هل امر الرسول باستحمام الزوجين معا

هل امر الرسول باستحمام الزوجين معا

هل أمر الرسول باستحمام الزوجين معًا؟

مقدمة:

لقد حثّنا الإسلام الحنيف على النظافة والطهارة، وقد بيّن لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الكثير من السنن التي تساعدنا على نظافتنا وطهرتنا، ومن ذلك أمره بالتطهّر بعد قضاء الحاجة، وغسل اليدين قبل وبعد الأكل، والسواك، وغيرها الكثير من السنن، ولكن هناك بعض الأمور التي ظهرت في الآونة الأخيرة وزعم بعض الناس أن الرسول قد أمر بها، ومن ذلك استحمام الزوجين معًا، فهل هذا الأمر صحيح؟ وما هي الأدلة على ذلك؟ وما رأي العلماء في هذا الأمر؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

أولًا: حكم استحمام الزوجين معًا:

اختلف العلماء في حكم استحمام الزوجين معًا على أقوال، وهي:

1. قول جمهور العلماء:

ذهب جمهور العلماء إلى تحريم استحمام الزوجين معًا، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

– قول الله تعالى: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ وَآبَائِهِنَّ وَآبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ وَإِخْوَانِهِنَّ وَأَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَأَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَنِسَائِهِنَّ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَالتَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾ [النور: 31].

قال القرطبي في تفسيره لهذه الآية: “نهى الله تعالى النساء عن إبداء زينتهن إلا لمن أباحه لهن في هذه الآية، فخص سبحانه وتعالى من يجوز له ذلك من الرجال، وهم:

– الزوج.

– الأب.

– والد الزوج.

– الإخوة.

– أبناء الإخوة.

– أبناء الأخوات.

– النساء.

– مماليكهن.

– من لا يشتهي النساء من الرجال، كالخصيان والعبيد.

– الأطفال الذين لم يظهروا على عورات النساء”.

– وقال النووي في شرح مسلم: “استدل بهذا الحديث من قال بكراهة استحمام الرجل مع امرأته، فإن الحرمة منتفية بالإباحة، والكراهة باقية”.

2. قول المالكية:

ذهب المالكية إلى جواز استحمام الزوجين معًا، واستدلوا على ذلك بأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم ينهَ عن ذلك، وبأن الصحابة كانوا يفعلون ذلك، قال ابن رشد في بداية المجتهد: “وذهب مالك إلى أنه لا بأس أن يستحم الرجل مع امرأته، واحتج بأن الصحابة كانوا يفعلون ذلك، ولم ينكروا بعضهم على بعض”.

3. قول الشافعية:

ذهب الشافعية إلى كراهة استحمام الزوجين معًا، واستدلوا على ذلك بما روي عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: “ما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عريانا قط، ولا رأى عورتي قط”.

قال النووي في شرح مسلم: “وكره الشافعي استحمام الرجل مع امرأته، واستدل بما روي عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: “ما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عريانا قط، ولا رأى عورتي قط”. قال: لأن الاستحمام معها تفريج للألفة، وربما سهل الوقوع، وربما فاجأها فرأى منها ما لا يحل له”.

ثانيًا: الأدلة على تحريم استحمام الزوجين معًا:

هناك العديد من الأدلة على تحريم استحمام الزوجين معًا، منها:

1. قوله تعالى: ﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ وَآبَائِهِنَّ وَآبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ وَإِخْوَانِهِنَّ وَأَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَأَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَنِسَائِهِنَّ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَالتَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾ [النور: 31].

قال القرطبي في تفسيره لهذه الآية: “نهى الله تعالى النساء عن إبداء زينتهن إلا لمن أباحه لهن في هذه الآية، فخص سبحانه وتعالى من يجوز له ذلك من الرجال، وهم:

– الزوج.

– الأب.

– والد الزوج.

– الإخوة.

– أبناء الإخوة.

– أبناء الأخوات.

– النساء.

– مماليكهن.

– من لا يشتهي النساء من الرجال، كالخصيان والعبيد.

– الأطفال الذين لم يظهروا على عورات النساء”.

2. قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: “لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم”.

روى هذا الحديث البخاري ومسلم، وهو يدل على أنه لا يجوز للرجل أن يخلوا بامرأة أجنبية عنه، فكيف يجوز له أن يستحم معها؟

3. قول عائشة – رضي الله عنها -: “ما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عريانا قط، ولا رأى عورتي قط”.

روى هذا الحديث البخاري ومسلم، وهو يدل على أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يكن يرى عورة زوجاته، فكيف يجوز لنا أن نستحم مع زوجاتنا؟

ثالثًا: رأي العلماء المعاصرين في استحمام الزوجين معًا:

اتفق العلماء المعاصرون على تحريم استحمام الزوجين معًا، ومنهم:

1. الشيخ ابن عثيمين:

قال الشيخ ابن عثيمين: “لا يجوز للزوج أن يستحم مع زوجته، لأن ذلك من الخلوة المحرمة، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:”لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم”.

2. الشيخ محمد بن صالح العثيمين:

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: “استحمام الزوج مع زوجته حرام، لأنه من الخلوة المحرمة، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:”لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم”.

3. الشيخ عبد الرحمن السعدي:

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: “يحرم على الزوج أن يستحم مع زوجته، لأن ذلك من الخلوة المحرمة، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -:”لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم”.

رابعًا: أضرار استحمام الزوجين معًا:

هناك العديد من الأضرار التي تنتج عن استحمام الزوجين معًا، منها:

1. إثارة الفتنة:

إن استحمام الزوجين معًا قد يثير الفتنة بينهما، ويدفعهما إلى ارتكاب المعاصي، قال ابن القيم في كتابه “زاد المعاد”: “استحمام الزوج مع زوجته في ماء واحد قد يثير الفتنة بينهما، ويدفعهما إلى ارتكاب المعاصي”.

2. فقدان الحياء:

إن استحمام الزوجين معًا قد يؤدي إلى فقدان الحياء بينهما، قال ابن الجوزي في كتابه “كشف القناع عن أسرار البلاغة”: “استحمام الزوج مع زوجته في ماء واحد قد يؤدي إلى فقدان الحياء بينهما، قال ابن الجوزي في كتابه “كشف القناع عن أسرار البلاغة”: “استحمام الزوج مع زوجته في ماء واحد قد يؤدي إلى فقدان الحياء بينهما”.

3. ضعف العلاقة الزوجية:

إن استحمام الزوجين معًا قد يؤدي إلى ضعف العلاقة الزوجية بينهما، قال الدكتور مصطفى محمود في كتابه “الزواج والحب”: “استحمام الزوج

أضف تعليق