مداخل ابيات

مداخل ابيات

مقدمة

مداخل الأبيات هي الجزء الأول من القصيدة، وهي التي تحدد موضوعها وغايتها. وقد عرفها بعض البلاغيين بأنها “الكلمات التي يبتدئ بها البيت من الشعر”. وقد قسموها إلى قسمين: مداخل حسنة، ومداخل قبيحة. فالحسنة منها هي التي تكون مناسبة لموضوع القصيدة، والتي تكون فيها الكلمات متناسبة ومتناغمة مع بعضها البعض. أما القبيحة منها فهي التي تكون غير مناسبة لموضوع القصيدة، والتي تكون فيها الكلمات غير متناسبة وغير متناغمة مع بعضها البعض.

المداخل في الشعر العربي

للمداخل في الشعر العربي أهمية كبيرة، فهي التي تحدد مسار القصيدة وتوجهها. وقد اهتم الشعراء العرب بالمداخل اهتمامًا كبيرًا، وعملوا على إتقانها وإجادتها. وقد ظهر ذلك جليًا في شعرهم، حيث نجد أنهم استخدموا مختلف أنواع المداخل، وأبدعوا في صياغتها وتوظيفها.

أنواع المداخل في الشعر العربي

هناك أنواع عديدة للمداخل في الشعر العربي، منها:

المدخل الوصفي: وهو المدخل الذي يصف الشاعر فيه مكانًا أو زمانًا أو شخصًا أو شيئًا ما.

المدخل القصصي: وهو المدخل الذي يروي الشاعر فيه قصة أو حكاية.

المدخل الحكيم: وهو المدخل الذي يورد فيه الشاعر حكمة أو عبرة.

المدخل الغنائي: وهو المدخل الذي يعبر فيه الشاعر عن عواطفه وأحاسيسه.

المدخل الخطابي: وهو المدخل الذي يخاطب فيه الشاعر شخصًا ما أو شيئًا ما.

المدخل التساؤلي: وهو المدخل الذي يطرح فيه الشاعر سؤالًا أو مجموعة من الأسئلة.

المدخل التعجبي: وهو المدخل الذي يعبر فيه الشاعر عن دهشته أو استغرابه من شيء ما.

وظائف المداخل في الشعر العربي

تؤدي المداخل في الشعر العربي وظائف عديدة، منها:

تحديد موضوع القصيدة: حيث تحدد المداخل موضوع القصيدة وغايتها.

توجيه مسار القصيدة: حيث توجه المداخل مسار القصيدة وتحدد اتجاهها.

خلق جو شعري: حيث تخلق المداخل جوًا شعريًا خاصًا يساعد على استيعاب القصيدة وفهمها.

إثارة انتباه المتلقي: حيث تعمل المداخل على إثارة انتباه المتلقي وجذبه إلى القصيدة.

تحقيق المتعة الفنية: حيث تحقق المداخل المتعة الفنية للمتلقي من خلال جمالياتها اللغوية والأسلوبية.

خصائص المداخل الناجحة في الشعر العربي

هناك مجموعة من الخصائص التي يجب أن تتوافر في المداخل الناجحة في الشعر العربي، منها:

الملاءمة: يجب أن تكون المداخل مناسبة لموضوع القصيدة وغايتها.

التناسب: يجب أن تتناسب المداخل مع بقية القصيدة من حيث اللغة والأسلوب.

التناغم: يجب أن تكون المداخل متناغمة مع بعضها البعض من حيث الإيقاع والجرس الموسيقي.

الجمال: يجب أن تكون المداخل جميلة من حيث اللغة والأسلوب والأفكار.

التأثير: يجب أن يكون للمداخل تأثير قوي على المتلقي، وأن تثير انتباهه وجذبه إلى القصيدة.

أمثلة على المداخل الناجحة في الشعر العربي

هناك العديد من الأمثلة على المداخل الناجحة في الشعر العربي، منها:

مدخل قصيدة “الليل والبحر” للشاعر محمود درويش:

> على هذه الشواطئ وحدي

> أراقب موج البحر يصفع وجهه

> وأسمع صوت الليل يئن

> على أعتاب صبح لا يريد المجيء

مدخل قصيدة “وراء الأفق” للشاعر أمل دنقل:

> وراء الأفق ثمة أسئلة

> وراء الأفق ثمة أمل

> وراء الأفق ثمة حياة

> فدعني أبحر في هذا الأفق

مدخل قصيدة “أنا والوطن” للشاعر نزار قباني:

> أنا والوطن صنوان لا فراق بيننا

> أنا منه وهو مني

> أنا لحمه ودمه

> وهو روحي وقلبي

خاتمة

للمداخل في الشعر العربي أهمية كبيرة، فهي التي تحدد مسار القصيدة وتوجهها. وقد اهتم الشعراء العرب بالمداخل اهتمامًا كبيرًا، وعملوا على إتقانها وإجادتها. وقد ظهر ذلك جليًا في شعرهم، حيث نجد أنهم استخدموا مختلف أنواع المداخل، وأبدعوا في صياغتها وتوظيفها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *