ما هو اشد البحر ملوحه

ما هو اشد البحر ملوحه

الماء هو المكوّن الرئيسي لكوكب الأرض، ويغطي حوالي 71% من مساحته، وتضمّ المياه المالحة منه ما نسبته 97.5%، والباقي مياه عذبة، وإحدى الخصائص التي تميز ماء البحر هي ملوحته، إذ تختلف نسبة الملوحة في البحار باختلاف موقعها وعمقها ودرجة الحرارة السائدة فيها، كما تعتمد على العوامل الجوية وكمية الأمطار، بالإضافة إلى تدفق الأنهار والأودية فيها، وفي هذا المقال سنتعرف على البحر الأكثر ملوحة في العالم.

البحر الأحمر: البحر الأكثر ملوحة في العالم

يقع البحر الأحمر بين قارتي آسيا وأفريقيا، ويربط بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط عن طريق قناة السويس، ويبلغ طوله حوالي 2250 كيلومترًا، بينما يبلغ متوسط عرضه حوالي 300 كيلومتر، وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 460 ألف كيلومتر مربع، ويعتبر البحر الأحمر أكثر البحار ملوحةً في العالم، حيث تبلغ ملوحته حوالي 41 جزءًا في الألف، أي ما يعادل 4.1%، وذلك بسبب عدة عوامل، منها:

ارتفاع درجة الحرارة: تبلغ درجة حرارة البحر الأحمر حوالي 30 درجة مئوية في المتوسط، وهذا الارتفاع في درجة الحرارة يساهم في زيادة معدل التبخر، وبالتالي زيادة تركيز الملح في مياه البحر.

قلة الأمطار: لا تتساقط الأمطار على البحر الأحمر إلا بكميات قليلة جدًا، وهذا يقلل من كمية المياه العذبة التي تصب فيه، وبالتالي يزيد من ملوحته.

عدم وجود أنهار أو أودية: لا توجد أي أنهار أو أودية تصب في البحر الأحمر، وهذا يمنع تدفق المياه العذبة إليه، وبالتالي يزيد من ملوحته.

لماذا يعتبر البحر الأحمر أكثر البحار ملوحة في العالم؟

هناك عدة عوامل تجعل البحر الأحمر أكثر البحار ملوحة في العالم، منها:

المنطقة الجغرافية: يقع البحر الأحمر في منطقة حارة وجافة، وهذا يزيد من معدل التبخر، وبالتالي يزيد تركيز الملح في مياه البحر.

التيارات البحرية: تتدفق تيارات بحرية دافئة في البحر الأحمر، وهذا يزيد من معدل التبخر، وبالتالي يزيد تركيز الملح في مياه البحر.

عمق البحر: عمق البحر الأحمر في المتوسط حوالي 500 متر، وهذا يجعل الماء أكثر ملوحة، لأن الماء العميق يكون أكثر كثافة من الماء الضحل.

آثار ملوحة البحر الأحمر على الحياة البحرية

تؤثر ملوحة البحر الأحمر المرتفعة على الحياة البحرية فيه، ومن هذه الآثار:

قلة تنوع الحياة البحرية: ملوحة البحر الأحمر المرتفعة تجعل الظروف المعيشية فيه قاسية لبعض الكائنات البحرية، وهذا يؤدي إلى انخفاض تنوع الحياة البحرية فيه مقارنة بالبحار الأخرى.

تكيف الكائنات البحرية: تمكنت بعض الكائنات البحرية من التكيف مع ملوحة البحر الأحمر المرتفعة، مثل الشعاب المرجانية والأسماك ذات الزعانف الشعاعية.

هجرة الكائنات البحرية: تهاجر بعض الكائنات البحرية من البحر الأحمر إلى بحار أخرى أقل ملوحة، وذلك للبحث عن ظروف معيشية أفضل.

الاستفادة من ملوحة البحر الأحمر

على الرغم من أن ملوحة البحر الأحمر المرتفعة قد تكون لها آثار سلبية على الحياة البحرية، إلا أنها يمكن أن تكون مفيدة أيضًا، ومن هذه الفوائد:

استخراج الملح: يتم استخراج الملح من مياه البحر الأحمر منذ قرون، ويستخدم هذا الملح في صناعة الأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل وغيرها.

استخراج المعادن: تحتوي مياه البحر الأحمر على العديد من المعادن المفيدة، مثل المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم، ويمكن استخراج هذه المعادن من مياه البحر واستخدامها في الصناعة.

السياحة: تتميز سواحل البحر الأحمر بمناظرها الطبيعية الخلابة، وهذا يجعلها مقصدًا سياحيًا شهيرًا، وتساهم السياحة في دعم اقتصاد البلدان المطلة على البحر الأحمر.

التهديدات التي تواجه البحر الأحمر

تواجه البحر الأحمر عدة تهديدات، منها:

التلوث البحري: يؤدي إلقاء النفايات والزيوت في البحر الأحمر إلى تلوثه، وهذا يضر بالحياة البحرية ويجعل البحر غير صالح للسباحة.

الصيد الجائر: يؤدي الصيد الجائر إلى استنزاف الثروة السمكية في البحر الأحمر، وهذا يضر بالحياة البحرية ويؤثر سلبًا على اقتصاد البلدان المطلة على البحر الأحمر.

تغير المناخ: يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجة حرارة البحر الأحمر، وهذا يزيد من معدل التبخر، وبالتالي يزيد تركيز الملح في مياه البحر.

الخاتمة

البحر الأحمر هو البحر الأكثر ملوحة في العالم، وتبلغ ملوحته حوالي 41 جزءًا في الألف، أي ما يعادل 4.1%، وذلك بسبب عدة عوامل، منها ارتفاع درجة الحرارة وقلة الأمطار وعدم وجود أنهار أو أودية تصب فيه، وتؤثر ملوحة البحر الأحمر المرتفعة على الحياة البحرية فيه، ولكنها يمكن أن تكون مفيدة أيضًا، حيث يمكن استخراج الملح والمعادن من مياه البحر واستخدامها في الصناعة، كما تتميز سواحل البحر الأحمر بمناظرها الطبيعية الخلابة، وهذا يجعلها مقصدًا سياحيًا شهيرًا، ويواجه البحر الأحمر عدة تهديدات، منها التلوث البحري والصيد الجائر وتغير المناخ.

أضف تعليق