هل الميت يحس بمن يزوره

هل الميت يحس بمن يزوره

هل الميت يحس بمن يزوره

مقدمة:

الموت هو حقيقة لا مفر منها، وهو يترك وراءه الكثير من التساؤلات، من بينها هل الميت يحس بمن يزوره؟ هذا السؤال الذي يشغل بال الكثيرين، وقد اختلف العلماء والفقهاء في الإجابة عليه، فمنهم من قال إن الميت يحس بمن يزوره، ومنهم من قال إنه لا يحس به. وفي هذا المقال، سنناقش هذه المسألة بالتفصيل، ونستعرض الأدلة والبراهين التي أوردها كل فريق من العلماء.

جواب السؤال:`هل الميت يحس بمن يزوره؟`

إن الإجابة على سؤال هل الميت يحس بمن يزوره هي مسألة خلافية بين العلماء والفقهاء، وقد اختلفوا في ذلك على قولين:

القول الأول:

يقول هذا القول بأن الميت يحس بمن يزوره، وهذا الرأي هو الراجح عند الكثير من العلماء والفقهاء، وقد استدلوا على ذلك بالأدلة التالية:

1. الأدلة من القرآن الكريم:

هناك العديد من الآيات القرآنية التي تشير إلى أن الميت يحس بمن يزوره، ومن بينها قوله تعالى: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون” (سورة آل عمران: 169-170). وهذه الآية توضح أن الشهداء أحياء عند الله، وأنهم يحسون بما يحدث حولهم، ومن بين ذلك زيارة ذويهم وأحبائهم لهم.

2. الأدلة من السنة النبوية:

يوجد عدد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على أن الميت يحس بمن يزوره، ومن بينها حديث أبي هريرة رضي الله عنه، الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أتى أحدكم قبر أخيه فليسلم عليه، فإنه يعرفه ويرد عليه السلام” (رواه أحمد والترمذي). وهذا الحديث يدل على أن الميت يعرف من يزوره، وأنه يرد عليه السلام.

3. الأدلة من العقل:

إن العقل السليم يقتضي أن الميت يحس بمن يزوره، فالميت هو شخص كان حيًا في يوم من الأيام، وكان يشعر بكل ما حوله، وعندما مات لم يختف عقله ووعيه، ولكنه انتقل إلى عالم آخر، حيث لا يزال يشعر بكل ما حوله، ومن بين ذلك زيارة ذويه وأحبائه له.

القول الثاني:

يقول هذا القول بأن الميت لا يحس بمن يزوره، وهذا الرأي هو الراجح عند بعض العلماء والفقهاء، وقد استدلوا على ذلك بالأدلة التالية:

1. الأدلة من القرآن الكريم:

هناك بعض الآيات القرآنية التي تشير إلى أن الميت لا يحس بمن يزوره، ومن بينها قوله تعالى: “إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا ماذا وجدتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وبئس المصير” (سورة النساء: 97). وهذه الآية توضح أن الكافرين لا يحسون بأي شيء بعد موتهم، وأنهم لا يعرفون من يزورهم.

2. الأدلة من السنة النبوية:

يوجد بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على أن الميت لا يحس بمن يزوره، ومن بينها حديث ابن عباس رضي الله عنه، الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم). وهذا الحديث يدل على أن الميت لا ينفعه إلا أعماله الصالحة، وأنه لا يحس بأي شيء بعد موته.

3. الأدلة من العقل:

إن العقل السليم يقتضي أن الميت لا يحس بمن يزوره، فالميت هو شخص قد فارق هذه الحياة، ولم يعد موجودًا في هذا العالم، وبالتالي فهو لا يشعر بأي شيء، ولا يعرف من يزوره.

خاتمة:

إن مسألة هل الميت يحس بمن يزوره هي مسألة خلافية بين العلماء والفقهاء، وقد اختلفوا في ذلك على قولين، وقد ذكرنا في هذا المقال الأدلة والبراهين التي أوردها كل فريق من العلماء. وفي النهاية، فإن الإيمان بأن الميت يحس بمن يزوره هو مسألة عقيدة وإيمان، وليس مسألة علمية يمكن إثباتها أو نفيها.

أضف تعليق