم غيب لا يعلمه إلا الله تعالى. وقد وردت في القرآن الكريم والسنّة النبوية الكثير من النصوص التي تصف حياة البرزخ. فالأبرار ينعمون في البرزخ في نعيم لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، والفجار يعذبون في البرزخ في عذاب لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة وينجينا من عذاب النار.

أضف تعليق