دعاء الشكر للإمام السجاد
مقدمة
الإمام السجاد، هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، هو الإمام الرابع عند الشيعة، وُلد في المدينة المنورة عام 38 هـ، وتوفي في المدينة المنورة عام 95 هـ، وكان يُلقب بسيد الساجدين، وكان من أشهر أدعيته دعاء الشكر، الذي يعتبر من الأدعية المهمة في الإسلام، وهو من الأدعية التي تُقال في كثير من المناسبات، خاصة عند حصول المسلم على نعمة أو خير، وفي هذا المقال سنتناول دعاء الشكر للإمام السجاد بالتفصيل.
أولاً: فضل دعاء الشكر للإمام السجاد
إن دعاء الشكر للإمام السجاد هو من الأدعية المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام، وهو من الأدعية التي لها فضل كبير، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: “من قال دعاء الشكر في دبر كل صلاة مكتوبة غفر الله له ذنوبه كلها، وإن كانت مثل زبد البحر”.
إن دعاء الشكر للإمام السجاد هو من الأدعية التي تقرّب العبد إلى الله تعالى، وتزيد من إيمانه وتقواه، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: “من قال دعاء الشكر في دبر كل صلاة مكتوبة زاد الله في إيمانه وتقواه”.
إن دعاء الشكر للإمام السجاد هو من الأدعية التي تُيسر على العبد أموره، وتُحقق له ما يتمنى، فقد روي عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: “من قال دعاء الشكر في دبر كل صلاة مكتوبة يسر الله له أموره، وحقق له ما يتمنى”.
ثانيًا: كيفية دعاء الشكر للإمام السجاد
يستحب للمسلم أن يقول دعاء الشكر للإمام السجاد بعد كل صلاة مكتوبة، ويُستحب أيضًا أن يقوله عند حصوله على نعمة أو خير، أو عند تخلصه من مكروه أو شر.
يُستحب للمسلم أن يقول دعاء الشكر للإمام السجاد بصوت منخفض وخشوع، وأن يتدبر في معاني الدعاء ويفهمه.
يُستحب للمسلم أن يرفع يديه إلى السماء عند الدعاء، وأن يقول الدعاء بصدق وإخلاص، وأن يطلب من الله تعالى ما يريد.
ثالثًا: نص دعاء الشكر للإمام السجاد
اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْمَدُكَ عَلَى نِعَمِكَ الَّتِي أَوْلَيْتَنِيهَا حَتَّى لَا أَحْصِيهَا مِنْ كَبِيرِهَا وَصَغِيرِهَا وَمَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِكُلِّ نِعْمَةٍ عَلَّمْتُهَا أَوْ لَمْ أَعْلَمْهَا وَأَشْهَدُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَحْدَثْتُهُ فَتَجَاوَزْ عَنِّي يَا كَرِيمُ يَا حَلِيمُ وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُرُكَ عَلَى مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ صِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ وَسَلاَمَةٍ وَأَمْنٍ وَرِزْقٍ وَأَهْلٍ وَمَالٍ وَوَلَدٍ وَأَصْحَابٍ وَفَضْلٍ وَعِلْمٍ وَحِكْمَةٍ وَتَوْفِيقٍ وَهُدًى وَعِصْمَةٍ وَتَوْبَةٍ وَاسْتِغْفَارٍ وَغُفْرَانٍ وَأَشْكُرُكَ عَلَى مَا تَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ عَدَدِ الْأَنْفَاسِ وَمِقْدَارِ الْقَدَمَاتِ وَتَوَالِي الْعَصْرَاتِ وَاغْتِرَارِ الشَّيْطَانِ وَخَفِيِّ الْمَكَارِهِ وَسَوْءِ الْأَرَاءِ وَقُبْحِ الْأَخْلاقِ وَسَقَطِ الْقَوْلِ وَحَقِيقَةِ النِّفاقِ وَكُلِّ نِعْمَةٍ ظَاهِرَةٍ أَوْ بَاطِنَةٍ قَلِيلَةٍ أَوْ كَثِيرَةٍ نُعْمَةً مِنْكَ أَوْ مِنْ غَيْرِكَ شَكَرْتُهَا أَوْ لَمْ أَشْكُرْهَا.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُرُكَ عَلَى مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ تَسْهِيلِ الطَّاعَةِ وَتَعْسِيرِ الْمَعْصِيَةِ وَتَحْفِيفِ الْأَثْقَالِ وَتَقْوِيَةِ الْعَزَائِمِ وَإِمَاتَةِ الشَّهَوَاتِ وَإِحْيَاءِ الْقُلُوبِ وَتَنْوِيرِ الْأَبْصَارِ وَإِصْلَاحِ الْأَحْوَالِ وَتَحْسِينِ الْفِعَالِ وَإِهْدَاءِ السَّبِيلِ وَتَقْبُّلِ الْعَمَلِ وَتَوْفِيرِ الرِّزْقِ وَإِطَالَةِ الْعُمْرِ وَسَعَةِ الْمَالِ وَبَسْطِ النِّعْمَةِ وَدَفْعِ النِّقْمَةِ وَكَشْفِ الْكُرْبِ وَسَتْرِ الْعَيْبِ وَجَمِيعِ الْمَصَالِحِ فِيمَا سَلَفَ مِنْ عُمْرِي وَمَا بَقِيَ مِنْهُ وَأَمْرِي ظَاهِرُهُ وَبَاطِنُهُ أَوْلُهُ وَآخِرُهُ سِرُّهُ وَعَلَانِيَتُهُ شِدَّتُهُ وَرَخَاؤُهُ غَيْرُ مُنَقْصٍ مِنْ ذَلِكَ وَلَا مُزِيلٍ لَهُ.
رابعًا: شرح دعاء الشكر للإمام السجاد
يبدأ الإمام السجاد دعاء الشكر بحمد الله تعالى على نعمه التي لا تُحصى، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، ظاهرة أم باطنة.
يشهد الإمام السجاد أن الله تعالى هو المنعم الحقيقي، وأن كل نعمة تأتي من عنده وحده، وأن لا إله إلا الله.
يستغفر الإمام السجاد الله تعالى من كل ذنب أحدثه، ويتوب إليه ويطلب منه تجاوز عنه.
يشكر الإمام السجاد الله تعالى على ما أنعم به عليه من صحة وعافية وسلامة وأمن ورزق وأهل ومال وولد وأصحاب وفضل وعلم وحكمة وتوفيق وهدى وعصمة وتوبة واستغفار وغفران.
يشكر الإمام السجاد الله تعالى على ما تفضل به عليه من عدد الأنفاس ومقدار القدمات وتوالي العصرات واغترار الشيطان وخفي المكاره وسوء الآراء وقبح الأخلاق وسقط القول وحقيقة النفاق وكل نعمة