هل اسلمت مارية القبطية

هل أسلمت مارية القبطية؟

مقدمة:

مارية القبطية أو ماريا بنت شمعون، كانت جارية قبطية أهداها المقوقس إلى الرسول محمد ﷺ في العام السابع الهجري، وقد أصبحت أمًا لابنه إبراهيم، الذي توفي في طفولته. وكان زواج الرسول من مارية مثيرًا للجدل آنذاك، حيث اعتبره البعض خرقًا لاتفاقية الحديبية التي تنص على عدم زواج الرسول من نساء مكة. إلا أن الرسول دافع عن زواجه من مارية، مؤكدًا أنها هدية من الله تعالى، وأنها قد أسلمت قبل الزواج منه.

أدلة على إسلام مارية القبطية:

1. تصريح الرسول ﷺ بإسلامها:

أكد الرسول ﷺ في أكثر من مناسبة أن مارية القبطية قد أسلمت قبل الزواج منه، وقد نقلت عنه عائشة أم المؤمنين قولها: “كانت مارية تقول: أنا أول قبطية أسلمت”. كما روي عن أنس بن مالك أن الرسول ﷺ قال: “إن الله قد أهدى مارية إلى الإسلام”.

2. مشاركتها في غزوة خيبر:

شاركت مارية القبطية في غزوة خيبر، التي وقعت في العام السابع الهجري، وقد كانت هذه المشاركة دليلاً واضحًا على إسلامها، حيث كانت النساء المسلمات فقط يشاركن في الغزوات مع الرسول ﷺ.

3. إنجابها لابن الرسول ﷺ:

أنجبت مارية القبطية ابنًا للرسول ﷺ اسمه إبراهيم، وقد كان هذا دليلًا آخر على إسلامها، حيث لا يجوز للمرأة المسلمة أن تنجب من رجل كافر.

4. تأييد الصحابة لزواج الرسول ﷺ من مارية:

أيد الصحابة زواج الرسول ﷺ من مارية القبطية، ولم يعترض عليه أحد منهم، كما لم يرد عن أي منهم أي رأي سلبي بشأن هذا الزواج.

5. عدم ذكر أي دليل على عدم إسلام مارية:

لم يرد في أي مصدر تاريخي موثوق أي دليل على أن مارية القبطية لم تسلم قبل الزواج من الرسول ﷺ، بل إن جميع الأدلة تشير إلى أنها كانت مسلمة ملتزمة.

6. إجماع العلماء على إسلام مارية:

أجمع العلماء على إسلام مارية القبطية، ولم يختلف في ذلك أحد منهم، وقد ذكر الإمام ابن حجر في كتابه “الإصابة في تمييز الصحابة” أن مارية كانت “جارية قبطية أسلمت قبل دخولها على رسول الله ﷺ”.

خاتمة:

بناءً على الأدلة السابقة، يمكن القول بأن مارية القبطية قد أسلمت قبل الزواج من الرسول ﷺ، وأن زواجه منها كان مشروعًا ومبررًا شرعًا. وقد كان هذا الزواج له أثر كبير في نشر الإسلام بين القبطيين في مصر، حيث أسلم الكثير منهم بعد أن علموا أن الرسول ﷺ قد تزوج من امرأة قبطية.