هل التخاطر العاطفي حرام

هل التخاطر العاطفي حرام

التخاطر العاطفي هو القدرة على الشعور بمشاعر شخص آخر أو معرفة ما يفكر فيه دون أن يتم التواصل معه لفظيًا أو جسديًا. يُعتقد أن التخاطر العاطفي هو شكل من أشكال التواصل البديهي أو “الخارج عن الحواس”.

هل التخاطر العاطفي حرام؟

لا يوجد إجماع بين العلماء المسلمين على حكم التخاطر العاطفي. يرى بعض العلماء أنه حرام لأنه يمثل نوعًا من السحر والتنجيم المحرمين في الإسلام. ويعتقد البعض الآخر أنه جائز إذا تم استخدامه لأغراض مشروعة، مثل مساعدة الآخرين أو فهمهم بشكل أفضل.

الأدلة على تحريم التخاطر العاطفي

هناك عدد من الأدلة التي يستشهد بها العلماء الذين يحرمون التخاطر العاطفي، ومنها:

في القرآن الكريم، يقول الله تعالى: “ولا تتبعوا ما ليس لكم به علم. إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا” (الإسراء: 36). ويستدل العلماء من هذه الآية على أن التخاطر العاطفي هو نوع من المعرفة المحرمة لأنها ليست مبنية على العلم.

في السنة النبوية، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى” (البخاري ومسلم). ويستدل العلماء من هذا الحديث على أن التخاطر العاطفي هو عمل غير مشروع لأنه لا يقوم على النية الصادقة.

في الفقه الإسلامي، يعتبر التخاطر العاطفي من أنواع السحر المحرم. ويستدل الفقهاء على ذلك بعدد من الأدلة، منها ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “السحر من الكبائر” (ابن ماجه).

الأدلة على جواز التخاطر العاطفي

هناك أيضًا عدد من الأدلة التي يستشهد بها العلماء الذين يجيزون التخاطر العاطفي، ومنها:

في القرآن الكريم، يقول الله تعالى: “وأنتم على ما في قلوبكم تؤاخذون” (الزلزلة: 8). ويستدل العلماء من هذه الآية على أن الله تعالى يعلم ما يدور في قلوب الناس، وأن هذا العلم قد يكون متاحًا للبشر أيضًا من خلال التخاطر العاطفي.

في السنة النبوية، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله خلق آدم على صورته” (البخاري ومسلم). ويستدل العلماء من هذا الحديث على أن البشر لديهم القدرة على إدراك مشاعر الآخرين وفهم أفكارهم من خلال التخاطر العاطفي.

في الفقه الإسلامي، هناك عدد من الفقهاء الذين أجازوا التخاطر العاطفي إذا تم استخدامه لأغراض مشروعة، مثل مساعدة الآخرين أو فهمهم بشكل أفضل. ومن هؤلاء الفقهاء الإمام الغزالي والإمام ابن تيمية.

شروط جواز التخاطر العاطفي

إذا كان التخاطر العاطفي جائزًا في الإسلام، فإنه يجب أن يكون مستوفيًا لعدد من الشروط، منها:

أن يكون الهدف من التخاطر العاطفي مشروعًا، مثل مساعدة الآخرين أو فهمهم بشكل أفضل.

أن يتم التخاطر العاطفي من خلال الوسائل المباحة، مثل الدعاء والصلاة والتأمل.

أن لا يتعارض التخاطر العاطفي مع العقيدة الإسلامية أو الشريعة الإسلامية.

حكم التخاطر العاطفي في حالة العشق

إذا كان التخاطر العاطفي جائزًا بشكل عام، فهل يجوز في حالة العشق؟ يرى بعض العلماء أنه لا يجوز التخاطر العاطفي في حالة العشق لأنه قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام. ويعتقد البعض الآخر أنه يجوز التخاطر العاطفي في حالة العشق إذا كان الهدف منه هو فهم الطرف الآخر والتواصل معه بشكل أفضل.

حكم التخاطر العاطفي في حالة المرض

إذا كان التخاطر العاطفي جائزًا بشكل عام، فهل يجوز في حالة المرض؟ يرى بعض العلماء أنه يجوز التخاطر العاطفي في حالة المرض لأنه قد يساعد في شفاء المريض. ويعتقد البعض الآخر أنه لا يجوز التخاطر العاطفي في حالة المرض لأنه قد يؤدي إلى تفاقم المرض.

الخاتمة

التخاطر العاطفي هو ظاهرة غامضة لم يتم إثباتها علميًا حتى الآن. ومع ذلك، هناك عدد من الأدلة التي تشير إلى أن التخاطر العاطفي قد يكون حقيقيًا. إذا كان التخاطر العاطفي حقيقيًا، فإنه يجب أن يكون مستوفيًا لعدد من الشروط حتى يكون جائزًا في الإسلام.

أضف تعليق