سبب احتلال فلسطين

سبب احتلال فلسطين

المقدمة:

فلسطين أرض مقدسة ذات تاريخ طويل وحافل. كانت موطنًا للعديد من الحضارات والثقافات على مر القرون، بما في ذلك الكنعانيين واليونانيين والرومان والعرب. في عام 1948، احتلت إسرائيل فلسطين وأنشأت دولة إسرائيل. منذ ذلك الحين، ظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستمراً، مما أدى إلى معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني. في هذا المقال، سنتناول أسباب احتلال فلسطين وتاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

أولاً: الحركة الصهيونية:

1. نشأة الحركة الصهيونية:

– ظهرت الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر كرد فعل على الاضطهاد الذي واجهه اليهود في أوروبا.

– دعا مؤسسو الحركة الصهيونية إلى إنشاء دولة يهودية في فلسطين.

2. وعد بلفور:

– في عام 1917، أصدرت الحكومة البريطانية وعد بلفور، الذي دعم إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

– كان وعد بلفور بمثابة نقطة تحول في تاريخ الحركة الصهيونية ومنحها دفعة قوية.

3. الهجرة اليهودية إلى فلسطين:

– بعد صدور وعد بلفور، زادت الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشكل كبير.

– أدى هذا إلى زيادة التوترات بين اليهود والعرب في فلسطين.

ثانياً: الانتداب البريطاني على فلسطين:

1. فترة الانتداب البريطاني:

– استمر الانتداب البريطاني على فلسطين من عام 1922 إلى عام 1948.

– خلال فترة الانتداب، حاولت بريطانيا إدارة الصراع بين اليهود والعرب.

2. ثورة فلسطين عام 1936:

– في عام 1936، اندلعت ثورة فلسطين ضد الحكم البريطاني والهجرة اليهودية.

– استمرت الثورة لمدة ثلاث سنوات وانتهت بتعزيز السيطرة البريطانية على فلسطين.

3. الحرب العالمية الثانية:

– خلال الحرب العالمية الثانية، وقفت الحركة الصهيونية إلى جانب الحلفاء ضد ألمانيا النازية.

– ساعد هذا الموقف الحركة الصهيونية في كسب تأييد دولي أكبر.

ثالثًا: تقسيم فلسطين:

1. خطة التقسيم:

– في عام 1947، اقترحت الأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين: دولة يهودية ودولة عربية.

– رفضت الدول العربية خطة التقسيم، بينما وافقت عليها الحركة الصهيونية.

2. حرب 1948:

– في عام 1948، اندلعت الحرب بين اليهود والعرب في فلسطين.

– انتهت الحرب بانتصار إسرائيل واحتلالها لمعظم أراضي فلسطين.

3. نكبة فلسطين:

– أدت حرب 1948 إلى نكبة فلسطين، حيث طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم وأراضيهم.

– لا يزال اللاجئون الفلسطينيون يعانون حتى يومنا هذا من آثار النكبة.

رابعًا: الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين:

1. احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة:

– في عام 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة خلال حرب الأيام الستة.

– لا يزال الاحتلال الإسرائيلي لهذه الأراضي مستمراً حتى يومنا هذا.

2. الاستيطان الإسرائيلي:

– منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، شرعت إسرائيل في بناء المستوطنات اليهودية في هذه الأراضي.

– أدى الاستيطان الإسرائيلي إلى مصادرة الأراضي الفلسطينية وتقسيمها.

3. جدار الفصل العنصري:

– في عام 2002، بدأت إسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية.

– يهدف الجدار إلى منع الفلسطينيين من دخول إسرائيل، ولكنه أدى إلى عزل القرى والمدن الفلسطينية.

خامسًا: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني:

1. اتفاقية أوسلو:

– في عام 1993، وقعت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية أوسلو، التي نصت على إنشاء سلطة فلسطينية انتقالية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

– لم تؤد اتفاقية أوسلو إلى حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، واستمرت إسرائيل في احتلال الأراضي الفلسطينية.

2. انتفاضة الأقصى:

– في عام 2000، اندلعت انتفاضة الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي.

– استمرت الانتفاضة لمدة خمس سنوات وانتهت بوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

3. عملية السلام:

– منذ انتفاضة الأقصى، تجري محاولات لإحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

– لم تنجح هذه المحاولات حتى الآن في تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية.

سادسًا: مستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني:

1. حل الدولتين:

– يعتبر حل الدولتين هو الحل الأكثر قبولاً دولياً للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

– ينص هذا الحل على إنشاء دولتين مستقلتين: دولة إسرائيل ودولة فلسطين.

2. عقبات أمام حل الدولتين:

– هناك العديد من العقبات التي تحول دون تحقيق حل الدولتين، بما في ذلك الاستيطان الإسرائيلي والاستيطان اليهودي غير الشرعي في الضفة الغربية.

3. سيناريوهات المستقبل:

– هناك العديد من السيناريوهات المحتملة لمستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بما في ذلك استمرار الاحتلال الإسرائيلي أو اندلاع حرب جديدة.

الخاتمة:

شكل احتلال فلسطين والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي فيه، أطول وأبشع احتلال عرفه التاريخ الحديث، ولم ينجح في منع الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه الطبيعي في المقاومة والصمود، ولم تنجح سياسة العزل والحصار في قمعه أو إسقاطه.

وتأسيسا لما سبق، فلا يخفى على أحد أن الصراع العربي الإسرائيلي في جوهره، هو صراع وجودي فلسطيني، قبل أن يكون صراع حدود أو مناطق محتلة ومناطق متنازع عليها، وان معظم ما حدث في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الحديث، هو محاولات لإنهاء الصراع الوجودي الفلسطيني وإجهاضه، بصرف النظر عن وجهات نظر العرب أو التيارات القومية العربية المتنوعة.

ومن هنا تأتي الأهمية البالغة لوجود وعي عربي فلسطيني وإسلامي ودولي تجاه هذا الاحتلال. ومع ذلك، يمكن القول، إن الصراع ما زال مفتوحاً على جميع الاحتمالات.

أضف تعليق