صور عن التوبة

صور عن التوبة

مقدمة

التوبة هي الرجوع عن الذنب إلى حسن الطاعة، وهي واجبة على المسلم إذا أتى ما نهى عنه الله تعالى، أو ترك ما أمره به، وذلك لقول الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، والتوبة لها شروط وأركان يجب استيفاؤها حتى تكون صحيحة ومقبولة عند الله تعالى.

أسباب التوبة

وقد ذكر العلماء أسباباً مختلفة للتوبة، من أهمها:

1. الخوف من الله تعالى:

فمن خاف الله تعالى تاب إليه من الذنوب، فهو يعلم أن الله تعالى قادر على عقابه في الدنيا والآخرة، وأنه لا ينجو من عقابه أحد، وذلك لقول الله تعالى: {فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تُكْذِبُونَ} [الدخان: 47].

2. الرجاء في رحمة الله تعالى:

فمن رجا رحمة الله تعالى تاب إليه من الذنوب، فهو يعلم أن الله تعالى رحيم بعباده، وأن رحمته واسعة، وأنه يقبل التوبة من عباده إذا تابوا إليه، وذلك لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25].

3. حب الله تعالى:

فمن أحب الله تعالى تاب إليه من الذنوب، فهو يعلم أن الله تعالى يحب عباده التوابين، وأنهم أقرب الناس إليه، وذلك لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

شروط التوبة

وقد ذكر العلماء شروطاً مختلفة للتوبة، من أهمها:

1. الإقلاع عن الذنب:

وذلك بأن يترك العاصي الذنب الذي أوقعه في المعصية، ولا يعود إليه مرة أخرى، وذلك لقول الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ كُلِّ ذُنُوبِكُمْ} [الأحزاب: 71].

2. الندم على الذنب:

وذلك بأن يحزن العاصي على الذنب الذي أوقعه في المعصية، ويتمنى لو أنه لم يفعله، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “التوبة من الذنب الندم عليه” [رواه أحمد].

3. العزم على عدم العودة إلى الذنب:

وذلك بأن ينوي العاصي ألا يعود إلى الذنب الذي أوقعه في المعصية مرة أخرى، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “التوبة النصوح أن يتوب العبد من ذنبه ثم لا يعود إليه أبداً” [رواه ابن ماجه].

أركان التوبة

وقد ذكر العلماء أركاناً مختلفة للتوبة، من أهمها:

1. القلب:

وهو أن ينوي العبد التوبة إلى الله تعالى من ذنوبه.

2. اللسان:

وهو أن يقر العبد بلسانه بالتوبة إلى الله تعالى من ذنوبه.

3. الجوارح:

وهو أن يترك العبد الذنوب التي أوقعه في المعصية، ولا يعود إليها مرة أخرى.

صور التوبة

والتوبة إلى الله تعالى لها صور عديدة، من أهمها:

1. التوبة من الذنوب:

وهي أن يتوب العبد من الذنوب التي ارتكبها، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، وذلك لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً} [النساء: 110].

2. التوبة من الكفر:

وهي أن يتوب العبد من الكفر الذي كان عليه، ويدخل في الإسلام، وذلك لقول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 56].

3. التوبة من الفسوق:

وهي أن يتوب العبد من الفسوق الذي كان عليه، ويتق الله تعالى، وذلك لقول الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].

4. التوبة من النفاق:

وهي أن يتوب العبد من النفاق الذي كان عليه، ويخلص لله تعالى، وذلك لقول الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً} [النساء: 145].

5. التوبة من الظلم:

وهي أن يتوب العبد من الظلم الذي كان عليه، ويعدل بين الناس، وذلك لقول الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن: 9].

6. التوبة من الكذب:

وهي أن يتوب العبد من الكذب الذي كان عليه، ويصدق في قوله وفعله، وذلك لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].

7. التوبة من الغيبة والنميمة:

وهي أن يتوب العبد من الغيبة والنميمة التي كان عليه، ويكف لسانه عن الناس، وذلك لقول الله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12].

خاتمة

التوبة واجبة على كل مسلم، وهي سبب لغفران الذنوب، وتحصين الإنسان من الوقوع فيها مرة أخرى، وهي سبب لدخول الجنة، وذلك لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

أضف تعليق