مقدمة
إن علاقة الزوجة بحماتها تُعتبر من أهم العلاقات التي يجب أن تكون قائمة على الاحترام والتفاهم، ولكن للأسف قد تواجه بعض الزوجات صعوبة في التعامل مع حماتهن، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث الكثير من المشاكل والنزاعات داخل الأسرة، لذلك نقدم لكِ في هذا المقال بعض النصائح المستوحاة من القرآن الكريم والتي يمكن أن تساعدك على جعل حماتك تحبك.
1. بر الوالدين
يقول الله تعالى في سورة الإسراء: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”.
إن بر الوالدين من أهم الفرائض التي يجب على كل مسلم ومسلمة القيام بها، وذلك يشمل أيضًا حماتك، فعليك أن تحسني إليها وتعامليها بكل احترام وتقدير، حتى وإن كان لديها بعض الصفات السلبية.
حاولي أن تفهمي وجهة نظر حماتك وتحترميها، حتى وإن كانت تختلف عن وجهة نظرك، فعليك أن تتجنبي الجدال معها أو محاولة تغيير رأيها، بل حاولي أن تتفهمي وجهة نظرها وتحترميها.
تجنبي التحدث عن حماتك بسوء أمام زوجك أو أمام الآخرين، فذلك من شأنه أن يزيد الأمور سوءًا ويؤثر سلبًا على العلاقة بينك وبين زوجك.
2. صلة الرحم
يقول الله تعالى في سورة النساء: “وَأَتُوا بِالْقُرْبَانِ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ”.
إن صلة الرحم من أهم العبادات التي يجب على كل مسلم ومسلمة القيام بها، وذلك يشمل أيضًا حماتك، فعليك أن تحافظي على التواصل معها وزيارة منزلها باستمرار، حتى وإن كانت تعيش بعيدًا عنك.
حاولي أن تكوني قريبة من حماتك وتشاركها تفاصيل حياتك، وذلك من شأنه أن يقوي العلاقة بينكما ويجعلها أكثر تفهمًا لك.
تجنبي مقاطعة حماتك أو تجاهلها، فذلك من شأنه أن يزيد الأمور سوءًا ويؤثر سلبًا على العلاقة بينك وبين زوجك.
3. حسن الخلق
يقول الله تعالى في سورة الأحزاب: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا”.
إن حسن الخلق من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم ومسلمة، وذلك يشمل أيضًا الزوجة، فعليك أن تكوني حريصة على التخلي عن الصفات السلبية مثل الغضب والانفعال والغيرة، وعليك أن تكوني أكثر صبرًا وتسامحًا مع حماتك.
حاولي أن تكوني لطيفة في التعامل مع حماتك واحترمي مشاعرها، وذلك من شأنه أن يجعلها أكثر تقبلاً لك.
تجنبي إظهار الغضب أو الانزعاج من حماتك أمام الآخرين، فذلك من شأنه أن يزيد الأمور سوءًا ويؤثر سلبًا على العلاقة بينك وبين زوجك.
4. طاعة الزوج
يقول الله تعالى في سورة النساء: “وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.
إن طاعة الزوج من أهم واجبات الزوجة، وذلك يشمل أيضًا طاعته في التعامل مع حماته، فعليك أن تكوني مطيعة لزوجك وتحترمي رغباته في التعامل مع والدته.
حاولي أن تكوني مع زوجك في صف واحد فيما يتعلق بالتعامل مع حماتكما، وذلك من شأنه أن يقوي العلاقة بينكما ويجعلكما أكثر تفاهمًا.
تجنبي التمرد على زوجك أو مخالفة رغباته في التعامل مع حماتكما، فذلك من شأنه أن يزيد الأمور سوءًا ويؤثر سلبًا على العلاقة بينك وبين زوجك.
5. الدعاء
يقول الله تعالى في سورة غافر: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.
إن الدعاء من أهم العبادات التي يجب على كل مسلم ومسلمة القيام بها، ويمكنك اللجوء إلى الدعاء لجعل حماتك تحبك، فعليك أن تدعو الله تعالى أن يلين قلب حماتك وأن يجعلها تحبك وتتقبل.
يمكنك أن تدعو الله تعالى في صلواتك أو في أوقات الاستجابة للدعاء مثل الثلث الأخير من الليل أو عند السجود، فالدعاء من شأنه أن يغير الأقدار ويحول الحال إلى حال أفضل.
يمكنك أيضًا أن تدعو الله تعالى أن يوفقك في التعامل مع حماتك وأن يهديك إلى الطريقة الصحيحة التي تجعلها تحبك وتتقبل.
6. الاستغفار
يقول الله تعالى في سورة نوح: “وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ”.
إن الاستغفار من أهم العبادات التي يجب على كل مسلم ومسلمة القيام بها، ويمكنك اللجوء إلى الاستغفار لتغيير قلب حماتك وجعلها تحبك، فعليك أن تستغفر الله تعالى عن أي ذنب أو خطأ ارتكبته تجاه حماتك.
يمكنك أن تستغفر الله تعالى في صلواتك أو في أوقات الاستجابة للدعاء مثل الثلث الأخير من الليل أو عند السجود، فاستغفار الله تعالى من شأنه أن يمحو ذنوبك وخطاياك ويغير قلب حماتك تجاهك.
يمكنك أيضًا أن تستغفر الله تعالى أن يوفقك في التعامل مع حماتك وأن يهديك إلى الطريقة الصحيحة التي تجعلها تحبك وتتقبل.
7. الصبر
يقول الله تعالى في سورة البقرة: “وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.
إن الصبر من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم ومسلمة، فعليك أن تكوني صابرة في التعامل مع حماتك، حتى وإن كانت تتصرف بشكل غير لائق أو تؤذيك، فعليك أن تتجنبي الغضب والانفعال وتكوني أكثر صبرًا وتسامحًا.
حاولي أن تتفهمي ظروف حماتك وتحترمي وجهة نظرها، حتى وإن كانت تختلف عن وجهة نظرك، فالصبر من شأنه أن يساعدك على التعامل معها بحكمة ورزانة.
تجنبي الاستسلام لليأس أو الإحباط في التعامل مع حماتك، فالصبر مفتاح الفرج، ومع الوقت والصبر ستتمكنين من كسب قلبها وجعلها تحبك وتتقبل.
الخاتمة
إن جعل حماتك تحبك بالقرآن الكريم ليس بالأمر الصعب، وذلك باتباع النصائح التي ذكرناها في هذا المقال، فعليك أن تكوني بارة بوالديك، وتحافظي على صلة الرحم، وتتحلي بحسن الخلق، وتطيعي زوجك، وتدعو الله تعالى وتستغفري، وتتحلي بالصبر، فكل ذلك من شأنه أن يغير قلب حماتك تجاهك ويجعلها تحبك وتتقبل.