No images found for دعاء لغفران كبائر الذنوب
دعاء لغفران كبائر الذنوب
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
أما بعد:
فإن من أعظم ما يحرص عليه المسلم هو مغفرة ذنوبه، صغيرها وكبيرها، وذلك لأن الذنوب هي التي تحول بين العبد وبين ربه، وتمنعه من نيل رضاه ورحمته.
ولذلك شرع الله تعالى لعباده الكثير من الأدعية والأذكار التي يمكنهم من خلالها الاستغفار والتوبة من ذنوبهم، ومن هذه الأدعية دعاء لغفران كبائر الذنوب.
1- فضل الاستغفار:
الاستغفار من أسباب مغفرة الذنوب، قال تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأحزاب: 71].
الاستغفار سبب لرفع الدرجات، قال تعالى: {وَمَن يَغْفِرِ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 135].
الاستغفار سبب لجلب الرزق، قال تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود: 52].
2- شروط قبول التوبة:
الإخلاص لله تعالى: أن يكون الدافع للتوبة هو الخوف من الله تعالى وحده، لا الخوف من الناس أو من العقاب الدنيوي.
الندم على الذنب: أن يشعر التائب بالندم والحسرة على ما فعله من ذنوب.
العزم على عدم العودة إلى الذنب: أن ينوي التائب ألا يعود إلى الذنب مرة أخرى.
رد المظالم إلى أهلها: إذا كان الذنب قد أضر بغيره، فلا بد من رد المظالم إلى أهلها والتكفير عن الإساءة.
الدعاء والتضرع إلى الله تعالى: أن يدعو التائب ربه ويطلب منه المغفرة والرحمة.
3- دعاء لغفران كبائر الذنوب:
اللهم اغفر لي ذنوبي كلها، صغيرها وكبيرها، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني.
اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم اغسلني من ذنوبي بالماء والثلج والبرد، ونقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
4- آداب الدعاء:
أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، لا يُشرك به أحدًا.
أن يكون الدعاء موافقًا للشريعة الإسلامية، فلا يُطلب من الله تعالى ما حرمه أو نهى عنه.
أن يكون الدعاء مقرونًا بالعمل الصالح، فالدعاء وحده لا يكفي لنيل المغفرة.
أن يكون الدعاء بلسان الحال والمقال، أي أن يكون القلب حاضرًا مع الدعاء وأن يكون اللسان ناطقًا به.
أن يكون الدعاء متكررًا، فكلما كثر الدعاء زادت فرص الاستجابة.
5- أسباب عدم استجابة الدعاء:
أن يكون الدعاء فيه إثم أو قطيعة رحم.
أن يكون الدعاء فيه استعجال، فالدعاء يحتاج إلى الصبر والمداومة.
أن يكون الداعي مصرًا على الذنب ولا يتوب منه.
أن يكون الداعي نائمًا أو غافلاً عن الدعاء.
أن يكون الداعي ضعيف الإيمان أو مترددًا في دعائه.
6- ثمار الدعاء:
مغفرة الذنوب: فالدعاء هو سبب لمغفرة الذنوب، قال تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56].
قضاء الحوائج: فالدعاء سبب لقضاء الحوائج، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
دفع البلاء: فالدعاء سبب لدفع البلاء، قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} [الروم: 33].
7- الخاتمة:
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده الصالحين الذين يغفر لهم ذنوبهم ويقبل توبتهم، وأن يرزقنا مغفرة ورضوانًا من عنده.