صور عن الاجتهاد

صور عن الاجتهاد

مقدّمة:

إنّ الاجتهاد هو بذل الجهد والطاقة في طلب العلم والمعرفة، واستنباط الأحكام الشرعيّة من أدلّتها التفصيليّة، وهو من أهمّ العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى الله تعالى، وقد حثّ الإسلام على الاجتهاد وجعله فريضة على كلّ مسلم ومسلمة قادرين على ذلك، لما له من أهميّة كبيرة في فهم النصوص الشرعيّة واستنباط الأحكام الجديدة منها، وفي هذه المقالة سوف نتناول صورًا مختلفة عن الاجتهاد، وكيف يمكن للمسلم أن يجتهد في دينه.

الفقرة الأولى: الاجتهاد في طلب العلم:

1. الاجتهاد في طلب العلم هو من أهمّ صور الاجتهاد، وهو واجب على كلّ مسلم ومسلمة قادرين على ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة”، والعلوم التي يجب الاجتهاد في طلبها هي العلوم الشرعيّة كالتفسير والحديث والفقه والتاريخ الإسلامي والسيرة النبوية، وكذلك العلوم اللغويّة والعلميّة النافعة.

2. ومن صور الاجتهاد في طلب العلم الحرص على حضور مجالس العلم والندوات والمحاضرات، والاستماع إلى أهل العلم والاستفادة منهم، وكذلك المطالعة في الكتب والمراجع العلميّة، والبحث والتحقيق في المسائل العلميّة والشرعيّة، والاستزادة من العلم والمعرفة.

3. ويجب على المسلم أن يجتهد في طلب العلم حتى بلوغ مرتبة الاجتهاد، قال الإمام الشافعي رحمه الله: “من لم يجتهد في طلب العلم لم يبلغ مرتبة الاجتهاد”، والاجتهاد في طلب العلم لا يقتصر على العلماء فقط، بل يجب على كلّ مسلم ومسلمة أن يجتهدوا في طلب العلم قدر استطاعتهم.

الفقرة الثانية: الاجتهاد في العمل:

1. الاجتهاد في العمل هو من أهمّ صور الاجتهاد، وهو بذل الجهد والطاقة في أداء الأعمال على أكمل وجه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”، والعمل الذي يجب الاجتهاد فيه هو العمل الصالح الذي يرضي الله تعالى، ومن ذلك أداء العبادات المفروضة والنوافل، والعمل في مجالٍ نافعٍ للمجتمع كالطب والهندسة والتعليم وغيرها.

2. ومن صور الاجتهاد في العمل الإتقان والجودة في أداء الأعمال، والحرص على إخراج العمل على أكمل وجه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”، ومن ذلك الحرص على إتقان العمل في الوظيفة أو في مجال الأعمال الحرّة، أو في أيّ عملٍ يقوم به المسلم.

3. ويجب على المسلم أن يجتهد في العمل حتى بلوغ مرتبة الإتقان والجودة، قال الشاعر: “ومن طلب العلياء لم يُنلها إلاّ المُتمنّي والساعي المُجِدُ”، والإجادة في العمل لا تقتصر على العمال والفنيين فقط، بل يجب على كلّ مسلم ومسلمة أن يجتهدوا في إتقان أعمالهم قدر استطاعتهم.

الفقرة الثالثة: الاجتهاد في الجهاد:

1. الاجتهاد في الجهاد هو من أهمّ صور الاجتهاد، وهو بذل الجهد والطاقة في سبيل نصرة الإسلام والذود عن حياضه، قال الله تعالى: “وجاهدوا في سبيل الله حقّ جهاده”، والجهاد قسمان: جهاد أكبر وجهاد أصغر، فالجهاد الأكبر هو الجهاد ضد النفس والهوى والشيطان، والجهاد الأصغر هو الجهاد ضد الأعداء في سبيل الله تعالى.

2. ومن صور الاجتهاد في الجهاد المشاركة في المعارك والقتال ضد الأعداء، والدفاع عن الدين والوطن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلوات، وذروته الجهاد”، وكذلك المشاركة في الجهاد الإعلامي والفكري ضد أعداء الإسلام، ونشر الدعوة الإسلامية بين الناس.

3. ويجب على المسلم أن يجتهد في الجهاد قدر استطاعته، قال الله تعالى: “لا يُكلّف الله نفسًا إلاّ وسْعَها”، فمن كان قادرًا على القتال والجهاد بالسيف وجب عليه ذلك، ومن كان غير قادر على ذلك فعليه الجهاد بالمال والدعاء والنصرة.

الفقرة الرابعة: الاجتهاد في الدعوة إلى الله:

1. الدعوة إلى الله من أهمّ صور الاجتهاد، وهي بذل الجهد والطاقة في سبيل نشر الإسلام بين الناس، ودعوتهم إلى عبادة الله تعالى وتوحيده، قال الله تعالى: “ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة”، والدعوة إلى الله واجبة على كلّ مسلم ومسلمة قادرين على ذلك.

2. ومن صور الاجتهاد في الدعوة إلى الله الحديث مع الناس عن الإسلام ودعوتهم إلى اعتناقه، والمشاركة في الدورات والبرامج الدعويّة، وتوزيع الكتب والأشرطة الإسلاميّة، وكذلك الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الدعوة الإسلاميّة بين الناس.

3. ويجب على المسلم أن يجتهد في الدعوة إلى الله قدر استطاعته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بلغوا عنّي ولو آية”، والاجتهاد في الدعوة إلى الله لا يقتصر على الدعاة فقط، بل يجب على كلّ مسلم ومسلمة أن يجتهدوا في الدعوة إلى الله قدر استطاعتهم.

الفقرة الخامسة: الاجتهاد في الإصلاح:

1. الإصلاح من أهمّ صور الاجتهاد، وهو بذل الجهد والطاقة في سبيل إصلاح المجتمع وتخليصه من المفاسد والمنكرات، قال الله تعالى: “وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ”، والإصلاح واجب على كلّ مسلم ومسلمة قادرين على ذلك.

2. ومن صور الاجتهاد في الإصلاح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمشاركة في الجمعيات والمؤسسات الإصلاحيّة، والعمل على نشر القيم والأخلاق الفاضلة بين الناس، وكذلك المساهمة في إصلاح البيئة وحمايتها.

3. ويجب على المسلم أن يجتهد في الإصلاح قدر استطاعته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرًا فليُغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”، والاجتهاد في الإصلاح لا يقتصر على المصلحين الاجتماعيين فقط، بل يجب على كلّ مسلم ومسلمة أن يجتهدوا في إصلاح المجتمع قدر استطاعتهم.

الفقرة السادسة: الاجتهاد في الصبر:

1. الصبر من أهمّ صور الاجتهاد، وهو بذل الجهد والطاقة في تحمل المشاق والابتلاءات التي يواجهها المسلم في حياته، قال الله تعالى: “وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”، والصبر واجب على كلّ مسلم ومسلمة.

4. ومن صور الاجتهاد في الصبر تحمل المصائب والابتلاءات التي يواجهها المسلم في حياته، كما صبر أيوب عليه السلام على ابتلاءاته، وكذلك الصبر على الطاعات والعبادات، والصبر على أذى الناس وظلمهم، والصبر على الفقر والمرض والبلاء.

4. ويجب على المسلم أن يجتهد في الصبر قدر استطاعته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر نصف الإيمان”، والصبر لا يقتصر على الصابرين فقط، بل يجب على كلّ مسلم ومسلمة أن يجتهدوا في الصبر قدر استطاعتهم.

الفقرة السابعة: الاجتهاد في الشكر:

1. الشكر من أهمّ صور الاجتهاد، وهو بذل الجهد والطاقة في حمد الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، قال الله تعالى: “وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”، والشكر واجب على كلّ مسلم ومسلمة.

2. ومن صور الاجتهاد في الشكر حمد الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، والثناء عليه والثناء على ما أنعم به على عباده، وكذلك شكر الناس على إحسانهم وجميل صنيعهم، وشكر الوالدين على تربيتهما ورعايتهما.

3.

أضف تعليق