دعاء ضيق النفس تويتر
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن ضيق النفس من الأمور التي قد يعاني منها الكثير من الناس، وقد يكون هذا الضيق ناتجًا عن أسباب نفسية أو عضوية، وفي جميع الأحوال فإن الدعاء إلى الله تعالى هو أفضل وسيلة للتخلص من هذا الضيق والشدائد.
1. فضل الدعاء في كشف ضيق النفس
إن الدعاء من أعظم العبادات التي يحبها الله تعالى، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من النصوص التي تحث على الدعاء والابتهال إلى الله تعالى.
ومن فضل الدعاء في كشف ضيق النفس أنه يفرج الهم والكرب، وييسر الأمور، ويقوي القلب، وينير البصيرة، ويجلب السعادة والطمأنينة.
كما أن الدعاء سبب من أسباب نزول الرحمة والمغفرة من الله تعالى، وقد قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.
2. آداب الدعاء عند ضيق النفس
ينبغي عند الدعاء في كشف ضيق النفس أن يكون العبد على يقين بالإجابة، وأن يتوجه إلى الله تعالى بقلب خاشع متضرع، وأن يكون مخلصًا في دعائه لا يشرك مع الله أحدًا.
ومن آداب الدعاء أيضًا أن يكون العبد متيقنًا بأن الله تعالى هو وحده القادر على كشف ضيقه، وأن يعلم أن الدعاء عبادة لا ينبغي أن يتساهل فيها أو يتركها.
كما ينبغي أن يكون العبد صابرًا على الدعاء، فلا يستعجل الإجابة، وليكن على ثقة بأن الله تعالى سيجيبه في الوقت المناسب.
3. أهمية ذكر الله تعالى عند ضيق النفس
إن ذكر الله تعالى من أفضل الوسائل التي تساعد على تفريج ضيق النفس، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من النصوص التي تحث على ذكر الله تعالى في جميع الأحوال.
ومن أهمية ذكر الله تعالى عند ضيق النفس أنه يطمئن القلب ويقويه، وينير البصيرة، ويجلب السعادة والطمأنينة، كما أنه سبب من أسباب دخول الجنة.
وقد قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
4. الدعاء المأثور عند ضيق النفس
ورد في السنة النبوية الكثير من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند ضيق النفس، ومنها:
“اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال”.
“اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت”.
“اللهم يا رافع السماوات بغير عمد، يا باسط الأرض على ماء جمد، يا منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، أعوذ بك من شر كل سلطان جائر”.
5. توبة العبد من الذنوب والمعاصي عند ضيق النفس
قد يكون ضيق النفس ناتجًا عن ذنوب ومعاصي ارتكبها العبد، ولذلك فإن التوبة إلى الله تعالى من هذه الذنوب والمعاصي من أهم الوسائل التي تساعد على كشف ضيق النفس.
ومن علامات توبة العبد من ذنوبه ومعاصيه أن يندم على ما اقترفه، وأن يعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، وأن يكثر من الاستغفار والطاعات.
وقد قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
6. الصدقة والإحسان إلى الآخرين عند ضيق النفس
إن الصدقة والإحسان إلى الآخرين من أفضل الأعمال التي تساعد على تفريج ضيق النفس، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من النصوص التي تحث على الصدقة والإحسان.
ومن أهمية الصدقة والإحسان إلى الآخرين عند ضيق النفس أنها تطهر النفس من البخل والشح، وتقوي روح التعاون والتكافل بين الناس، كما أنها سبب من أسباب دخول الجنة.
وقد قال الله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
7. الصبر على ضيق النفس
قد يطول ضيق النفس على العبد، وقد لا يجد الفرج منه إلا بعد فترة طويلة، ولذلك فإن الصبر على ضيق النفس من أهم الوسائل التي تساعد العبد على تجاوزه.
ومن علامات صبر العبد على ضيق النفس أن يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والذكر، وأن يتوكل عليه وحده، وأن يحسن الظن به، وأن يكثر من الاستغفار والطاعات.
وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
الخاتمة
نسأل الله تعالى أن يفرج عنا ضيق النفس، وأن يجعل قلوبنا مطمئنة بذكره، وأن ييسر أمورنا، وأن يقضي حوائجنا، وأن يصلح أحوالنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.