عدد المسلمين في روسيا

عدد المسلمين في روسيا

مقدمة

يُعد الإسلام ثاني أكبر ديانة في روسيا بعد المسيحية الأرثوذكسية، ويبلغ عدد المسلمين في روسيا حوالي 20 مليون مسلم، ويشكلون حوالي 14% من إجمالي سكان البلاد، ويتوزع المسلمون في روسيا في جميع المناطق، ولكنهم يتركزون بشكل رئيسي في المناطق الجنوبية والشرقية، وخاصة في جمهوريات شمال القوقاز، مثل الشيشان، وإنغوشيا، وداغستان، وكاباردينو-بالكاريا، وقراتشاي-تشركيسيا، وأديغيا.

تاريخ الإسلام في روسيا

يعود تاريخ الإسلام في روسيا إلى القرن السابع الميلادي، عندما وصل المسلمون الأوائل إلى منطقة القوقاز، وفي القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، أسس المسلمون دولة الخزر، والتي كانت أول دولة إسلامية في منطقة شرق أوروبا، وفي القرن الثالث عشر الميلادي، غزا المغول روسيا، وحكموها لمدة قرنين من الزمان، وخلال هذه الفترة، انتشر الإسلام بين بعض القبائل التركية والمغولية التي كانت تعيش في روسيا، وفي القرن السادس عشر الميلادي، ضمت روسيا خانات قازان وخانات أستراخان، وهما دولتان إسلاميتان كانتا تقعان على نهر الفولغا، ونتيجة لذلك، زاد عدد المسلمين في روسيا بشكل كبير.

المسلمون في روسيا اليوم

يعيش المسلمون في روسيا اليوم في جميع المناطق، ولكنهم يتركزون بشكل رئيسي في المناطق الجنوبية والشرقية، وخاصة في جمهوريات شمال القوقاز، مثل الشيشان، وإنغوشيا، وداغستان، وكاباردينو-بالكاريا، وقراتشاي-تشركيسيا، وأديغيا، ويشكل المسلمون أغلبية السكان في هذه الجمهوريات، ويتمتع المسلمون في روسيا بحرية الدين، ويسمح لهم ببناء المساجد والمدارس الدينية، ويوجد في روسيا حوالي 8 آلاف مسجد، وأكثر من 100 مدرسة دينية إسلامية.

التحديات التي تواجه المسلمين في روسيا

يواجه المسلمون في روسيا بعض التحديات، ومن أهم هذه التحديات:

الإسلاموفوبيا: توجد في روسيا بعض الجماعات المتطرفة التي تنشر الكراهية ضد المسلمين، وتدعو إلى التمييز ضدهم.

التمييز: يعاني المسلمون في روسيا من بعض أشكال التمييز في مجالات التعليم والتوظيف والإسكان، ويواجهون صعوبات في الحصول على الوظائف المناسبة أو شراء المنازل في بعض المناطق.

الهجمات الإرهابية: تعرض المسلمون في روسيا لبعض الهجمات الإرهابية، والتي أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الأبرياء.

جهود الحكومة الروسية لمعالجة التحديات التي تواجه المسلمين

تبذل الحكومة الروسية بعض الجهود لمعالجة التحديات التي تواجه المسلمين، ومن أهم هذه الجهود:

إنشاء مجلس الشؤون الدينية: أنشأت الحكومة الروسية مجلس الشؤون الدينية، والذي يضم ممثلين من جميع الديانات الرئيسية في البلاد، ويهدف المجلس إلى تعزيز الحوار بين الأديان والتصدي للكراهية والتطرف الديني.

إصدار قانون مكافحة التمييز: أصدرت الحكومة الروسية قانونًا يحظر التمييز على أساس الدين، ويضمن حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن دينهم.

تعاون الحكومة مع الجالية الإسلامية: تتعاون الحكومة الروسية مع الجالية الإسلامية في البلاد من أجل معالجة التحديات التي تواجه المسلمين، ووضع برامج لتحسين أوضاعهم.

دور المسلمين في المجتمع الروسي

يلعب المسلمون في روسيا دورًا مهمًا في المجتمع، ويساهمون في جميع مجالات الحياة، ومن أهم المجالات التي يشارك فيها المسلمون:

الاقتصاد: يساهم المسلمون في روسيا في النشاط الاقتصادي للبلاد، ويعملون في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك التجارة والصناعة والزراعة.

التعليم: يشارك المسلمون في روسيا في التعليم، ويعملون كمدرسين ومدراء مدارس وجامعات، ويدرسون مواد مختلفة، بما في ذلك اللغة العربية والدراسات الإسلامية.

الثقافة: يساهم المسلمون في روسيا في الثقافة الروسية، وينتجون الأعمال الأدبية والفنية التي تعكس هويتهم الإسلامية، ويشاركون في الفعاليات الثقافية التي تقام في البلاد.

مستقبل الإسلام في روسيا

يواجه الإسلام في روسيا بعض التحديات، ولكن هناك أيضًا العديد من العوامل التي تدعم نمو الإسلام في البلاد، ومن أهم هذه العوامل:

الزيادة الطبيعية: يزداد عدد المسلمين في روسيا بشكل طبيعي، بسبب ارتفاع معدل المواليد بين المسلمين مقارنة بالمجموعات الدينية الأخرى.

الهجرة: يهاجر عدد كبير من المسلمين إلى روسيا من دول آسيا الوسطى ودول القوقاز، وهذا يساهم في زيادة عدد المسلمين في البلاد.

العودة إلى الإسلام: يعود بعض الروس الذين تركوا الإسلام إلى دينهم الأصلي، وهذا يساهم أيضًا في زيادة عدد المسلمين في البلاد.

الخاتمة

يُعد الإسلام ثاني أكبر ديانة في روسيا بعد المسيحية الأرثوذكسية، ويبلغ عدد المسلمين في روسيا حوالي 20 مليون مسلم، ويشكلون حوالي 14% من إجمالي سكان البلاد، ويواجه المسلمون في روسيا بعض التحديات، ولكن هناك أيضًا العديد من العوامل التي تدعم نمو الإسلام في البلاد، ومن المتوقع أن يزداد عدد المسلمين في روسيا في السنوات القادمة.

أضف تعليق