هل العلاج الكيماوي يفطر الصائم

هل العلاج الكيماوي يفطر الصائم

هل العلاج الكيماوي يفطر الصائم؟

مقدمة:

يعد الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادةٌ لله تعالى تتمثل في الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر إلى غروب الشمس، ويعتبر الصيام من العبادات التي لها فضلٌ عظيم في الإسلام، وقد ورد في الكثير من النصوص الدينية فضائل الصيام، ومنها ما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “الصوم جنةٌ من النار”.

ومع ذلك، فإن هناك بعض الحالات التي يُعفى فيها المسلم من الصيام، ومن بين هذه الحالات المرض، فالمريضُ معذورٌ في ترك الصيام، وذلك لأن الصيام قد يكون مُضراً بصحته، وقد يؤدي إلى تفاقم مرضه، ومن بين الأمراض التي يُعفى فيها المريض من الصيام هو مرض السرطان، فمريض السرطان غالباً ما يكون ضعيفاً ويتلقى العلاج الكيماوي، والذي قد يكون له آثار جانبية قاسية، وقد يتسبب في فقدان الوزن والضعف العام، مما يجعل الصيام صعباً للغاية.

هل العلاج الكيماوي يفطر الصائم؟

لا يوجد إجماع بين الفقهاء على حكم العلاج الكيماوي للصائم، فبعض الفقهاء يرى أن العلاج الكيماوي لا يفطر الصائم، بينما يرى البعض الآخر أنه يفطر الصائم.

أولاً: الأدلة القائلة بأن العلاج الكيماوي لا يفطر الصائم:

1. العلاج الكيماوي لا يُعد طعاماً أو شراباً، فهو عبارة عن أدوية تُعطى للمريض عن طريق الوريد أو الفم، ولا تدخل هذه الأدوية إلى المعدة، وبالتالي فهي لا تُفطر الصائم.

2. العلاج الكيماوي لا يؤدي إلى إدخال أي شيء إلى المعدة، بل يتم إعطاؤه عن طريق الوريد أو الفم، ولا يُعتبر هذا إدخالاً لأي شيء إلى المعدة، وبالتالي فهو لا يُفطر الصائم.

3. العلاج الكيماوي ليس غذاءً أو شراباً، ولا يُعتبر تناول الدواء إفطاراً، لأن الدواء يؤخذ لعلاج المرض، وليس لإشباع الجوع أو العطش.

ثانياً: الأدلة القائلة بأن العلاج الكيماوي يفطر الصائم:

1. العلاج الكيماوي يُعتبر نوعاً من التغذية الوريدية، والتغذية الوريدية تُفطر الصائم، لأنها تُعوض عن الطعام والشراب، وتُؤمن للجسم العناصر الغذائية التي يحتاجها.

2. العلاج الكيماوي يُعتبر نوعاً من الأدوية، والأدوية تُفطر الصائم، لأنها تُؤثر على صحة الجسم، وقد تؤدي إلى حدوث آثار جانبية، وقد تؤدي إلى إبطال الصيام.

3. العلاج الكيماوي يُعتبر نوعاً من العلاج، والعلاج يُفطر الصائم، لأن العلاج يُعتبر شيئاً خارجاً عن الجسم، ويُؤثر على صحة الجسم، وقد يؤدي إلى إبطال الصيام.

ثالثاً: رأي الفقهاء في حكم العلاج الكيماوي للصائم:

اختلف الفقهاء في حكم العلاج الكيماوي للصائم، فبعضهم يرى أنه لا يُفطر الصائم، بينما يرى البعض الآخر أنه يُفطر الصائم، ومن أبرز آراء الفقهاء في هذا الموضوع:

1. الرأي الأول: يرى هذا الرأي أن العلاج الكيماوي لا يُفطر الصائم، لأن العلاج الكيماوي لا يُعتبر طعاماً أو شراباً، ولا يُعد إدخالاً لأي شيء إلى المعدة، وبالتالي فهو لا يُفطر الصائم، ومن أبرز الفقهاء الذين قالوا بهذا الرأي هو الشيخ محمد بن عثيمين.

2. الرأي الثاني: يرى هذا الرأي أن العلاج الكيماوي يُفطر الصائم، لأن العلاج الكيماوي يُعتبر نوعاً من التغذية الوريدية، والتغذية الوريدية تُفطر الصائم، ومن أبرز الفقهاء الذين قالوا بهذا الرأي هو الشيخ عبد العزيز بن باز.

الخلاصة:

لا يوجد إجماع بين الفقهاء على حكم العلاج الكيماوي للصائم، فبعض الفقهاء يرى أنه لا يُفطر الصائم، بينما يرى البعض الآخر أنه يُفطر الصائم، والرأي الراجح هو أن العلاج الكيماوي يُفطر الصائم، لأن العلاج الكيماوي يُعتبر نوعاً من التغذية الوريدية، والتغذية الوريدية تُفطر الصائم

أضف تعليق