هل بخور اللبان يفطر الصائم

هل بخور اللبان يفطر الصائم

المقدمة:

يعتبر الصيام من أهم العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد نص الإمام النووي على أن كل ما يدخل الجوف من منفذ مفتوح مفطر للصائم، مثل الأكل والشرب، كما أجمع العلماء على أن كل ما لا يصل إلى جوف الصائم لا يفسد صومه، مثل الاكتحال والاستنشاق والاستحداد والحقنة. وفي هذا المقال، سوف نبحث في حكم تناول بخور اللبان أثناء الصيام، وهل يعتبر مفطرًا للصائم أم لا.

1. تعريف بخور اللبان:

بخور اللبان هو مادة صمغية يتم استخراجها من شجرة اللبان، وهي شجرة كبيرة تنمو في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتنتشر في منطقة شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يستخدم بخور اللبان منذ القدم لأغراض دينية و طبية وجمالية، حيث يتم حرقه أو استنشاقه أو استخدامه في تحضير العطور والمستحضرات التجميلية.

2. حكم تناول بخور اللبان أثناء الصيام:

اختلف الفقهاء في حكم تناول بخور اللبان أثناء الصيام، حيث ذهب بعضهم إلى أنه مفطر للصائم، في حين ذهب آخرون إلى أنه لا يفسد الصوم.

أ. القول الأول: إن بخور اللبان مفطر للصائم، لأن دخانه يصل إلى المعدة، فيكون بذلك قد أدخل شيئًا إلى جوفه من منفذ مفتوح.

ب. القول الثاني: إن بخور اللبان لا يفسد الصوم، لأن دخانه لا يصل إلى المعدة، بل يتلاشى في الهواء قبل ذلك، وبالتالي لا يعتبر مفطرًا للصائم، مستدلين بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”.

3. الأدلة الشرعية على كون بخور اللبان مفطرًا للصائم:

هناك بعض الأدلة الشرعية التي يستدل بها القائلون بأن بخور اللبان مفطر للصائم، ومنها:

أ: قوله تعالى: “وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر”، وهذه الآية تدل على أن كل ما يدخل إلى المعدة أثناء الصيام مفطر للصائم، سواء كان طعامًا أو شرابًا أو دخانًا.

ب: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من تعمد القيء في رمضان، فعليه القضاء”، وهذا الحديث يدل على أن كل ما يصل إلى المعدة أثناء الصيام مفطر للصائم، لأن القيء هو إخراج شيء من المعدة إلى الفم، وبالتالي فهو يعتبر مفطرًا للصائم.

4. الأدلة الشرعية على كون بخور اللبان غير مفطر للصائم:

هناك بعض الأدلة الشرعية التي يستدل بها القائلون بأن بخور اللبان غير مفطر للصائم، ومنها:

أ: قوله تعالى: “ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به، ولكن ما تعمدت قلوبكم”، وهذه الآية تدل على أن الصائم لا يُؤاخذ بما يفعله من غير قصد، مثل أن يستنشق دخان بخور اللبان عن غير قصد، فيكون بذلك غير مفطر للصائم.

ب: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”، وهذا الحديث يدل على أن الصائم لا يُؤاخذ بما يفعله من غير نية، مثل أن يستنشق دخان بخور اللبان بدون نية إدخاله إلى معدته، فيكون بذلك غير مفطر للصائم.

5. الراجح من الأقوال:

الراجح من أقوال الفقهاء هو أن بخور اللبان لا يفسد الصوم، وذلك لأن دخانه لا يصل إلى المعدة، بل يتلاشى في الهواء قبل ذلك، وبالتالي لا يعتبر مفطرًا للصائم.

6. الاحتياط في المسألة:

وإذا كان الصائم قد شك في حكم تناول بخور اللبان، فالأفضل له أن يتركه احتياطًا، حتى لا يقع في الحرام.

7. الخلاصة:

بخور اللبان لا يفسد الصوم، وذلك لأن دخانه لا يصل إلى المعدة، بل يتلاشى في الهواء قبل ذلك، وبالتالي لا يعتبر مفطرًا للصائم. وأما من كان يشك في حكم تناول بخور اللبان، فالأفضل له أن يتركه احتياطًا، حتى لا يقع في الحرام.

أضف تعليق