التوبة هي الرجوع عن المعاصي والذنوب إلى الله تعالى، وهي من أعظم العبادات وأحبها إلى الله، وقد حثنا الله تعالى على التوبة والإستغفار في آيات كثيرة من القرآن الكريم، فقال تعالى:
“وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون” [النور:31].
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” [التحريم:8].
شروط التوبة النصوح
1. الإخلاص لله تعالى: أن تكون التوبة خالصة لوجه الله تعالى، لا رياء فيها ولا سمعة.
2. الندم على المعصية: أن يندم التائب على ما فعله من معاصي وذنوب، ويحزن لارتكابها.
3. العزم على عدم العودة إلى المعصية: أن يعزم التائب على عدم العودة إلى المعصية التي تاب منها، وأن يفعل كل ما في وسعه لاجتنابها.
4. رد المظالم إلى أهلها: أن يرد التائب إلى أهلها المظالم التي اقترفها في حقهم، سواء كانت مادية أو معنوية.
5. التوبة قبل حلول أجل الموت: أن يتوب التائب قبل حلول أجل موته، فإن التوبة لا تقبل بعد الموت.
فضائل التوبة
1. محو السيئات: قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا” [الكهف: 30].
2. مضاعفة الحسنات: قال تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” [النحل: 97].
3. دخول الجنة: قال تعالى: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ” [آل عمران: 133].
أسباب التوبة النصوح
1. الخوف من الله تعالى: أن يخاف التائب من عقاب الله تعالى على معاصيه وذنوبه.
2. الرجاء في رحمة الله تعالى: أن يرجو التائب رحمة الله تعالى ومغفرته لذنوبه.
3. محبة الله تعالى: أن يحب التائب الله تعالى، ويتقرب إليه بالتوبة من معاصيه وذنوبه.
4. معرفة عظم المعصية: أن يعرف التائب عظم المعصية التي ارتكبها، وأنها محرمة في شرع الله تعالى.
خطوات التوبة النصوح
1. الإستغفار: أن يستغفر التائب ربه عن معاصيه وذنوبه، ويطلب منه التجاوز عنها.
2. الإقلاع عن المعصية: أن يقلع التائب عن المعصية التي تاب منها، وأن يبتعد عنها تمامًا.
3. الإصرار على عدم العودة إلى المعصية: أن يصمم التائب على عدم العودة إلى المعصية التي تاب منها، وأن يفعل كل ما في وسعه لاجتنابها.
آثار التوبة النصوح
1. الشعور بالسكينة والطمأنينة: يشعر التائب بعد توبته بالسكينة والطمأنينة، ويزول عنه القلق والخوف.
2. تجدد الإيمان: تتجدد إيمان التائب بعد توبته، ويقوى يقينه بالله تعالى.
3. زيادة المحبة لله تعالى: يزداد حب التائب لله تعالى بعد توبته، ويتقرب إليه بالنوافل والطاعات.
دعاء التوبة من المعاصي والذنوب
ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأدعية التي يمكن للتائب أن يدعو بها ربه ليتوب عليه من معاصيه وذنوبه، ومن هذه الأدعية:
1. “اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته، ومن كل خطيئة أخطأتها، ومن كل معصية عصيتها، فاغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، أنت الأول وأنت الآخر، أنت الظاهر وأنت الباطن، تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
2. “اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته، عمدًا أو سهوًا، سرًا أو علانية، صغيرًا أو كبيرًا، ذنبًا علمته وذنبًا لا أعلمه، ذنبًا أذنبته بلساني أو بيدي أو برجلي أو بسمعي أو ببصري أو بفرجي أو بقلبي أو بغير ذلك من جوارحي، اللهم اغفر لي ذنبي كله صغيره وكبيره، وأوله وآخره، وعلانيته وسره.
3. “اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته، ومن كل حق ضيعته، ومن كل أمانة خانها، ومن كل نعمة كفرتها، ومن كل عهد نكثته، ومن كل مظلمة فعلتها، ومن كل شهوة أتيت إليها، ومن كل غفلة غفلت عنها، ومن كل ذنب أذنبته في ليل أو نهار، سرًا أو علانية، صغيرًا أو كبيرًا، ذنبًا علمته وذنبًا لا أعلمه، اللهم اغفر لي ذنبي كله صغيره وكبيره، وأوله وآخره، وعلانيته وسره.