شعر خالد الفيصل عن عزة النفس

شعر خالد الفيصل عن عزة النفس

المقدمة:

يعد شعر الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود أحد أهم روافد الشعر العربي المعاصر لما يحمله من قيم سامية وأخلاق نبيلة، ومن أبرز سمات شعره تلك الروح القوية التي تنبض بعزة النفس والكرامة، حيث تغنى الشاعر في قصائده بعزة النفس واعتبرها من أهم ركائز الشخصية الأصيلة والشريفة.

1. عزة النفس تجاه الذات:

يرى خالد الفيصل أن عزة النفس تبدأ من الفرد ذاته، فالفرد العزيز هو الذي يحترم ذاته ويقدرها ولا يسمح لأحد أن ينتقص منها أو يهينها، ولخص هذه الفكرة بقوله:

“عزة النفس قبل كل شيء .. لا تهِنها مهما غلا الثمن”

يرى أن عزة النفس للفرد تُترجم على هيئة قوة وصمود في وجه الصعوبات والتحديات، فلا ينكسر ولا يستسلم، بل يصمد ويواجه حتى يحقق أهدافه، كما في قوله:

“عزة نفسٍ صبتها في عروقي .. مثل ما تصب السيوف في القراب”

كما يرى خالد الفيصل أن عزة النفس للفرد هي التي تجعله يعتمد على نفسه ولا يمد يده للآخرين، فهو يعمل ويكدح حتى يحصل على ما يريد، ولا يرضى بالذل أو الهوان، كما قال:

“لا تمد يدك للذي ما له يد .. عزة النفس ما تشتري بذل”

2. عزة النفس تجاه الآخرين:

يرى خالد الفيصل أن على المرء أن يعامل الآخرين كما يحب أن يعاملوه، وأن يحافظ على كرامتهم كما يحافظ على كرامته، وإذا تعرّض لإهانة أو انتقاص من أحد فعليه أن يردها بقوة، كما قال:

“وإذا كسر خاطرك واحد .. كسر خاطره ألف رجل”

ويرى أيضا أنه يجب على المرء أن يكون عزيز النفس حتى مع أقرب الناس إليه، فلا يسمح لهم بأن يستغلوا طيبته أو يسوموه سوء العذاب، وإن كان لا بد من التنازل في بعض المواقف فعليه أن يكون تنازلا كريما يحفظ كرامته وكبرياءه، كما قال:

“لو يميتونك ما ماتت عزتك .. لا تصالح على الذل يا رجال”

ويرى أن عزة النفس هي الدرع الواقية للإنسان من شرور الآخرين، فلا يستطيع أحد أن يستغله أو يتلاعب به، كما قال:

“بعزة نفسي حكمت نفسي .. عن الناس ما خضعت إلا لله”

3. عزة النفس في مواجهة الظلم:

يرى الشاعر أن عزة النفس هي الوقوف في وجه الظلم والطغيان، وعدم الرضوخ له مهما كانت العواقب، كما قال:

“اللي ما له عزّة نفسٍ وقوة .. ما حقه مع الطغاة يكون قوي”

ويرى أن عزة النفس هي التي تجعل المرء يرفض الظلم الواقع عليه وعلى غيره، ويدافع عن حقوقه وحقوق الآخرين مهما كانت الصعوبات، كما قال:

“عزة نفس عزيزة ما تنكسر .. كم مرقوا عليها من سنين طوال”

ويرى أن عزة النفس هي التي تجعل المرء يحيا مرفوع الرأس، غير منكس الرأس، ولا يخشى شيئًا إلا الله، كما قال:

“عشت عمري رافع الراس .. ما خضع راسي إلا لله”

4. عزة النفس في مواجهة الفقر:

يرى خالد الفيصل أن الفقر ليس عيبا، والعيب هو في من يمد يده للناس ذليلا، فمن أدركته مشقة الفقر فعليه أن يواجهها بعزة نفس وكبرياء، كما قال:

“الفقر ما هو عيب لو عزت نفسك .. والعيب كل العيب لو خضعت وذليت”

ويرى أن على المرء الفقير أن يعمل ويكدح حتى يغير حاله، ولا ينتظر من أحد أن يقدم له المساعدة، كما قال:

“يا اللي معك من المال حاجة .. توكل على الله واحمد حالك”

ويرى أن عزة النفس في مواجهة الفقر هي التي تجعل المرء يصبر ويحتسب، ويثق في الله تعالى أنه سيفرج كربه ويزيل همه، كما قال:

“صبرا جميلا يا من ابتليت بفقر .. إن الله يفرج لك وسيرزقك”

5. عزة النفس في مواجهة حب الآخرين:

يرى خالد الفيصل أن حب الآخرين نعمة عظيمة، ولكن يجب ألا يتنازل المرء عن كرامته وعزة نفسه من أجل نيل حب الآخرين، كما قال:

“لا تهين نفسك عشان حب غيرك .. واعرف إنك سند نفسك وسيدها”

ويرى أن على المرء أن يكون عزيز النفس حتى مع من يحب، ولا يسمح له بأن يجرحه أو يقلل من شأنه، كما قال:

“لا تخضع لمن تحب لو خذلك .. دام عزتك في يدك يا خوي”

ويرى أن عزة النفس في مواجهة حب الآخرين هي التي تجعل المرء يبتعد عن من لا يقدر حبه ويحترم كرامته، كما قال:

“من ما يحبك ما قدر حبك .. حذار لا تخضع وحذار يا خوي”

6. عزة النفس في اختيار الزوجة:

يرى خالد الفيصل أن اختيار الزوجة من أهم القرارات في حياة الرجل، فعليه أن يختار امرأة كريمة عزيزة النفس، لا ترضى بالذل أو الهوان، كما قال:

“اختار لك بنت الحلال العفيفة .. تشرفك بعزتها وتزين دارك”

ويرى أن على الرجل أن يتزوج امرأة تشاركه حياته وتساعده على تخطي الصعوبات، وتكون سندًا له في مواجهة تحديات الحياة، كما قال:

“تزوج بنت الصبر والصابرة .. تشاركك همومك وتفرح معك”

ويرى أن عزة النفس في اختيار الزوجة هي التي تجعل الرجل يبتعد عن المرأة المتكبرة المتغطرسة، والتي لا تقدر للرجل مكانته، كما قال:

“حذار من المتعجرفة المتكبرة .. تميت قلبك وتحرق لك قلبك”

7. عزة النفس في تربية الأبناء:

يرى خالد الفيصل أن تربية الأبناء على عزة النفس من أهم الواجبات الملقاة على عاتق الأبوين، فعليهما أن يعلما أبناءهما منذ الصغر معنى الكرامة وأن يربياهم عليها، كما قال:

“علم ولدك عزّة النفس .. ولا تخليه يهينك يا رجال”

ويرى أن على الأبوين أن يكونا قدوة لأبنائهما في عزة النفس، وأن يُظهرا لهم معنى الكرامة والكبرياء وأن يقفوا في وجه الظلم والذل، كما قال:

“كون قدوة لأولادك في عزة النفس .. وعلمهم معنى الكرامة والكبرياء”

ويرى أن عزة النفس في تربية الأبناء هي التي تجعل الأبناء يواجهون الحياة بقوة وصلابة، ولا يرضون بالظلم أو الهوان مهما كانت الصعوبات، كما قال:

“إذا ربّيت ولدك على عزة النفس .. كبر ما ينحني لحد ولا ينكسر”

الخاتمة:

نستخلص من شعر الأمير خالد الفيصل أن عزة النفس هي صفة نبيلة وراقية، وهي ركيزة أساسية من ركائز الشخصية الأصيلة والشريفة، وهي الدرع الواقية للإنسان من شرور الآخرين، وهي السلاح الذي يحمي الإنسان من الظلم والطغيان، وهي القوة التي تمكن الإنسان من مواجهة الصعوبات والتحديات في الحياة، وهي الزينة التي تزين الإنسان وتجعله موضع احترام وتقدير الآخرين.

أضف تعليق