خطبة مكتوبة عن اسم الله الرقيب

خطبة مكتوبة عن اسم الله الرقيب

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن الله تعالى له أسماء حسنى وصفات عليا، ومن هذه الأسماء اسم “الرقيب”، ومعنى اسم الله الرقيب أنه سبحانه وتعالى مطلع على كل شيء، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، يعلم السر وأخفى، وهو المحيط بكل شيء علمًا وتدبيرًا.

أولًا: الرقيب هو الذي يراقب أعمال العباد:

الرقيب هو الذي يراقب أعمال العباد، ويعلم ما يفعلون وما يدبرون، وهو مطلع على كل شيء، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

قال تعالى: {وَعَلِمَ اللَّهُ مَا تُكْنُونَ وَأَعْلَنْتُمْ} [النحل: 19].

وقال تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4].

ثانيًا: الرقيب هو الذي يحاسب العباد على أعمالهم:

الرقيب هو الذي يحاسب العباد على أعمالهم، وهو العدل الذي لا يظلم أحدًا، وهو الذي يجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40].

وقال تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].

ثالثًا: الرقيب هو الذي يحفظ العباد من شرور أنفسهم وشرور الآخرين:

الرقيب هو الذي يحفظ العباد من شرور أنفسهم وشرور الآخرين، وهو الذي يمنعهم من الوقوع في المعاصي والآثام.

قال تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكُمْ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67].

وقال تعالى: {وَإِنْ يَتَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُمْ وَهُوَ خَيْرُ نَاصِرٍ} [الأنفال: 40].

رابعًا: الرقيب هو الذي يرزق العباد وييسر لهم أمورهم:

الرقيب هو الذي يرزق العباد وييسر لهم أمورهم، وهو الذي ينعم عليهم بالصحة والعافية والرزق الحلال.

قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود: 6].

وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3].

خامسًا: الرقيب هو الذي يعاقب العباد على معاصيهم وذنوبهم:

الرقيب هو الذي يعاقب العباد على معاصيهم وذنوبهم، وهو الذي ينزل بهم البلاء والشدائد إذا عصوه وتعدوا حدوده.

قال تعالى: {فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ} [الأنفال: 52].

وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: 23].

سادسًا: الرقيب هو الذي يتوب على العباد إذا تابوا إليه:

الرقيب هو الذي يتوب على العباد إذا تابوا إليه، وهو الذي يغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم إذا صدقوا في توبتهم.

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25].

سابعًا: الرقيب هو الذي يدخل المتقين الجنة ويبعد عنهم النار:

الرقيب هو الذي يدخل المتقين الجنة ويبعد عنهم النار، وهو الذي ينعم عليهم بالجنة ونعيمها في دار الآخرة.

قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73].

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِي الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 17، 18].

الخاتمة:

وختامًا، فإن اسم الله الرقيب يدل على عظمته وجلاله، وأنه سبحانه وتعالى مطلع على كل شيء، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو العدل الذي لا يظلم أحدًا، وهو الذي يجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *