متى يتساوى الذكر والانثى في الميراث

# متى يتساوى الذكر والأنثى في الميراث؟

مقدمة:

كان موضوع المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث مثيرًا للجدل عبر التاريخ. في بعض الثقافات، كانت النساء يحق لهن ميراث متساوٍ مع الرجال، بينما في ثقافات أخرى، كانت النساء مستبعدات من الميراث تمامًا. في الوقت الحاضر، توجد مجموعة واسعة من القوانين والممارسات المتعلقة بميراث النساء. فيما يلي مناقشة لهذه القضية المعقدة، بما في ذلك تاريخها وموضعها الحالي والحجج المؤيدة والمعارضة للمساواة بين الجنسين في الميراث.

1. تاريخ المساواة بين الجنسين في الميراث:

أ. في بعض الثقافات القديمة، كانت النساء يحق لهن ميراث متساوٍ مع الرجال. على سبيل المثال، في مصر القديمة، كان للمرأة الحق في الميراث من والديها وزوجها. وفي روما القديمة، كان للمرأة أيضًا الحق في الميراث، على الرغم من أنها كانت مستبعدة من بعض أنواع الممتلكات.

ب. في ثقافات أخرى، كانت النساء مستبعدات من الميراث تمامًا. على سبيل المثال، في إنجلترا في العصور الوسطى، كانت النساء مستبعدات من الميراث في الأراضي إذا كان لديهن إخوة ذكور. وفي الصين القديمة، كانت النساء مستبعدات من الميراث إذا كان لديهن أبناء ذكور.

ج. في العصر الحديث، بدأت قوانين الميراث تصبح أكثر مساواة بين الجنسين. في العديد من البلدان، ألغي التمييز ضد النساء في الميراث، والآن يحق للنساء ميراث متساوٍ مع الرجال. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض البلدان التي تميز ضد النساء في الميراث.

2. موقف الإسلام من المساواة بين الجنسين في الميراث:

أ. في الإسلام، يحق للمرأة ميراث متساوٍ مع الرجل في معظم الحالات. على سبيل المثال، إذا توفي رجل عن زوجة وطفل، فإن الزوجة تحصل على ثمن التركة والطفل يحصل على الباقي. وإذا توفيت امرأة عن زوج وطفل، فإن الزوج يحصل على نصف التركة والطفل يحصل على النصف الآخر.

ب. ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي يحق فيها للرجل ميراث أكبر من المرأة. على سبيل المثال، إذا توفي رجل عن زوجة وأخ، فإن الزوجة تحصل على ثمن التركة والأخ يحصل على الباقي. وإذا توفيت امرأة عن زوج وأخت، فإن الزوج يحصل على نصف التركة والأخت تحصل على النصف الآخر.

ج. يبرر الإسلام هذا التمييز بأن الرجل هو المسؤول عن الأسرة وعليه أن ينفق عليها. لذلك، من المنطقي أن يحصل على ميراث أكبر من المرأة.

3. الحجج المؤيدة للمساواة بين الجنسين في الميراث:

أ. المساواة: الحجة الأولى المؤيدة للمساواة بين الجنسين في الميراث هي أنها تعزز المساواة بين الجنسين. فالمرأة والرجل متساويان أمام القانون ويستحقان الحقوق والواجبات نفسها. ومن ثم، فليس من المنطقي أن يحصل الرجل على ميراث أكبر من المرأة.

ب. عدم التمييز: الحجة الثانية المؤيدة للمساواة بين الجنسين في الميراث هي أنها تمنع التمييز ضد النساء. فالتفرقة في الميراث على أساس الجنس تمييز ضد المرأة. وهذا التمييز ليس فقط غير عادل، ولكنه أيضًا ضار بالنساء.

ج. التمكين الاقتصادي: الحجة الثالثة المؤيدة للمساواة بين الجنسين في الميراث هي أنها تمكن النساء اقتصاديًا. فالميراث المتساوي يعطي المرأة القدرة على امتلاك الممتلكات والسيطرة عليها. وهذا يعطيها المزيد من الاستقلال المالي ويجعلها أقل اعتمادية على الرجل.

4. الحجج المعارضة للمساواة بين الجنسين في الميراث:

أ. التقاليد: الحجة الأولى المعارضة للمساواة بين الجنسين في الميراث هي أنها تتحدى التقاليد. ففي العديد من الثقافات، اعتاد الرجال على الحصول على ميراث أكبر من النساء. وتغيير هذا التقليد قد يكون صعبًا على بعض الناس.

ب. المسؤولية المالية: الحجة الثانية المعارضة للمساواة بين الجنسين في الميراث هي أن الرجل هو المسؤول عن الأسرة وعليه أن ينفق عليها. لذلك، من المنطقي أن يحصل على ميراث أكبر من المرأة.

ج. حماية الأسرة: الحجة الثالثة المعارضة للمساواة بين الجنسين في الميراث هي أنها تحمي الأسرة. فالميراث المتساوي قد يؤدي إلى تقسيم الممتلكات بين أفراد الأسرة بشكل غير عادل. وهذا قد يؤدي إلى الصراعات والنزاعات داخل الأسرة.

5. الوضع الحالي للمساواة بين الجنسين في الميراث:

أ. في الوقت الحاضر، توجد مجموعة واسعة من القوانين والممارسات المتعلقة بميراث النساء. في بعض البلدان، يحق للنساء ميراث متساوٍ مع الرجال. وفي بلدان أخرى، لا تزال النساء مستبعدات من الميراث أو يحق لهن ميراث أقل من الرجال.

ب. في البلدان التي يحق فيها للنساء ميراث متساوٍ مع الرجال، أدى ذلك إلى تحسين وضع المرأة في المجتمع. فالمرأة التي لديها ميراث متساوٍ مع الرجل تكون أكثر استقلالية ماليًا ولديها المزيد من الفرص للتعليم والعمل.

ج. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض البلدان التي تميز ضد النساء في الميراث. وهذا التمييز له عواقب وخيمة على النساء. فالمرأة التي لا تحصل على ميراث متساوٍ مع الرجل تكون أكثر عرضة للفقر والتهميش.

6. مستقبل المساواة بين الجنسين في الميراث:

أ. من المتوقع أن يتجه العالم نحو المزيد من المساواة بين الجنسين في الميراث. ففي السنوات الأخيرة، شهدنا العديد من البلدان التي ألغت التمييز ضد النساء في الميراث. وهذا الاتجاه من المرجح أن يستمر في السنوات القادمة.

ب. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض العقبات التي تحول دون تحقيق المساواة بين الجنسين في الميراث. ففي بعض البلدان، لا تزال الثقافة والتقاليد تعيق المساواة بين الجنسين. وفي بلدان أخرى، لا توجد قوانين كافية لحماية حقوق النساء في الميراث.

ج. من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين في الميراث، يجب على الحكومات والمجتمع المدني التعاون معًا لمعالجة هذه العقبات. يجب على الحكومات سن قوانين عادلة وتمييزية ضد النساء في الميراث. ويجب على المجتمع المدني العمل على تغيير الثقافة والتقاليد التي تعيق المساواة بين الجنسين.

7. الخلاصة:

إن تحقيق المساواة بين الجنسين في الميراث هو هدف نبيل يستحق السعي إليه. فالمساواة بين الجنسين في الميراث تعزز المساواة بين الجنسين وتمنع التمييز ضد النساء وتمكنهن اقتصاديًا. ومن المتوقع أن يتجه العالم نحو المزيد من المساواة بين الجنسين في الميراث في السنوات القادمة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض العقبات التي تحول دون تحقيق هذه المساواة، ويجب على الحكومات والمجتمع المدني التعاون معًا لمعالجة هذه العقبات.