دعاء المعصية في رمضان

دعاء المعصية في رمضان

مقدمة:

شهر رمضان هو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران، وقد جعله الله سبحانه وتعالى فرصة عظيمة للمسلمين للتوبة والتقرب إليه والابتعاد عن الذنوب والمعاصي، ولكن للأسف قد يقع بعض المسلمين في المعصية خلال هذا الشهر الفضيل، فماذا يكون حالهم ودعاؤهم بعد المعصية؟

1- الاستغفار والتوبة:

– من وقع في معصية خلال شهر رمضان فعليه أن يسارع إلى الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، قال تعالى: ((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [النور: 31].

– والتوبة تكون بالندم على الذنب والعزم الصادق على عدم العودة إليه، قال تعالى: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) [آل عمران: 135].

– وينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى بأن يغفر له ذنبه وأن يتوب عليه، قال تعالى: ((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) [آل عمران: 147].

2- الإكثار من الطاعات:

– من وقع في معصية خلال شهر رمضان فعليه أن يكثف من الطاعات والعبادات في هذا الشهر الفضيل، قال تعالى: ((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)) [البقرة: 43].

– ومن الطاعات التي ينبغي للمسلم الإكثار منها في شهر رمضان قراءة القرآن الكريم وذكر الله تعالى، قال تعالى: ((وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)) [الأعراف: 205].

– وينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى بأن يرزقه التوفيق لأداء الطاعات والعبادات في هذا الشهر الفضيل، قال تعالى: ((رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)) [الكهف: 10].

3- التصدق بالمال:

– من وقع في معصية خلال شهر رمضان فعليه أن يتصدق بالمال، قال تعالى: ((وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)) [البقرة: 43].

– والصدقة بالمال تكون بإخراج جزء من المال للمحتاجين والفقراء، قال تعالى: ((الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) [البقرة: 274].

– وينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى بأن يتقبل صدقته وأن يجعلها في ميزان حسناته، قال تعالى: ((إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)) [المائدة: 27].

4- صيام التطوع والكفارات:

– من وقع في معصية خلال شهر رمضان فعليه أن يصوم بعض أيام التطوع، قال تعالى: ((وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ)) [البقرة: 184].

– ومن صيام التطوع صيام أيام الاثنين والخميس، وصيام أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، وصيام شهر شعبان.

– كما ينبغي للمسلم الذي وقع في معصية خلال شهر رمضان أن يكفر عن معصيته، قال تعالى: ((وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا)) [النساء: 92].

5- الدعاء والتضرع إلى الله تعالى:

– من وقع في معصية خلال شهر رمضان فعليه أن يدعو الله تعالى بأن يغفر له ذنبه وأن يتوب عليه، قال تعالى: ((ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)) [غافر: 60].

– ومن الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها في هذا الصدد: “اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنبي وأن تتوب عليّ، إنك أنت التواب الرحيم”.

– “اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان ومن شر المعاصي والذنوب، اللهم اجعلني من عبادك الصالحين المتقين”.

6- ملازمة مجالس الذكر:

– من وقع في معصية خلال شهر رمضان فعليه أن يلازم مجالس الذكر والاستماع إلى المواعظ والخطب، قال تعالى: ((وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [الأنفال: 45].

– ومن مجالس الذكر المساجد والبيوت التي تُقام فيها مجالس العلم والدروس الدينية، كما يمكن للمسلم أن يستمع إلى المواعظ والخطب عبر الراديو والتلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي.

– وينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى بأن يهديه إلى الصراط المستقيم وأن يثبته على دينه، قال تعالى: ((رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) [البقرة: 250].

7- الحذر من العود إلى المعصية:

– من وقع في معصية خلال شهر رمضان فعليه أن يحذر من العودة إلى المعصية مرة أخرى، قال تعالى: ((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [النور: 31].

– ومن أسباب الوقاية من العودة إلى المعصية تجنب أسباب المعصية ومراقبة النفس ومحاسبتها، كما ينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء إلى الله تعالى بأن يثبته على دينه ويحميه من المعاصي والذنوب.

– قال تعالى: ((رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ ر