مقدمة
عمر بن عبد العزيز والحجاج بن يوسف الثقفي شخصيتان بارزتان في التاريخ الإسلامي، وقد كان بينهما خلاف كبير في وجهات النظر والمواقف. عمر بن عبد العزيز كان خليفة أموي عُرف بعدله وورعه وتقواه، بينما كان الحجاج واليًا أمويًا قويًا ومثيرًا للجدل. في هذا المقال، سنتناول ما قاله عمر بن عبد العزيز عن الحجاج، وكيف كانت علاقتهما.
أولاً: سبب الخلاف بين عمر بن عبد العزيز والحجاج
كان الخلاف بين عمر بن عبد العزيز والحجاج راجعًا إلى اختلاف وجهات نظرهما في الحكم والسياسة. عمر بن عبد العزيز كان يؤمن بالعدل والمساواة والشفافية، بينما كان الحجاج يؤمن بالقوة والسلطة المطلقة. كما كان عمر بن عبد العزيز يرى أن الحجاج كان ظالمًا وقاسيًا في معاملته للناس، بينما كان الحجاج يرى أن عمر بن عبد العزيز كان ضعيفًا ومتساهلًا في حكمه.
ثانيًا: موقف عمر بن عبد العزيز من الحجاج
كان عمر بن عبد العزيز صريحًا في انتقاده للحجاج. فقد وصفه بأنه “ظالم” و”جبار” و”سفاح”. كما قال عنه أنه “أفسد الأرض” و”أهلك الحرث والنسل”. وقد أمر عمر بن عبد العزيز بإزالة اسم الحجاج من على العملات المعدنية، وأمر أيضًا بهدم القصور التي بناها الحجاج.
ثالثًا: موقف الحجاج من عمر بن عبد العزيز
لم يرد عن الحجاج أي موقف صريح تجاه عمر بن عبد العزيز. لكن من الواضح أنه كان يكره عمر بن عبد العزيز ويعتبره عدوًا له. فقد حاول الحجاج مرارًا وتكرارًا الإطاحة بعمر بن عبد العزيز من الحكم. كما أنه كان يسيء معاملة أنصار عمر بن عبد العزيز ويضطهدهم.
رابعًا: محاولات الحجاج للإطاحة بعمر بن عبد العزيز
حاول الحجاج الإطاحة بعمر بن عبد العزيز من الحكم عدة مرات. فقد أرسل إليه جيشًا بقيادة يزيد بن المهلب، لكن عمر بن عبد العزيز تمكن من هزيمة هذا الجيش. كما حاول الحجاج أيضًا التحريض على عمر بن عبد العزيز وقتله، لكن هذه المحاولات باءت جميعها بالفشل.
خامسًا: اضطهاد الحجاج لأنصار عمر بن عبد العزيز
كان الحجاج يكره أنصار عمر بن عبد العزيز ويضطهدهم. فقد كان يسجنهم ويقتلهم ويصادر أموالهم. كما كان يمنعهم من تولي المناصب الحكومية. وقد أدى اضطهاد الحجاج لأنصار عمر بن عبد العزيز إلى زيادة الكراهية بينهما.
سادسًا: وفاة الحجاج
توفي الحجاج عام 95 هـ/714 م. وقد قيل أن وفاته كانت بسبب المرض، وقيل أيضًا أن وفاته كانت بسبب السحر. لكن مهما كان سبب وفاة الحجاج، فإنها كانت بمثابة نصر كبير لعمر بن عبد العزيز.
سابعًا: خلافة عمر بن عبد العزيز بعد الحجاج
بعد وفاة الحجاج، أصبح عمر بن عبد العزيز خليفة المسلمين. وقد قام عمر بن عبد العزيز بإصلاحات عديدة في الدولة الإسلامية. فقد عزل الولاة الظالمين وعين ولاة عادلين. كما أنه خفف الضرائب عن الناس وأعاد إليهم أموالهم المصادرة. وقد أدت إصلاحات عمر بن عبد العزيز إلى استقرار الدولة الإسلامية وتحسن أحوال الناس.
خاتمة
كان الخلاف بين عمر بن عبد العزيز والحجاج خلافًا كبيرًا وعميقًا. وقد أدى هذا الخلاف إلى صراع بينهما استمر حتى وفاة الحجاج. وبعد وفاة الحجاج، أصبح عمر بن عبد العزيز خليفة المسلمين وقام بإصلاحات عديدة في الدولة الإسلامية.