دعاء عدم تكرار الذنب

No images found for دعاء عدم تكرار الذنب

دعاء عدم تكرار الذنب

مقدمة:

الحمد لله الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فإن من أعظم ما ينبغي للمؤمن أن يحرص عليه هو عدم تكرار الذنب بعد التوبة منه، وذلك لعدة أسباب:

أولًا: لأنه لا يدري متى يأتيه الموت، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”.

ثانيًا: لأنه كلما تكرر الذنب صعب التخلص منه، وصار كالأفعى كلما نبت لها رأس نبتت لها رؤوس أخرى.

ثالثًا: لأن تكرار الذنب يورث قسوة القلب، ويجعل العبد لا يبالي بالذنوب، وقد قال الله تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} [الحشر: 19].

العزم على عدم تكرار الذنب:

أول خطوة في سبيل عدم تكرار الذنب هي العزم على ذلك، وذلك من خلال:

1. أن يدرك العبد بشاعة الذنب ومخاطره على دينه وآخرته.

2. أن يتذكر ما وعد الله تعالى به التائبين من المغفرة والرحمة.

3. أن يستعين بالله تعالى على توبة صادقة ونصوح.

الإكثار من الاستغفار والذِّكر:

من أهم ما يعين العبد على عدم تكرار الذنب هو الإكثار من الاستغفار والذِّكر، وذلك لأن الاستغفار يمحو الذنوب، والذكر يملأ القلب بنور الإيمان ويصرفه عن الانشغال بالمعاصي.

1. قال الله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 21].

2. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان قد فر من الزحف”.

3. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”.

الصلاة بخشوع وإخلاص:

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين، ولها أثر كبير في منع العبد من تكرار الذنب، وذلك لأنها تجعل العبد يخشع قلبه لله تعالى ويستشعر مراقبته له، كما أنها تمنحه القوة والصبر على طاعة الله وترك معصيته.

1. قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].

2. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصلاة عمود الدين، ومن أقامها أقام الدين، ومن تركها هدم الدين”.

3. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته في شيء، ومن قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والبطن شهيد”.

المداومة على قراءة القرآن:

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، وهو شفاء للصدور ونور للقلوب، ولذلك فإن المداومة على قراءته لها أثر كبير في منع العبد من تكرار الذنب، وذلك لأنها تذكره بالله تعالى وأوامره ونواهيه، كما أنها تحيي قلبه وتملؤه بالخشية والتقوى.

1. قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82].

2. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه”.

3. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن المؤمن إذا قرأ القرآن، خالط كلامه لحمه ودمه، وجرى في مفاصله، وسكن أعضاءه، وطرد الشيطان عنه، ولم يقربه”.

الابتعاد عن مجالس الفسوق ورفقة السوء:

من الأمور التي تساعد العبد على عدم تكرار الذنب هو الابتعاد عن مجالس الفسوق ورفقة السوء، وذلك لأن هذه المجالس والرفقة تدعو إلى المعاصي والمنكرات، وتجعل العبد يستهين بالذنوب، كما أنها تصرفه عن ذكر الله تعالى وطاعته.

1. قال الله تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53].

2. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”.

3. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من جلس إلى قوم وهو يعلم أنهم على غير هدى، ثم لم ينكر عليهم، فإنه شريكهم”.

الاهتمام بالعلم الشرعي:

العلم الشرعي من أهم الوسائل التي تساعد العبد على عدم تكرار الذنب، وذلك لأنه يبين له أحكام الله تعالى وأسرار تشريعاته، كما أنه يجعله يدرك بشاعة الذنب ومخاطره على دينه وآخرته.

1. قال الله تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114].

2. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين”.

3. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب”.

الدعاء إلى الله تعالى:

الدعاء إلى الله تعالى من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ومن أفضل ما يدعو به العبد عدم تكرار الذنب، وذلك لأن الله تعالى هو وحده القادر على أن يثبت العبد على دينه ويمنعه من الانزلاق في المعاصي.

1. قال الله تعالى: {وَادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

2. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.

3. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”.

الخاتمة:

في الختام، فإن عدم تكرار الذنب من الأمور المهمة التي يجب على العبد أن يسعى إليها، وذلك من خلال العزم على ذلك والإكثار من الاستغفار والذِّكر والمداومة على قراءة القرآن والابتعاد عن مجالس الفسوق ورفقة السوء والاهتمام بالعلم الشرعي والدعاء إلى الله تعالى.

أضف تعليق