ما حكم قطرة الانف في الصيام

ما حكم قطرة الانف في الصيام

قطرة الأنف في الصيام: بين الإباحة والتحريم

مقدمة:

الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى بالامتناع عن الطعام والشراب والشهوات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وقد شرع الصيام في الإسلام لأهداف عديدة، منها التقرب إلى الله تعالى وتطهير النفس من الذنوب والآثام، كما أنه يعتبر تمرينًا على ضبط النفس والتحكم فيها، وللصيام فوائد صحية عديدة، منها تخفيف الوزن وتقليل نسبة الكوليسترول في الدم وتنظيم ضغط الدم.

مسألة قطرة الأنف في الصيام:

اختلفت آراء الفقهاء في حكم قطرة الأنف في الصيام، فمنهم من أباحها ومنهم من حرمها، وذلك على النحو التالي:

أولاً: القول بالإباحة:

يرى جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، وهم الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، أن قطرة الأنف جائزة في الصيام، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن قطرة الأنف لا تصل إلى الحلق ولا إلى المعدة، وبالتالي فهي لا تفطر الصيام.

أن قطرة الأنف تستخدم لعلاج أمراض الأنف والحنجرة، وهي ضرورية للمريض للتخفيف من آلامه.

ثانيًا: القول بالتحريم:

يذهب بعض الفقهاء إلى أن قطرة الأنف تفطر الصيام، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن قطرة الأنف تصل إلى الحلق، وبالتالي فهي تدخل إلى الجوف، وبالتالي فهي تفطر الصيام.

أن قطرة الأنف قد تحتوي على مواد دوائية، وهذه المواد قد تصل إلى المعدة عن طريق الحلق، وبالتالي فهي تفطر الصيام.

ثالثًا: شروط جواز قطرة الأنف في الصيام:

إذا كان الصائم مضطرًا لاستخدام قطرة الأنف، فعليه مراعاة الشروط التالية حتى لا يفطر صيامه:

أن تكون قطرة الأنف خالية من أي مواد دوائية أو كيماوية، وأن تكون مكونة من مواد طبيعية فقط.

أن تكون قطرة الأنف قليلة الكمية، بحيث لا تصل إلى الحلق أو المعدة.

أن يتم إدخال قطرة الأنف برفق شديد، بحيث لا تدخل إلى الحلق أو المعدة.

رابعًا: حكم قطرة الأنف للصائم الذي يعاني من نزيف الأنف:

إذا كان الصائم يعاني من نزيف الأنف، فيجوز له استخدام قطرة الأنف لوقف النزيف، وذلك لأن نزيف الأنف قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالصائم، وبالتالي فإن استخدام قطرة الأنف في هذه الحالة جائز.

خامسًا: حكم قطرة الأنف للصائم الذي يعاني من حساسية الأنف:

إذا كان الصائم يعاني من حساسية الأنف، فيجوز له استخدام قطرة الأنف لتخفيف أعراض الحساسية، وذلك لأن الحساسية قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بالصائم، وبالتالي فإن استخدام قطرة الأنف في هذه الحالة جائز.

سادسًا: حكم قطرة الأنف للصائم الذي يعاني من جفاف الأنف:

إذا كان الصائم يعاني من جفاف الأنف، فيجوز له استخدام قطرة الأنف لترطيب الأنف، وذلك لأن جفاف الأنف قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالصائم، وبالتالي فإن استخدام قطرة الأنف في هذه الحالة جائز.

سابعًا: حكم قطرة الأنف للصائم الذي يريد الحفاظ على صوته:

إذا كان الصائم يريد الحفاظ على صوته، فيجوز له استخدام قطرة الأنف لترطيب الحلق والحبال الصوتية، وذلك لأن جفاف الحلق والحبال الصوتية قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالصائم، وبالتالي فإن استخدام قطرة الأنف في هذه الحالة جائز.

الخلاصة:

قطرة الأنف جائزة في الصيام عند جمهور الفقهاء، بشرط أن تكون خالية من أي مواد دوائية أو كيماوية، وأن تكون قليلة الكمية، وأن يتم إدخالها برفق شديد. أما إذا كانت قطرة الأنف تحتوي على مواد دوائية أو كيماوية، أو إذا كانت كثيرة الكمية، أو إذا تم إدخالها بقوة، فإنها تفطر الصيام.

أضف تعليق