قلعة وادرين.. حصن شامخ في جبال عجلون
مقدمة
تعد قلعة وادرين من أبرز المعالم التاريخية في الأردن، وتقع في محافظة عجلون شمال المملكة، على قمة جبل يبلغ ارتفاعه حوالي 1000 متر عن سطح البحر، وتطل على وادي الأردن وغور الأردن، وتعتبر القلعة نموذجًا رائعًا للعمارة العسكرية الإسلامية في القرون الوسطى.
تاريخ القلعة
يعود تاريخ قلعة وادرين إلى القرن الثاني عشر الميلادي، حيث بناها الصليبيون عام 1178م، وكانت تعرف باسم “بلفوار”، وقد شكلت القلعة جزءًا من سلسلة من القلاع التي أقامها الصليبيون في المنطقة لحماية مملكتهم من هجمات المسلمين، وقد استخدم الصليبيون القلعة أيضًا كمركز إداري وعسكري.
العمارة والتصميم
تتميز قلعة وادرين بتصميمها الهندسي الفريد، حيث تتكون من ثلاثة خطوط دفاعية متحدة المركز، تتكون الأولى من سور خارجي يحيط بالقلعة بالكامل، والثانية مكونة من برج رئيسي يقع في وسط القلعة، والثالثة تتكون من برج مراقبة يقع في الجزء العلوي من القلعة، وتحتوي القلعة أيضًا على عدد من الغرف والممرات والصهاريج التي كانت تستخدم لتخزين الطعام والمياه.
الاستخدامات العسكرية
استخدم الصليبيون قلعة وادرين كحصن عسكري لحماية مملكتهم من هجمات المسلمين، حيث كانت القلعة تطل على وادي الأردن وغور الأردن، مما جعلها موقعًا استراتيجيًا مهمًا، وقد تمكن الصليبيون من صد هجمات المسلمين على القلعة لسنوات عديدة، حتى تمكن صلاح الدين الأيوبي من فتح القلعة عام 1189م.
الاستخدامات الإدارية والمدنية
بالإضافة إلى استخدامها العسكري، استخدم الصليبيون قلعة وادرين أيضًا كمركز إداري ومدني، حيث كانت القلعة مقرًا لحاكم المنطقة، وقد كانت القلعة أيضًا مركزًا تجاريًا مهمًا، حيث كانت تقام فيها الأسواق والبازارات، وقد استمر استخدام القلعة كمركز إداري ومدني حتى بعد فتحها على يد صلاح الدين الأيوبي.
التخلي عن القلعة
بعد فتح القلعة على يد صلاح الدين الأيوبي، بدأ استخدام قلعة وادرين يتراجع تدريجيًا، حيث لم تعد القلعة ذات أهمية عسكرية أو إدارية، وقد تعرضت القلعة لأضرار جسيمة بسبب الزلازل والحروب، حتى أصبحت مهجورة في القرن السادس عشر الميلادي.
الترميم والحفظ
في السنوات الأخيرة، تم إجراء أعمال ترميم وترميم واسعة النطاق في قلعة وادرين، حيث تم ترميم أسوار القلعة وأبراجها والغرف والممرات والصهاريج، وقد تم افتتاح القلعة أمام الزوار، وأصبحت أحد أهم المعالم السياحية في الأردن.
الخلاصة
قلعة وادرين هي معلم تاريخي مهم في الأردن، وهي نموذج رائع للعمارة العسكرية الإسلامية في القرون الوسطى، وقد استخدم الصليبيون القلعة كحصن عسكري ومركز إداري ومدني، وبعد فتح القلعة على يد صلاح الدين الأيوبي، بدأ استخدام القلعة يتراجع تدريجيًا، حتى أصبحت مهجورة في القرن السادس عشر الميلادي، وقد تم إجراء أعمال ترميم وترميم واسعة النطاق في القلعة في السنوات الأخيرة، وافتتحت القلعة أمام الزوار، وأصبحت أحد أهم المعالم السياحية في الأردن.