هل تطيع المرأة زوجها إذا منعها عن أهلها

هل تطيع المرأة زوجها إذا منعها عن أهلها

هل تطيع المرأة زوجها إذا منعها عن أهلها؟

مقدمة:

الحياة الزوجية مبنية على المودة والرحمة والتفاهم، ولكن قد تحدث بعض الخلافات بين الزوجين، ومن هذه الخلافات منع الزوج لزوجته من زيارة أهلها، فما حكم طاعة المرأة لزوجها في هذه الحالة؟ وهل لها الحق في معصيته؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

الزوجة لا تطيع زوجها إذا منعها عن أهلها:

– لا يجوز للزوج منع زوجته من زيارة أهلها، فهذا حق من حقوقها الشرعية، قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه)، وذلك لأن منعها من زيارة أهلها قد يؤدي إلى قطيعة الرحم، وهذا من كبائر الذنوب.

– يحق للمرأة معصية زوجها إذا منعها عن أهلها، وذلك لأن طاعته في هذه الحالة تكون معصية لله تعالى، قال تعالى: (وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تُنَازِعُوهُ تَشْقَوْا)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).

– يجب على الزوجة أن تحاول إقناع زوجها بالسماح لها بزيارة أهلها، وذلك بالحوار والنقاش الهادئ، فإن لم يقتنع فعليها أن تصبر وتحتسب أجرها عند الله تعالى، قال تعالى: (وَلَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)، قال المفسرون: قد يكون في منع الزوج لزوجته من زيارة أهلها خيراً لها، كأن يكون أهلها من أهل الفساد، أو يكونون من أهل البدع والضلالات.

الزوج له حق منع زوجته من زيارة أهلها في بعض الحالات:

– للزوج حق منع زوجته من زيارة أهلها إذا كانوا من أهل الفساد، أو كانوا من أهل البدع والضلالات، وذلك لأن زيارتهم قد تؤدي إلى إفساد عقيدتها أو أخلاقها.

– للزوج حق منع زوجته من زيارة أهلها إذا كانت زيارتهم تؤدي إلى الإخلال بحقوقه الزوجية، كأن تكون تنفق عليهم أمواله بدون إذنه، أو تتركه وحيداً في المنزل.

– للزوج حق منع زوجته من زيارة أهلها إذا كان ذلك يضر بمصالحها، كأن تكون زيارتهم تجعلها متأخرة في عملها أو دراستها.

على الزوجة أن تطيع زوجها في غير معصية الله تعالى:

– على الزوجة أن تطيع زوجها في غير معصية الله تعالى، وذلك لأن طاعته واجبة عليها شرعاً، قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (النساء نواقص عقل ودين، فمن أعطى امرأته شيئاً فليرض بما أعطاها، ولا يكلفها ما لا تطيق).

– طاعة الزوجة لزوجها في غير معصية الله تعالى من أسباب السعادة الزوجية، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهِنَّ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (خير النساء التي إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله).

– على الزوجة أن تستشير زوجها في أمورها، وأن تأخذ رأيه في قراراتها، وذلك لأن المشاورة من أسباب السعادة الزوجية، قال تعالى: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تستشيروا النساء إلا في أمر النساء).

على الزوج أن يحسن معاملة زوجته:

– على الزوج أن يحسن معاملة زوجته، وذلك بالكلمة الطيبة والفعل الحسن، قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

– على الزوج أن يراعي مشاعر زوجته، وأن يحترم رأيها، وأن يستشيرها في أموره، قال تعالى: (وَأَنْ تَعْفُوا خَيْرٌ لَكُمْ)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يَفْرَكُ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كره منها خلقًا رَضِيَ منها آخر).

– على الزوج أن ينفق على زوجته وأولاده بالمعروف، وذلك لأن النفقة حق من حقوقهم الشرعية، قال تعالى: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول).

خاتمة:

في الختام، نؤكد على أن منع الزوج لزوجته من زيارة أهلها من الأمور المحرمة شرعاً، ولا يجوز للزوجة أن تطيعه في هذه الحالة، ولها الحق في معصيته، وعلى الزوج أن يحسن معاملة زوجته، وأن يراعي مشاعرها، وأن يحترم رأيها، وأن يستشيرها في أموره.

أضف تعليق