سعر الزكاة

سعر الزكاة

مقدمة:

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة مالية تؤخذ من المسلم مالك النصاب كل عام، وتُعطى إلى الفقراء والمساكين والعاملين عليها وغيرهم من الأصناف الثمانية الذين حددتهم الشريعة الإسلامية. وقد فرضت الزكاة لعدة أهداف، منها تطهير النفس من البخل والشح، ومساعدة الفقراء والمساكين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وتنمية المجتمع وتقوية أواصر التكافل الاجتماعي.

1. نصاب الزكاة:

النصاب هو مقدار المال أو الذهب أو الفضة الذي يجب أن يتوفر لدى المسلم حتى تجب عليه الزكاة. ويختلف نصاب الزكاة باختلاف نوع المال. فالنصاب في الذهب هو 20 مثقالاً، وفي الفضة هو 200 درهم، وفي النقدين هو ما يعادل قيمتهما. أما نصاب الزكاة في عروض التجارة فهو ما قيمته 200 درهم. ويبدأ حساب نصاب الزكاة من يوم امتلاك المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة، ويُحسب مرة واحدة في كل عام هجري.

2. شروط وجوب الزكاة:

يشترط لوجوب الزكاة توافر عدة شروط، وهي:

– ملكية النصاب: يجب أن يكون المسلم مالكاً للنصاب بشكل كامل، سواء كان المال نقداً أو ذهباً أو فضة أو عروض تجارة.

– تمام الحول: يجب أن يمر على ملكية النصاب سنة كاملة هجرية.

– النماء: يجب أن يكون المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة قد نما خلال السنة، أي زادت قيمتها أو تكاثرت.

– الحرية: يشترط لوجوب الزكاة أن يكون المسلم حراً، فلا تجب الزكاة على العبد أو المكاتب.

– العقل: يشترط لوجوب الزكاة أن يكون المسلم عاقلاً، فلا تجب الزكاة على المجنون أو المعتوه.

– البلوغ: يشترط لوجوب الزكاة أن يكون المسلم بالغاً، فلا تجب الزكاة على الصبي أو الصبية قبل بلوغهما سن الرشد.

3. معدلات الزكاة:

تختلف معدلات الزكاة باختلاف نوع المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة. فمعدل الزكاة في الذهب والفضة هو 2.5% من قيمتهما، وفي النقدين هو 2.5% من قيمتهما، وفي عروض التجارة هو 2.5% من قيمتها. ويجب دفع الزكاة كل عام هجري، ويجوز دفعها قبل حلول موعدها أو بعده، ولكن لا يجوز تأخيرها عن موعدها دون عذر شرعي.

4. مصارف الزكاة:

حددت الشريعة الإسلامية ثمانية مصارف للزكاة، وهي:

– الفقراء: وهم الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

– المساكين: وهم الذين يملكون ما يكفيهم من المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ولكنهم لا يملكون ما يكفيهم من المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة لتوفير سبل العيش الكريم لهم ولأسرهم.

– العاملين عليها: وهم الذين يعملون على جمع وتوزيع الزكاة، مثل العاملين في بيت المال أو اللجان الخيرية.

– المؤلفة قلوبهم: وهم الذين يحتاجون إلى المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة حتى يدخلوا في الإسلام أو يثبتوا فيه.

– في الرقاب: وهم الذين يحتاجون إلى المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة حتى يعتقوا أنفسهم من الرق أو من سادة قساة.

– الغارمين: وهم الذين عليهم ديون لا يستطيعون سدادها.

– في سبيل الله: وهم الذين يحتاجون إلى المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة حتى يجاهدوا في سبيل الله أو ينشروا الدعوة الإسلامية.

– ابن السبيل: وهو المسافر الذي يحتاج إلى المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة حتى يكمل سفره.

5. كيفية حساب الزكاة:

لحساب الزكاة، يجب اتباع الخطوات التالية:

– تحديد نوع المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة المراد إخراج الزكاة منه.

– تحديد قيمة المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة المراد إخراج الزكاة منه.

– تحديد معدل الزكاة المقرر على نوع المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة المراد إخراج الزكاة منه.

– ضرب قيمة المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة المراد إخراج الزكاة منه في معدل الزكاة المقرر، ومن ثم يكون الناتج هو مقدار الزكاة الواجب دفعه.

6. أهمية الزكاة:

للزكاة أهمية كبيرة في المجتمع الإسلامي، ومن أهميتها:

– تطهير النفس من البخل والشح.

– مساعدة الفقراء والمساكين على تلبية احتياجاتهم الأساسية.

– تنمية المجتمع وتقوية أواصر التكافل الاجتماعي.

– تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الفوارق بين أفراد المجتمع.

– نشر الدعوة الإسلامية وإعلاء كلمة الله في الأرض.

7. فضل الزكاة:

للزكاة فضل كبير عند الله تعالى، ومن فضلها:

– أنها تطهر النفس من البخل والشح.

– أنها تكفر عن الذنوب والمعاصي.

– أنها تزيد في الرزق وتبارك فيه.

– أنها تيسر الحساب والعقاب يوم القيامة.

– أنها سبب لدخول الجنة والفوز برضا الله تعالى.

خاتمة:

الزكاة هي فريضة مالية عظيمة فرضها الله تعالى على المسلمين تطهيراً لنفوسهم من البخل والشح، ومساعدة للفقراء والمساكين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وتنمية المجتمع وتقوية أواصر التكافل الاجتماعي. وقد حددت الشريعة الإسلامية نصاب الزكاة، وشروط وجوبها، ومعدلاتها، ومصارفها، وكيفية حسابها، وأهميتها، وفضلها. ويجب على كل مسلم أن يحرص على إخراج الزكاة في موعدها، وأن يؤديها على أكمل وجه، حتى ينال أجرها العظيم عند الله تعالى.

أضف تعليق