رواد المدرسة السلوكية

رواد المدرسة السلوكية

مقدمة

المدرسة السلوكية هي مدرسة في علم النفس تركز على دراسة السلوك المرئي والمقاس. يعتقد السلوكيون أن السلوك هو نتيجة التعلم والخبرة، وأن يمكن فهمه وتغييره من خلال دراسة العوامل البيئية التي تؤثر عليه.

الرواد الأوائل في المدرسة السلوكية

كان أحد الرواد الأوائل في المدرسة السلوكية جون واتسون (1878-1958)، الذي نشر في عام 1913 كتابه “السلوك: مدخل موضوعي”. في هذا الكتاب، جادل واتسون بأن علم النفس يجب أن يكون علمًا موضوعيًا يركز على دراسة السلوك المرئي والمقاس. كما أكد على أهمية التعلم في تكوين السلوك، ورفض فكرة أن السلوك ناتج عن غرائز أو دوافع فطرية.

كان عالم النفس الأمريكي الآخر الذي كان له تأثير كبير على المدرسة السلوكية هو إدوارد ثورندايك (1874-1949). في كتابه “ذكاء الحيوان” الصادر عام 1898، وصف ثورندايك ظاهرة التعلم بالمحاولة والخطأ، والتي أظهرت أن الحيوانات يمكنها تعلم كيفية حل المشكلات من خلال تجربة أشياء مختلفة ومعرفة ما ينجح وما يفشل.

العلاقة بين التحفيز والاستجابة

يعتقد السلوكيون أن السلوك هو نتيجة للعلاقة بين التحفيز والاستجابة. التحفيز هو أي شيء في البيئة يسبب استجابة. الاستجابة هي أي شيء يفعله الكائن الحي استجابة للتحفيز. على سبيل المثال، إذا رأى شخص ما قطعة من الكعكة، فقد يستجيب لها عن طريق تناولها.

التعلم الشرطي

أحد المفاهيم الأساسية في المدرسة السلوكية هو مفهوم التعلم الشرطي. التعلم الشرطي هو عملية يتم من خلالها تعلم كائن حي ربط منبهين مختلفين معًا. على سبيل المثال، إذا كان شخص ما يقرأ كتابًا وكان هناك ضوضاء عالية في الخلفية، فقد يتعلم ربط الضوضاء بالكتاب. بعد ذلك، قد يبدأ الكائن الحي في الشعور بالتوتر أو القلق عندما يسمع الضوضاء، حتى لو لم يكن الكتاب حاضرًا.

التعزيز والعقاب

يعتقد السلوكيون أيضًا أن السلوك يمكن أن يتأثر بالتعزيز والعقاب. التعزيز هو أي شيء يزيد من احتمال تكرار السلوك. العقاب هو أي شيء يقلل من احتمال تكرار السلوك. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يتصرف بشكل جيد، فقد يعزز والداه سلوكه عن طريق إعطائه مكافأة. إذا كان الطفل يتصرف بشكل سيء، فقد يعاقبه والداه عن طريق حرمانه من امتياز.

انتقادات المدرسة السلوكية

تلقى المدرسة السلوكية انتقادات عديدة على مر السنين. أحد الانتقادات هو أنها تركز كثيرًا على السلوك المرئي والمقاس وتتجاهل أهمية العمليات العقلية الداخلية. ويقول النقاد إن هذا النهج يؤدي إلى نظرة ضيقة للسلوك البشري.

انتقاد آخر للمدرسة السلوكية هو أنها تركز بشكل كبير على التعلم والخبرة وتتجاهل أهمية العوامل البيولوجية في السلوك. ويقول النقاد إن هذا النهج يؤدي إلى نظرة غير مكتملة لطبيعة الإنسان.

خاتمة

على الرغم من الانتقادات، لا تزال المدرسة السلوكية مدرسة مؤثرة في علم النفس. قدمت المدرسة السلوكية مساهمات كبيرة في فهمنا للسلوك، ولا تزال مبادئها الأساسية تستخدم في مجموعة متنوعة من المجالات، مثل التعليم والصحة العقلية.

أضف تعليق