صحة حديث اللهم اني اعوذ بك من الهم والحز

صحة حديث اللهم اني اعوذ بك من الهم والحز

المقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛ فإن حديث “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن” من الأحاديث الشريفة التي وردت في السنة النبوية، وهو من الأدعية المشهورة التي يتضرع بها المسلمون إلى الله تعالى طلبًا لرفع الهموم والأحزان عنهم. وفي هذا المقال، سنتناول صحة هذا الحديث الكريم، وسنستعرض بعض الآثار الواردة فيه، وسنذكر بعض الدروس والعبر المستفادة منه.

صحة الحديث:

اختلف العلماء في صحة حديث “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن” على قولين:

القول الأول: ذهب جمهور العلماء إلى أن الحديث صحيح، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– أخرجه الترمذي في سننه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وقال: “هذا حديث حسن صحيح”.

– ذكره ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري” وقال: “أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عمر مرفوعًا”.

– رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وقال: “إسناده جيد”.

القول الثاني: ذهب بعض العلماء إلى أن الحديث ضعيف، واستدلوا على ذلك بما يلي:

– قال ابن الجوزي في “العلل المتناهية”: “إسناده ضعيف”.

– قال ابن القيم في “زاد المعاد”: “إسناده ضعيف”.

والراجح هو القول الأول القائل بصحة الحديث، فقد رواه جماعة من الصحابة، وصححه عدد من العلماء، وورد في بعض المصنفات الحديثية المعتبرة.

آثار الحديث:

وردت آثار كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل هذا الدعاء، ومنها:

– عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال”.

– عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول: اللهم إني وضعت جنبي، فإن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين”.

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله تعالى من عذاب القبر، ومن جوع الدنيا، ومن فتنة المحيا والممات”.

الدروس والعبر:

يمكن الاستفادة من حديث “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن” بالعديد من الدروس والعبر، ومنها:

– تعليم المسلمين الاستعاذة بالله تعالى من الهم والحزن، فهو وحده القادر على كشف الهموم وإزالة الأحزان.

– بيان أهمية اللجوء إلى الله تعالى عند مواجهة أي هم أو حزن، فهو وحده الذي يستطيع تبديل الحال من ضيق إلى سعة ومن حزن إلى فرح.

– دليل على أن الهم والحزن من الأمور التي تكدر صفو الحياة وتجلب البلاء للمسلمين، ولذلك فإن الاستعاذة منهما أمرٌ مشروع ومستحب.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن حديث “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن” من الأحاديث الصحيحة التي وردت في السنة النبوية، وهو من الأدعية المشهورة التي يتضرع بها المسلمون إلى الله تعالى طلبًا لرفع الهموم والأحزان عنهم. وقد ذكرنا في هذا المقال صحة الحديث وآثاره والدروس والعبر المستفادة منه، نسأل الله تعالى أن يرفع عنا الهموم والأحزان وأن يبدل حالنا من ضيق إلى سعة ومن حزن إلى فرح.

أضف تعليق