دراسات عن التعلم التعاوني pdf

No images found for دراسات عن التعلم التعاوني pdf

المقدمة:

يُعد التعلم التعاوني أحد الأساليب التعليمية التي تركز على التفاعل بين الطلاب وتعاونهم في إنجاز المهام التعليمية، وقد حظي هذا الأسلوب باهتمام كبير من الباحثين والمربين بسبب ما أظهره من نتائج إيجابية على تحصيل الطلاب وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والقيمية. وتتناول هذه الدراسة مراجعة شاملة للأبحاث التي أجريت حول التعلم التعاوني، وذلك بهدف التعرف على أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسات وتقديم توصيات حول كيفية تطبيق التعلم التعاوني في بيئة الفصل الدراسي.

أهمية التعلم التعاوني:

1. تحسين التحصيل الدراسي: أظهرت العديد من الدراسات أن التعلم التعاوني يساعد في تحسين تحصيل الطلاب الأكاديمي مقارنة بالأساليب التعليمية التقليدية، وذلك لأنه يسمح للطلاب بمشاركة أفكارهم ومعلوماتهم مع بعضهم البعض، مما يسهم في تعميق فهمهم للمواد التعليمية وتذكرها لفترة أطول.

2. تنمية المهارات الاجتماعية: يساعد التعلم التعاوني على تنمية مهارات الطلاب الاجتماعية، مثل التواصل والتعاون وحل المشكلات والقيادة، وذلك لأن العمل في مجموعات يتطلب من الطلاب التفاعل مع بعضهم البعض ومناقشة الأفكار المختلفة والتوصّل إلى حلول توافقية للمشكلات التي تواجههم.

3. تعزيز القيم الإيجابية: يساعد التعلم التعاوني على تعزيز القيم الإيجابية لدى الطلاب، مثل الاحترام والمسؤولية والعدالة، وذلك لأن العمل في مجموعات يتطلب من الطلاب احترام آراء بعضهم البعض والعمل معًا لتحقيق هدف مشترك، مما يسهم في تنمية الشعور بالمسؤولية والعدالة لدى الطلاب.

الأسس النظرية للتعلم التعاوني:

1. نظرية التفاعل الاجتماعي: تعتبر نظرية التفاعل الاجتماعي إحدى الأسس النظرية للتعلم التعاوني، وتفترض هذه النظرية أن التعلم يحدث من خلال التفاعل بين الأفراد وأن هذا التفاعل يساهم في تطوير الفكر واللغة والمهارات الاجتماعية لدى المتعلمين.

2. نظرية الاعتماد المتبادل الإيجابي: تعتبر نظرية الاعتماد المتبادل الإيجابي أساسًا نظريًا آخر للتعلم التعاوني، وتفترض هذه النظرية أن المتعلمين يكونون أكثر تحفيزًا للتعلم عندما يدركون أنهم يعتمدون على بعضهم البعض لتحقيق أهدافهم التعليمية المشتركة.

3. نظرية بناء المعرفة: تعتبر نظرية بناء المعرفة أساسًا نظريًا ثالثًا للتعلم التعاوني، وتفترض هذه النظرية أن المعرفة يتم بناؤها من خلال التفاعل الاجتماعي بين المتعلمين وأن هذا التفاعل يساعد المتعلمين على تطوير فهم أعمق للمفاهيم التعليمية.

عناصر التعلم التعاوني:

1. الاعتماد المتبادل الإيجابي: يتطلب التعلم التعاوني وجود اعتماد متبادل إيجابي بين المتعلمين، وذلك يعني أن المتعلمين يعتمدون على بعضهم البعض لتحقيق أهدافهم التعليمية المشتركة.

2. المسؤولية الفردية: يتطلب التعلم التعاوني أيضًا وجود مسؤولية فردية لدى المتعلمين، وذلك يعني أن كل متعلم مسؤول عن إنجازه الشخصي وعن مساهمته في إنجاز المجموعة.

3. التفاعل وجهاً لوجه: يتطلب التعلم التعاوني أيضًا وجود تفاعل وجهاً لوجه بين المتعلمين، وذلك يعني أن المتعلمين يعملون معًا بشكل مباشر ويتفاعلون مع بعضهم البعض من خلال المناقشة وحل المشكلات.

4. المهارات الاجتماعية: يتطلب التعلم التعاوني أيضًا وجود مهارات اجتماعية لدى المتعلمين، وذلك يعني أن المتعلمين قادرون على التواصل مع بعضهم البعض بشكل فعال وعلى التعاون مع بعضهم البعض لإنجاز المهام التعليمية.

5. معالجة النتائج: يتطلب التعلم التعاوني أيضًا وجود معالجة للنتائج، وذلك يعني أن المتعلمين يناقشون نتائج عملهم ويتعلمون من أخطائهم ويعدلون استراتيجياتهم بناءً على نتائجهم.

أنواع التعلم التعاوني:

1. التعلم التعاوني البسيط: يُعد التعلم التعاوني البسيط أبسط أشكال التعلم التعاوني، وفي هذا النوع من التعلم التعاوني، يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة ويعملون معًا على إنجاز مهمة تعليمية مشتركة، ولا يتم توزيع الأدوار أو المسؤوليات بين أعضاء المجموعة.

2. التعلم التعاوني المعقد: يُعد التعلم التعاوني المعقد أكثر تعقيدًا من التعلم التعاوني البسيط، وفي هذا النوع من التعلم التعاوني، يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة ويعملون معًا على إنجاز مهمة تعليمية مشتركة، ولكن يتم توزيع الأدوار والمسؤوليات بين أعضاء المجموعة، بحيث يكون لكل عضو دور محدد مسؤول عنه.

3. التعلم التعاوني عبر الإنترنت: يُعد التعلم التعاوني عبر الإنترنت نوعًا جديدًا من التعلم التعاوني، وفي هذا النوع من التعلم التعاوني، يتفاعل الطلاب مع بعضهم البعض عبر الإنترنت من خلال أدوات التواصل المتعددة، مثل منتديات المناقشة وغرف الدردشة والبريد الإلكتروني، ويعملون معًا لإنجاز مهام تعليمية مشتركة.

كيفية تطبيق التعلم التعاوني في بيئة الفصل الدراسي:

1. تحديد أهداف التعلم: يجب على المعلم تحديد أهداف التعلم المحددة التي يريد تحقيقها من خلال استخدام التعلم التعاوني.

2. تقسيم الطلاب إلى مجموعات: يجب على المعلم تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة تتكون من 3-5 طلاب، بحيث تكون المجموعات متجانسة من حيث القدرات التحصيلية والمهارات الاجتماعية.

3. توزيع الأدوار والمسؤوليات: يجب على المعلم توزيع الأدوار والمسؤوليات بين أعضاء كل مجموعة، بحيث يكون لكل عضو دور محدد مسؤول عنه، مثل رئيس المجموعة والسكرتير والمحاسب.

4. توفير الموارد اللازمة: يجب على المعلم توفير الموارد اللازمة للطلاب، مثل الكتب والمقالات والأدوات السمعية والبصرية، وذلك لمساعدة الطلاب على إنجاز مهامهم التعليمية المشتركة.

5. مراقبة عمل المجموعات: يجب على المعلم مراقبة عمل المجموعات والتدخل عند الضرورة، وذلك لمساعدة الطلاب على حل المشكلات التي تواجههم وتوجيههم نحو تحقيق أهداف التعلم المحددة.

الخاتمة:

يعتبر التعلم التعاوني أحد الأساليب التعليمية الفعالة التي تساعد على تحسين تحصيل الطلاب وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والقيمية، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن التعلم التعاوني له العديد من الفوائد على التحصيل الدراسي والتنمية الاجتماعية للطلاب. ويمكن للمعلمين تطبيق التعلم التعاوني في بيئة الفصل الدراسي من خلال اتباع الخطوات المذكورة في هذه الدراسة، وذلك بهدف تحسين تحصيل الطلاب وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والقيمية.

أضف تعليق