المقدمة
الأزهر الشريف من أعرق الجامعات في العالم، ومحور العلم والتعليم والثقافة في العالم الإسلامي، ومنارة لنشر الإسلام واللغة العربية. أسسه الفاطميون في عام 972م، وازدهر في العصر المملوكي، وبلغ أوج مجده في العصر العثماني. بعد عام 1961م، أصبح الأزهر جامعة إسلامية حكومية مستقلة، تمنح شهادات جامعية عليا في العلوم الإسلامية والعربية والدراسات الشرقية.
أولاً: تاريخ الأزهر الشريف
العصر الفاطمي: أسسه جوهر الصقلي في عام 972م، وكان في الأصل مدرسة للدعوة إلى المذهب الشيعي، لكنه سرعان ما أصبح مركزًا لتعليم العلوم الإسلامية واللغة العربية.
العصر المملوكي: اهتم المماليك بالأزهر الشريف، وأنشأوا فيه العديد من الكليات والمدارس، وأوقفوا عليه الأوقاف الكثيرة، مما ساهم في زيادة شهرته وازدهاره.
العصر العثماني: بلغ الأزهر الشريف أوج مجده في العصر العثماني، حيث أصبح جامعة إسلامية عالمية، يقصده الطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
ثانيًا: أقسام الأزهر الشريف
كلية أصول الدين: تدرس هذه الكلية العلوم الإسلامية الأساسية، مثل العقيدة والشريعة والفقه والتفسير والحديث وغيرها.
كلية الشريعة والقانون: تدرس هذه الكلية الشريعة الإسلامية والقانون المدني والقانون الجنائي والقانون الدولي وغيرها.
كلية اللغة العربية: تدرس هذه الكلية اللغة العربية وآدابها، مثل النحو والصرف والبلاغة والأدب وغيرها.
كلية الدعوة والإرشاد: تعد هذه الكلية الطلاب للعمل كدعاة ومُرشدين إسلاميين في جميع أنحاء العالم.
ثالثًا: دور الأزهر الشريف في نشر الإسلام واللغة العربية
يقوم الأزهر الشريف بدور كبير في نشر الإسلام واللغة العربية في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال إرسال الدعاة والمدرسين إلى مختلف البلدان، وإنشاء المدارس والجامعات الإسلامية، وإصدار الكتب والمجلات والصحف الإسلامية.
كما أن الأزهر الشريف يشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الإسلامية الدولية، ويدعم الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة.
رابعًا: شخصيات بارزة تخرجت من الأزهر الشريف
تخرج من الأزهر الشريف العديد من الشخصيات البارزة، التي كان لها دور كبير في تاريخ الإسلام واللغة العربية، منهم:
– الإمام محمد عبده.
– الشيخ حسن البنا.
– الشيخ محمد الغزالي.
– الشيخ يوسف القرضاوي.
– الشيخ أحمد الطيب.
خامسًا: مكتبة الأزهر الشريف
تعد مكتبة الأزهر الشريف من أكبر المكتبات في العالم الإسلامي، وتضم أكثر من مليوني كتاب ومخطوطة في مختلف العلوم الإسلامية والعربية.
تحتوي المكتبة على العديد من الكتب النادرة والمخطوطات القديمة، التي لا توجد في أي مكتبة أخرى في العالم.
تعتبر مكتبة الأزهر الشريف مرجعًا رئيسيًا للباحثين والدارسين في مختلف العلوم الإسلامية والعربية.
سادسًا: متحف الأزهر الشريف
يضم متحف الأزهر الشريف مجموعة كبيرة من الآثار الإسلامية، التي تم جمعها من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
يحتوي المتحف على العديد من القطع النادرة، مثل: مصاحف قديمة، ومخطوطات نادرة، وأدوات فنية إسلامية، وأسلحة ودرع إسلامية.
يعتبر متحف الأزهر الشريف من أهم المتاحف الإسلامية في العالم، وهو مقصد للزوار من جميع أنحاء العالم.
سابعًا: الأزهر الشريف في العصر الحديث
يواجه الأزهر الشريف في العصر الحديث العديد من التحديات، أهمها:
– انتشار الفكر المتطرف والإرهاب.
– موجات الإلحاد والشك في الدين.
– الدعوات إلى الإصلاح الديني.
يعمل الأزهر الشريف على مواجهة هذه التحديات من خلال:
– إصدار البيانات والفتاوى التي تدين الفكر المتطرف والإرهاب.
– تنظيم الدورات والمؤتمرات التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة.
– تشجيع البحث العلمي في العلوم الإسلامية والعربية.
الخاتمة
الأزهر الشريف منارة للعلم والتعليم والثقافة في العالم الإسلامي، ومركز لنشر الإسلام واللغة العربية. وقد لعب الأزهر الشريف دورًا كبيرًا في تاريخ الإسلام واللغة العربية، ولا يزال يواصل دوره حتى يومنا هذا.