المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه خاتم المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الدعاء هو عبادة عظيمة، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثنا الله تعالى على الدعاء في العديد من الآيات القرآنية، ومنها قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].
وإن من أعظم الأدعية وأفضلها هو دعاء قضاء الحاجة، فالحاجة هي كل ما يحتاجه الإنسان في حياته من أمور الدنيا والآخرة، وقد أمرنا الله تعالى أن ندعوه في كل حاجة، وضمن لنا الاستجابة، فقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
أنواع الحاجات
الحاجات التي يدعو بها العبد ربه كثيرة ومتنوعة، ويمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين:
1. الحاجات الدنيوية:
وهي الحاجات التي تتعلق بمعاش الإنسان في الدنيا، مثل الصحة والرزق والزوجة والولد والمسكن والسيارة وغير ذلك.
الفقرة الأولى:
إن الحاجات الدنيوية هي من نعم الله تعالى على عباده، ولكنها لا ينبغي أن تكون هدف العبد الوحيد في الحياة، بل ينبغي أن يحرص العبد على طلب الحاجات الدنيوية مع طلب الحاجات الأخروية، وذلك لأن الحاجات الأخروية هي التي ستدوم للإنسان في الآخرة، بينما الحاجات الدنيوية فهي زائلة وفانية.
الفقرة الثانية:
ومن الآداب التي ينبغي مراعاتها عند الدعاء بقضاء الحاجة الدنيوية: الإلحاح في الدعاء، والتضرع إلى الله تعالى، واليقين بالاستجابة، والرضا بقضاء الله تعالى، وعدم اليأس أو القنوط.
الفقرة الثالثة:
ومن أدعية قضاء الحاجة الدنيوية: “اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب، اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك، اللهم ارزقني رزقًا طيبًا حلالًا كثيرًا مباركًا فيه، اللهم ارزقني الزوجة الصالحة والذرية الصالحة، اللهم ارزقني المسكن المبارك والسيارة المباركة، اللهم ارزقني الصحة والعافية، اللهم ارزقني العلم النافع والعمل الصالح”.
2. الحاجات الأخروية:
وهي الحاجات التي تتعلق بسعادة الإنسان في الآخرة، مثل المغفرة والرحمة والجنة وغير ذلك.
الفقرة الأولى:
إن الحاجات الأخروية هي أعظم وأجل من الحاجات الدنيوية، لأنها هي التي ستدوم للإنسان في الآخرة، بينما الحاجات الدنيوية فهي زائلة وفانية.
الفقرة الثانية:
ومن الآداب التي ينبغي مراعاتها عند الدعاء بقضاء الحاجة الأخروية: الإخلاص لله تعالى، والخشوع والتذلل، والبكاء والتضرع، واليقين بالاستجابة، والرضا بقضاء الله تعالى، وعدم اليأس أو القنوط.
الفقرة الثالثة:
ومن أدعية قضاء الحاجة الأخروية: “اللهم اغفر لي ذنوبي، اللهم ارحمني، اللهم أدخلني الجنة، اللهم نجني من النار، اللهم ارزقني حسن الخاتمة، اللهم اجعلني من عبادك الصالحين، اللهم اجعلني من أهل الجنة، اللهم اجعلني من المقربين إليك، اللهم اجعلني من الفائزين برضاك”.
أهمية دعاء قضاء الحاجة
دعاء قضاء الحاجة له أهمية كبيرة في حياة المسلم، ومن أهم فوائده:
1. التقرب إلى الله تعالى:
إن الدعاء هو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فإذا دعا العبد ربه بقضاء حاجته، فإنه بذلك يقر بقدرته تعالى على قضاء الحاجات، ويظهر ضعفه وافتقاره إليه.
الفقرة الثانية:
ومن الآثار الإيجابية لدعاء قضاء الحاجة أن يزيد من إيمان العبد بالله تعالى، ويقوي صلته به، ويحسن ظنه به، ويجعله أكثر طاعة له وأكثر خشية منه.
الفقرة الثالثة:
ومن الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة لدعاء قضاء الحاجة: “اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي”.
2. تفريج الكروب:
إن الدعاء بقضاء الحاجة سبب لتفريج الكروب وإزالة الهموم، فإذا دعا العبد ربه بقضاء حاجته، فإنه بذلك يضع ثقته في الله تعالى، ويعلّق قلبه به، ويتوكل عليه، وهذا من شأنه أن يفرج كربه ويزيل همه.
الفقرة الثانية:
ومن الآثار الإيجابية لدعاء قضاء الحاجة أن يزيد من صبر العبد على البلاء، ويقوي عزيمته، ويجعله أكثر قدرة على مواجهة الصعوبات والتحديات.
الفقرة الثالثة:
ومن الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة لدعاء قضاء الحاجة: “اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، اقض حاجتي، وفرج كربي، وأزل همي، ونفس عني ضيقي”.
3. استجابة الدعاء:
إن الله تعالى يستجيب دعاء العبد إذا دعا ربه بقضاء حاجته، فإذا دعا العبد ربه بقضاء حاجته، فإنه بذلك يتضرع إليه ويتذلل له، وهذا من شأنه أن يجعل الله تعالى يستجيب دعاءه.
الفقرة الثانية:
ومن الآثار الإيجابية لدعاء قضاء الحاجة أن يزيد من ثقة العبد بالله تعالى، ويقوي يقينه باستجابته، ويجعله أكثر شكرًا له على نعمه.
الفقرة الثالثة:
ومن الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة لدعاء قضاء الحاجة: “اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، أن تقضي حاجتي”.
آداب دعاء قضاء الحاجة
هناك بعض الآداب التي ينبغي مراعاتها عند الدعاء بقضاء الحاجة، ومن أهم هذه الآداب:
1. الإخلاص لله تعالى:
أن يكون الداعي مخلصًا في دعائه لله تعالى، فلا يدعو أحدًا غيره، ولا يشرك به أحدًا في دعائه.
الفقرة الثانية:
ومن الآثار الإيجابية للإخلاص في الدعاء بقضاء الحاجة أن يزيد من استجابة الدعاء، ويقرب العبد من الله تعالى، ويجعله أكثر محبة له.
الفقرة الثالثة:
ومن الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة لدعاء قضاء الحاجة: “اللهم إني أدعوك وأتوجه إليك، وأسألك بكل اسم هو لك، أن تقضي حاجتي”.
2. اليقين بالإجابة:
أن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، فلا يدعو وهو متردد أو متشكك في استجابة الله تعالى.
الفقرة الثانية:
ومن الآثار الإيجابية لليقين بالإجابة في الدعاء بقضاء الحاجة أن يزيد من استجابة الدعاء، ويقوي ثقة العبد بالله تعالى، ويجعله أكثر صبرًا على البلاء.
الفقرة الثالثة:
ومن الأدعية التي وردت في السنة النبوية الشريفة لدعاء قضاء الحاجة: “اللهم إني أسألك وأنا موقن بالإجابة، وأدعوك وأنا على يقين بالاستجابة”.