كيف فقد برايل بصره

كيف فقد برايل بصره

المقدمة:

لويس برايل، اسم لامع في تاريخ المكفوفين، لقد أحدث ثورة في عالمهم من خلال اختراعه للغة برايل، وهي نظام كتابة وقراءة يستخدمه المكفوفون حول العالم. ولكن كيف فقد برايل بصره؟ دعونا نتعرف على قصة فقدانه للبصر ومراحل حياته التي أدت إلى هذا الحدث المؤسف.

1. الطفولة المبكرة:

ولد لويس برايل في مدينة كوبفري في فرنسا في عام 1809. كان الطفل الثالث بين أربعة أطفال في عائلة متواضعة. أظهر برايل موهبة مبكرة في التعلم وكان يحب اللعب في ورشة والده، الذي كان يعمل صانع أحذية.

2. الحادثة المأساوية:

في عام 1812، عندما كان برايل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، تعرض لحادث مأساوي غير مجرى حياته إلى الأبد. كان يلعب في ورشة والده عندما أصيب في عينه اليمنى بسكين حاد. وعلى الرغم من تلقيه العلاج، إلا أن العدوى انتشرت إلى عينه اليسرى أيضًا، مما أدى إلى فقدانه التدريجي للبصر حتى أصبح أعمى تمامًا.

3. التأقلم مع فقدان البصر:

عانى برايل في البداية من صعوبة كبيرة في التأقلم مع فقدان بصره. شعر بالوحدة والعزلة، وكان يجد صعوبة في مواصلة تعليمه. ومع ذلك، لم يستسلم برايل لهذه التحديات. لقد عمل بجد لتعلم قراءة وكتابة لغة المكفوفين التي كانت تُستخدم في ذلك الوقت، والتي كانت صعبة جدًا في الاستخدام.

4. ابتكار لغة برايل:

في عام 1821، التحق برايل بمعهد المكفوفين في باريس، حيث التقى بالمُربي شارل باربييه، الذي كان قد اخترع نظامًا جديدًا لكتابة الموسيقى باستخدام نقاط بارزة. أدرك برايل إمكانيات هذا النظام لتطوير نظام كتابة وقراءة للمكفوفين، وبدأ في العمل على تحسينه.

5. نشر لغة برايل:

في عام 1829، نشر برايل أول كتاب له عن لغته الجديدة، والتي عُرفت فيما بعد باسم لغة برايل. واجه برايل في البداية مقاومة من بعض المعاهد والمؤسسات، ولكن مع مرور الوقت، بدأت لغته في الانتشار على نطاق واسع وأصبحت اللغة الرسمية للمكفوفين في العديد من البلدان حول العالم.

6. الإنجازات والإرث:

لم يقتصر عمل برايل على اختراع اللغة التي تحمل اسمه، بل كان أيضًا مُدرسًا وموسيقيًا موهوبًا. وقد ألف العديد من الكتب والمقالات حول التعليم والتربية للمكفوفين. توفي برايل في عام 1852 عن عمر يناهز 43 عامًا، ولكن إرثه لا يزال حيًا حتى اليوم.

الخاتمة:

لقد كان لويس برايل مثالًا رائعًا على قوة الإرادة والعزيمة. فقد تغلب على تحديات فقدان البصر في سن مبكرة ليصبح مُبتكرًا ومُعلمًا وموسيقيًا ناجحًا. ولغته، لغة برايل، أحدثت ثورة في حياة المكفوفين حول العالم، ولا تزال تُستخدم حتى اليوم كأداة أساسية للتعليم والقراءة والكتابة.

أضف تعليق