هل السبليمنال حرام

هل السبليمنال حرام

هل السبليمنال حرام؟

المقدمة:

السبليمنال هي رسائل صوتية أو بصرية يتم تسجيلها بترددات منخفضة بحيث لا يمكن سماعها أو رؤيتها بالعين المجردة. يُزعم أن هذه الرسائل يمكن أن تؤثر على العقل الباطن للشخص وتغير سلوكه أو معتقداته. وقد أثار استخدام السبليمنال الكثير من الجدل، حيث يتساءل البعض عما إذا كان حرامًا أم لا. وفي هذا المقال، سنناقش حكم السبليمنال في الإسلام، ونعرض آراء العلماء حول هذا الموضوع.

الحكم الشرعي للسبليمنال:

ليس هناك نص صريح في القرآن أو السنة يحرم السبليمنال أو يجيزه. وقد اختلف العلماء في حكمه إلى ثلاثة أقوال:

القول الأول: يحرم السبليمنال، لأنه يعد من السحر والشعوذة. وقد قال الله تعالى: “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”.

القول الثاني: يجوز السبليمنال، لأنه لا يعد من السحر والشعوذة، بل هو مجرد وسيلة للتأثير على العقل الباطن. وقد قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ”.

القول الثالث: يتوقف حكم السبليمنال على محتواه. فإذا كان محتواه يتعارض مع تعاليم الإسلام، مثل الدعوة إلى الكفر أو الفسق أو المعصية، فهو حرام. أما إذا كان محتواه إيجابيًا، مثل الدعوة إلى الإيمان والتقوى والأخلاق الحميدة، فهو جائز.

أدلة القائلين بالجواز:

1. أن السبليمنال لا يعد من السحر والشعوذة، لأنه لا يستخدم فيه أي طلاسم أو رموز أو أعمال خارقة للعادة.

2. أن السبليمنال هو مجرد وسيلة للتأثير على العقل الباطن، وهي وسيلة لا تخالف تعاليم الإسلام.

3. أن السبليمنال يمكن أن يكون مفيدًا في علاج بعض الأمراض النفسية، مثل القلق والاكتئاب والوسواس القهري.

أدلة القائلين بالتحريم:

1. أن السبليمنال قد يستخدم لأغراض غير أخلاقية، مثل التأثير على إرادة الشخص أو دفعه إلى ارتكاب جرائم.

2. أن السبليمنال قد يتسبب في أضرار نفسية للشخص، مثل الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب.

3. أن السبليمنال قد يكون مدخلا للشرك بالله تعالى، لأنه قد يدفع الشخص إلى الاعتماد على الرسائل السمعية أو البصرية بدلاً من الاعتماد على الله تعالى.

الخاتمة:

اختلف العلماء في حكم السبليمنال، فمنهم من حرمه ومنهم من أجازه ومنهم من قال إنه يتوقف على محتواه. وفي رأينا أن السبليمنال جائز في حد ذاته، ولكن يجب الحذر من استخدامه في أغراض غير أخلاقية أو ضارة بالشخص. كما يجب التأكد من محتوى الرسائل السمعية أو البصرية قبل استخدامها، حتى لا تكون متعارضة مع تعاليم الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *