خطب عن الاستقامة

خطب عن الاستقامة

خطبة عن الاستقامة

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فيا عباد الله، اتقوا الله وأطيعوه، واعتصموا بحبله المتين، واستقيموا على طريق الهدى والنور. إن الاستقامة من أعظم نعم الله على عباده، ومن أفضل ما يتحلى به المؤمن، وهي سبيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.

أولاً: معنى الاستقامة

الاستقامة لغةً هي ضد الاعوجاج، وهي في الاصطلاح الإسلامي هي الثبات على الحق والطاعة، وموافقة الشرع في الأقوال والأفعال والنوايا، وهي من صفات المتقين والصالحين.

ثانيًا: فضل الاستقامة

للاستقامة فضل عظيم، فقد قال الله تعالى: {وَأَنِ اسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} [هود: 90]. وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من استقام له أمره أعطى ست خصال: علمًا لا ينساه، وقلبًا شاكرًا، وزوجة مؤمنة، ورزقًا طيبًا، وعملاً صالحًا يسره الله له، ويسرًا إلى جنته”.

ثالثًا: أركان الاستقامة

للاستقامة ثلاثة أركان:

1. الاستقامة في العقيدة: وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

2. الاستقامة في العبادة: وهي إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، وأداء العبادات المفروضة على وجهها الصحيح.

3. الاستقامة في الأخلاق: وهي التحلي بمكارم الأخلاق، مثل الصدق والأمانة والعدل والإحسان.

رابعًا: ثمار الاستقامة

للاستقامة ثمار عظيمة في الدنيا والآخرة، منها:

1. محبة الله ورسوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلت”.

2. السعادة في الدنيا والآخرة: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة: 119].

3. النصر والتمكين في الأرض: قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96].

خامسًا: أسباب الاستقامة

هناك أسباب كثيرة تساعد على الاستقامة، منها:

1. العلم الشرعي: وهو معرفة أحكام الشرع الإسلامي على وجهها الصحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين”.

2. الصبر: وهو تحمل المشاق والصعوبات في سبيل طاعة الله، قال الله تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل: 127].

3. مراقبة الله: وهو أن يعلم العبد أن الله يراه ويراقبه في كل وقت، قال الله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4].

سادسًا: معوقات الاستقامة

هناك معوقات كثيرة تحول دون الاستقامة، منها:

1. الجهل: وهو عدم معرفة أحكام الشرع الإسلامي على وجهها الصحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام”.

2. الهوى: وهو اتباع الشهوات والرغبات النفسانية، قال الله تعالى: {وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26].

3. صحبة السوء: وهي صحبة الأشخاص الفاسدين الذين يدعون إلى المعاصي والمنكرات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”.

سابعًا: كيف نستقيم

للاستقامة طريق واضح، ومن أهم خطواته:

1. التعرف على الله وصفاته وأسمائه الحسنى، قال الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

2. معرفة أحكام الشرع الإسلامي على وجهها الصحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين”.

3. اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

خاتمة

أوصيكم عباد الله بالاستقامة على طريق الهدى والنور، فإنها سبيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة. واتقوا الله وأطيعوه، واعتصموا بحبله المتين، واستقيموا على طريق الهدى والنور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *