ما حكم اكل لحم الحمير

ما حكم اكل لحم الحمير

حكم أكل لحم الحمير

مقدمة

اختلف العلماء في حكم أكل لحم الحمير، فمنهم من حرمه استناداً إلى أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من أجازه استناداً إلى أحاديث أخرى وأقوال الصحابة والتابعين. وفي هذا المقال، سنستعرض أدلة الفريقين ونتوصل إلى حكم أكل لحم الحمير في الإسلام.

أولاً: أدلة تحريم أكل لحم الحمير

1. الأحاديث الصحيحة

روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “حرم لحم الحمار الأهلي والبُغْل”.

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحُمُر الإنسية”.

وقد استدل العلماء بهذه الأحاديث على تحريم أكل لحم الحمير، لأن النهي في هذه الأحاديث يفيد التحريم، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل لحوم الحمر الإنسية، فدل ذلك على تحريم أكل لحوم الحمير الوحشية أيضاً.

2. الإجماع

أجمع العلماء على تحريم أكل لحم الحمير الأهلية، واختلفوا في حكم أكل لحم الحمير الوحشية، فذهب جمهور العلماء إلى تحريمه استناداً إلى الأحاديث السابقة، وذهب بعض العلماء إلى إباحته استناداً إلى أحاديث أخرى وأقوال الصحابة والتابعين.

3. العلة من التحريم

استدل العلماء الذين حرموا أكل لحم الحمير بما يلي:

إن الحمير من الأنعام التي خلقها الله تعالى للإنسان ليعمل عليها ويحمل عليها أثقاله، ولم يخلقها ليأكلها.

إن لحم الحمير لحم خبيث وله رائحة كريهة.

إن أكل لحم الحمير قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة.

ثانياً: أدلة إباحة أكل لحم الحمير

1. الأحاديث الواردة في إباحة أكل لحم الحمير

روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أُحلت لنا ميتتان ودمان: السمك والجراد والكبد والطحال”.

وقد استدل العلماء الذين أجازوا أكل لحم الحمير بهذا الحديث على إباحته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيه أن السمك والجراد من الحيوانات التي أُحلت لنا، والحمير من الحيوانات البرية التي تشبه الجراد في بعض صفاته، مثل أنها تعيش في الصحراء وتتغذى على النباتات.

2. أقوال الصحابة والتابعين

روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: “أُكل لحم الحمار في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

وروى الترمذي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “أُكل لحم الحمار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم”.

وقد استدل العلماء الذين أجازوا أكل لحم الحمير بهذه الأقوال على إباحته، لأن الصحابة والتابعين هم أدرى الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولأنهم كانوا يأكلون لحم الحمار في زمنه ولم ينكره عليهم.

3. العلة من الإباحة

استدل العلماء الذين أجازوا أكل لحم الحمير بما يلي:

إن الحمير من الحيوانات الحلال، فهي ليست من الأنعام التي حرم الله تعالى أكلها.

إن لحم الحمير لحم طيب المذاق وسهل الهضم.

إن أكل لحم الحمير لا يؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة.

خاتمة

اختلف العلماء في حكم أكل لحم الحمير، فمنهم من حرمه استناداً إلى أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من أجازه استناداً إلى أحاديث أخرى وأقوال الصحابة والتابعين. والراجح من أقوال العلماء هو تحريم أكل لحم الحمير الأهلية والوحشية، لأن الأحاديث الصحيحة التي وردت في تحريمه أكثر وأصح من الأحاديث التي وردت في إباحته، ولأن العلة من تحريمه أقوى من العلة من إباحته.

أضف تعليق